كاتبات أردنيات يشاركن بجلسة حوارية في "شومان"
16-09-2018
قضايا المرأة المعاصرة، واكتساب الكاتبات أدوات جديدة لتطوير موهبتهن، كانت حاضرة في جلسة حوار بين كاتبات اردنيات والكاتبة البريطانية ليندا فرانس، نظمها أمس مختبر السرديات الأردني، بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان.
واستهل الجلسة رئيس مختبر "السرديات" القاص مفلح العدوان، بالحديث عن أهمية حوار الكاتبات مع الكاتبة فرانس، والاقتراب أكثر منها والتعرف على تجربتها بعمق، من مختلف الأبعاد، وتوفير المساحة الكافية لهن للحديث عن تجاربهن السردية.
مديرة مركز البحوث البريطانية في بلاد الشام، د. كارول بالمر، أكدت أن هذه هي "المرة الأولى التي تتم فيها تفعيل برنامج التبادل الأكاديمي بين الكاتبات"، منوهة إلى تجربة الكاتبة الأردنية والأكاديمية فادية الفقير المدرسة في جامعة درام في إنجلترا.
كما لفتت في هذا السياق، إلى أن مفلح العدوان سيذهب إلى جامعة درام؛ للاطلاع على الحركة الثقافية، وأهمية الثقافة الأدبية في بريطانيا.
أما الكاتبة البريطانية، ليندا فرانس، فوصفت مشاركتها في الجلسة بـ "العظيمة"، وقالت "باعتقادي إن أفضل طريقة نستهل فيها الجلسة تقديم إضاءة موجزة عن طفولتي، التي ساهمت، بلا أدني شك، في صقل موهبتي منذ البداية".
وأضافت، بعد أن قرأت قصديتها "الشمال والجنوب" على الكاتبات المشاركات بالجلسة "كنت أستمع منذ بداياتي إلى لهجات الاخرين، واكتسب منهم كل معرفة، ما دفعني إلى محاولة الكتابة، خصوصا بان النظام التعليمي في بريطانيا كان قوياً جداً، لكنه لم يدفع بنا إلى الابداع في كتابة الشعر، القصة، إلا بتعلم القراءة والغوص في مجاهل الطبيعة".
وبشأن أهمية تواصل الكاتبات مع الآخرين، قالت فرانس إن "التواصل مع الكتاب والمبدعين جزء لا يتجزأ من طريقة الكتابة لديّ، حيث كنت أبحث عن اللغة والكلمات من خلالهم لاستعين بها خلال كتابتيّ الشعر".
وتساءلت القاصة والباحثة زليخة أبو ريشة عن تجربة الكاتبة فرانس الشعرية، حيث ردت الأخيرة، بالقول إن "الطبيعة إلهامي الأول والأخير، وخاصة النباتات، إذ كتبت معظم تجاربي الشعرية في الحدائق العامة، حيث يعطينا الشعر نوعا من الحماية ويعرفنا أكثر على الكائنات الأخرى".
ووجهت الناقدة والباحثة هدى أبو غنيمة، سؤالا لفرانس، حول إذا ما كانت الأخيرة أطلعت على اعمال من الأدب الأردني، وهو ما أكدته فرانس، حيث قرأت أعمال الكاتبة فادية الفقير، كما أطلعت على قصص مفلح العدوان.
أما الباحثة حنان هلسة، أكدت أهمية العودة إلى جذور التاريخ، والبحث عن هويات وتاريخ الاسلاف، بما سيحقق للكاتب/ة نجاحا باهراً، خصوصاً عند الرجوع إلى أصل الأشياء وإعادة وضعها في موضعها الحقيقي.
لكن الناقدة د. صبحة علقم، رأت في مداخلة لها، أن الشعر هو أن نقول الحقيقة، الحقيقة كاملة، وهو يحتاج إلى تدريب وممارسة ومشاركة الناس همومهم وآمالهم واوجاعهم، ومن خلاله كذلك يمكننا أن نكتشف حقيقتنا، ونبحث كذلك عن هويتنا.
وأكدت القاصة سامية العطعوط أن الكتابة في الأردن "ليست سهلة كما يتصور بعضهم؛ لوجود قيود كثيرة امام الكتاب الذين يتناولون المواضيع المحرمة"، وقالت في هذا السياق "خصوصا إذا كانت كاتبة التي تناولت مثل هذه المواضيع، يا لها من مسؤولية كبيرة!".
ورداً على تساؤل للقاصة أماني سليمان، حول أهمية زيارة الكاتبة ليندا فرانس إلى جنوب المملكة، أجابت فرانس "بمحض الصدفة ذهبنا إلى جنوب الأردن، في زيارة إلى مواقعها التاريخية الشامخة، وقريبا سأذهب إلى جرش، واراقب معالم التاريخ فيها عن كثب".
الاكاديمية والروائية د. شهلا العجيلي، بينت أن الشاعر/ة يستطيع/ت أن يسيطر/ت على لغته/ا الخاصة، بعكس الروائي الذي يحتاج إلى عدة لغات.
يشار إلى أن الكتاب الذين قاموا بتأسيس مختبر السرديات صدرت لهم العديد من الروايات والمجموعات القصصية والنصوص المسرحية، ونالوا عدداً من الجوائز المحلية والعربية، ومن بينهم بالإضافة إلى العدوان، الروائي جلال برجس، والناقد حسين دعسة، والزميل القاص جعفر العقيلي، والروائي والقاص نائل العدوان، والروائي والقاص مخلد بركات.