تعددت الأفلام التي تناولت انهيار النظام الاشتراكي بعد سقوط جدار برلين، منها الفيلم الألماني (وداعا لينين) انتاج 2003، إخراج فولفانج بيكر، ويمتاز الفيلم بالأسلوب الرقيق في تقديم حدث حاسم ومرحلة تحول شكلت نقطة انعطاف ليس في تاريخ ألمانيا الشرقية وحسب إنما في تاريخ العالم، (وداعا لينين)... أنه وداع وحنين لمرحلة الاشتراكية.
الأحداث تروى من وجهة نظر الإبن أليكس، يقدم من خلالها التحولات التي حدثت للأسرة بالتوازي مع إنجازات ألمانيا الشرقية، حيث الزمن هو اغسطس 1978، أليكس وشقيقته إرينا يشاهدان لحظة تاريخية على التلفاز... إنها لحظة إطلاق أول صاروخ من ألمانيا الشرقية إلى الفضاء، وهي ذات الفترة الذي غادر فيها الأب السيد كيرنر إلى ألمانيا الغربية دون رجعة، تاركاً ألكس وإرينا وزوجته خلفه على أمل اللحاق به، ومن احتفال الجمهورية الألمانية الديمقراطية بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسها في تشرين أول 1979، إلى تشرين أول 1989 والاحتفال بمرور أربعين عاماً على التأسيس، وأجواء تكريم الأم السيدة كيرنر، تقديراً لما قدمته لخدمة مجتمعها، والنظام الذي أحبته وأخلصت له، بينما ابنها ألكيس يشارك في مسيرة سلمية ضد الحكومة، وعندما تشاهد الأم ابنها بين الحشود والشرطة تضربه وتجرة إلى السجن، تصاب بنوبة قلبية وتسقط أرضاً ثم تدخل في غيبوبة طويلة استمرت ثمانية أشهر، خلالها حدثت تغيرات جذرية؛ انهار النظام الإشتراكي، وسقط جدار برلين؛ وفتحت الحدود بين الألمانيتين (الشرقية والغربية)، الأمر الذي من شأنه أن يقضي عليها إن هي علمت، وعلى مدار الساعة النصف المتبقية من الفيلم نتابع العلاقة بين أليكس وأمه والعلاقة بينها وبين العالم الخارجي بعد أن تكتشف أنه قد تغير، إذ يقرر أليكس أن يبني من حول أمه -التي لا تبرح السرير- عالماً وهمياً، محاولاً إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، والاحتفاظ بتفاصيل الحياة السابقة، فراح يبحث عن علب السلع الغذائية التي تعود لمرحلة الاشتراكية في حاويات القمامة، ويسجل برامج وأخبار تلفزيونية على أشرطة فيديو ليذيعها عليها من خلال التلفاز، راح يعمل أي شيء ممكن أن يخفي معالم الحياة الجديدة التي عصفت بالبلد، ليحفظ هذا الوهم من السقوط.
يعتبر فيلم (ودعاً لينين) من الأفلام الألمانية المهمة على مستوى الشكل والمضمون والمعالجة الدرامية، وتعتبر الموسيقى التصويرية من العناصر الأخرى المميزة في الفيلم، حيث ألفها الفرنسي ين تيرسن –سبق وألف الموسيقى التصويرية للفيلم المشهور إملي- هذا وقد شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية المهمة، كما رُشح للعديد من الجوائز ونال قدر كبير من الجوائز والتكريم.