حوارية في "شومان" بعنوان " تعزيز عادة القراءة لدى الأطفال واليافعين"
07-06-2022
ناقشت حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الاثنين بعنوان "تعزيز عادة القراءة لدى الأطفال واليافعين"، خطوات تعزيز عادة القراءة في حياة النشء، والسلوكيات التي ينبغي الانتباه لها من أجل ذلك.
كما تطرقت الحوارية التي شارك فيها مستشارة البرامج الأكاديمية الدكتورة غدير الحطبة، والأديب والإعلامي الدكتور محمود الرجبي، والمتخصصة في مجال رعاية الموهبة والإبداع الدكتورة لانا المبيضين، وأدارها رئيس فريق خدمات القراء الإلكترونية في مكتبة شومان نزار الحمود، إلى الخطوات الواجب اتباعها من أجل جعل القراءة عادة يومية، وإسهامات الأسرة والمدرسة في هذا السياق.
الدكتور غدير الحطبة قالت إن معظم المؤسسات التعليمية في العالم تتجه الآن نحو أن يصبح الأدب وسيلة لتعليم الأطفال، مشيرة إلى أن الكثير من دول العالم أصبح التعليم فيها من خلال القصص والحكايات، حيث يتعلم الطفل من خلالها ويتوصل إلى الأهداف التي تضمنتها.
ونوهت إلى أهمية أن تكون الرسائل في القراءة ضمنية حيث يترك للقارئ فرصة تخيلها ونقاشها، مبينة أنه لا يوجد عمر محدد عند الأطفال للبدء في القراءة، حيث يستطيع الطفل وهو جنين في بطن أمه الاستماع والاصغاء للقراءة والموسيقى وغيرها، موضحة مفاهيم الاصغاء والقراءة والتحدث والتعبير عن الأفكار والكتابة التي تعكس حجم المفردات.
وأشارت إلى التنوع في طبيعة القراءة ما بين الرقمي والورقي، مبينة أهمية دور الأسرة في تعزيز عادة القراءة عند الأطفال من خلال تحديد مواعيد معينة لاجتماع الأسرة من أجل القراءة، وتناول مختلف الموضوعات لرفع الوعي والتثقيف وتشكيل الحقل المعرفي والمعجمي لدى الأطفال.
من جانبها أكدت الدكتورة لانا المبيضين، أهمية الروايات والقصص التي تحتوي على أهدف معينة وتثير الأسئلة والنقاش، مشيرة إلى أهمية الاستماع بداية من أجل بناء وتنمية عادة القراءة عند الأطفال.
وقالت إن "الكتاب يعد أداة وأن الكتابة تغيرت عبر التاريخ، ومن الطبيعي أن يقرأ الانسان بالأداة المتوفرة والمناسبة له، ويوجد لدينا الكثير من القصص والروايات الورقية المتخصصة في أدب الأطفال جاذبة في محتواها ورسوماتها، مثلما لدينا قصص وروايات للأطفال الكترونية والتي تجذب الأطفال أيضا".
ونوهت إلى ضرورة مواكبة التطور لأن العالم يذهب في اتجاه سيصبح فيه كل شيء الكترونيا ومنها الكتب، حيث سيفرض الكتاب الإلكتروني نفسه وسيكون له دورا هاما في الأدب والتثقيف ورفع الوعي والمعرفة.
الدكتور محمود الرجبي أشار إلى أن الهدف من القصة هو جلب المتعة للقارئ، مبينا أن القصة لا تهدف إلى معالجة مشكلة قريبة المدى، حيث أن القصة مع مرور الوقت تعمل على إعادة تشكيل ذهنية الطفل.
ونوه إلى ضرورة أن نبدأ بتشجيع الطفل على القراءة وتبنيها كعادة من خلال الاستماع في البداية بكلمات بسيطة مع الميل إلى التنغيم أثناء القراءة من أجل نقل المشاعر إلى الطفل بشكل أوضح وأفضل.
وبين الدكتور الرجبي، أنه مع التطور والتقنيات الحديثة ستصبح تكلفة انتاج الكتاب التفاعلي قريبة من الصفر، حينها سيسود الكتاب الرقمي، مشيرا إلى أنه ما يهمنا في نهاية المطاف هو إيجاد جيل قارئ.
وكان الحمود أشار في بداية الحوارية إلى أن فوائد القراءة لا تتوقف عند تحسين مهارات القراءة لدى الأطفال، بل تتعداها نحو العديد من الأمور الأخرى، خصوصاً ما يتصل منها بتوسيع المدارك وفهم البيئة المحيطة، وإدراك العلاقات المتشعبة، وأحياناً المعقدة، بين الأشياء والكائنات.
ونوه إلى أن عدة دراسات ربطت بين القراءة وسرعة تطور الدماغ، وتحسين قدرات التركيز لدى الطفل، علاوة على تنمية المهارات اللغوية من خلال توسيع القاموس اللغوي ودخول مفردات جديدة باستمرار إليه، ما يؤدي إلى تحسين اللغة والتعبير، وهو الأمر المرتبط بالقراءة بكل تأكيد.
ومؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في العالم العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.