إن سؤال "كيف تُنشئ طفلًا قارئًا؟" يتطلب تفكيكًا دقيقًا لفهم جميع جوانبه. لنبدأ بتحليل عناصر السؤال:
"كيف" تعني الطريقة والآلية المتبعة.
"تُنشئ" تشير إلى التربية والتنشئة.
"الطفل" هو الإنسان الذي لم يتجاوز سن الثامنة عشرة.
"قارئًا" هو الشخص الذي يقرأ بفهم وإدراك.
لقد أصبح من الواضح أهمية القراءة للأطفال منذ مراحل مبكرة من حياتهم. لكن التركيز الآن ليس فقط على مدى أهمية القراءة، بل على كيفية تحقيق ذلك. فالتحدي الحقيقي يكمن في كيفية تنشئة الأطفال ليصبحوا قراء شغوفين ومثابرين.
فيما يلي مجموعة من النصائح التي ستساعدكم على تعزيز حب القراءة لدى أطفالكم:
النصيحة الأولى: تعزيز المواقف الإيجابية تجاه القراءة
كيف يمكن لطفلك أن يرى القراءة كأمر ممتع وجذاب إذا لم تتوفر له تجربة إيجابية معها؟ من خلال خلق بيئة تشجع على القراءة، يمكنك تعزيز شغف طفلك بالكتب. على سبيل المثال، اجعل القراءة جزءًا من الروتين اليومي؛ يمكنك دمجها مع أوقات مريحة مثل قراءة القصص قبل النوم. كما يمكنك تخصيص وقت معين للعائلة للقراءة معًا، حيث يجلس كل فرد ومعه كتابه الخاص، ويستمتع الجميع بتجربة القراءة المشتركة. ولجعل هذه اللحظات أكثر خصوصية، قدم عصيرًا موسميًا يتناسب مع فصول السنة، مما يضيف لمسة من المتعة والتجدد إلى تجربة القراءة.
النصيحة الثانية: تعزيز التقاليد الأسرية المرتبطة بالقراءة
تساهم التقاليد الأسرية في ترسيخ حب القراءة لدى الأطفال من خلال بناء عادات إيجابية ومستدامة. على سبيل المثال، يمكن للأسرة تخصيص يوم أسبوعي لزيارة المكتبة، حيث يُمنح الأطفال الفرصة لاختيار الكتب التي يفضلونها واستعارتها للمنزل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الكتب جزءًا من الهدايا التي تُقدّم في المناسبات مثل أعياد الميلاد، مما يعزز من مكانة القراءة كجزء مهم وممتع من حياة الأطفال.
النصيحة الثالثة: كيفية اختيار الكتب المناسبة
اختيار الكتب وفقًا لعمر الطفل يعد أمرًا حاسمًا، حيث يجب أن يتناسب الكتاب مع خصائص النمو وتجارب الطفل في مرحلته العمرية الحالية. تأكد من اختيار الكتب التي تجذب اهتمامه من خلال محتواها، الصور، والعناوين.
كما يجب أن تكون القراءة استيعابية، أي أن الأهم ليس كم عدد الكتب التي يقرأها الطفل، بل مدى فهمه واستيعابه للمحتوى الذي يقرأه.
النصيحة الرابعة: تعزيز قيمة القراءة في المنزل
لتأكيد أهمية القراءة داخل الأسرة، يمكنك عرض الكتب في أماكن بارزة ومنوعة في المنزل، مما يعزز من وجودها كجزء أساسي من البيئة المحيطة. خصص لكل طفل مكتبة صغيرة ومجموعة خاصة من الكتب، حتى وإن كانت بسيطة. كما يجب تعليم الأطفال احترام الكتب، حيث يتم وضعها بعناية وعدم رميها على الأرض كما قد يحدث مع الألعاب أو الدمى عندما ينجذبون لنشاط آخر.
النصيحة الخامسة: كن قدوة في القراءة
في إحدى أساطير إيسوب، حاولت أنثى السرطان أن تعلّم ابنها المشي إلى الأمام بدلاً من السير إلى الجانب، فطلب منها الابن أن تريه كيف يفعل ذلك قبل أن يتبعها. هذا المثل يسلط الضوء على أهمية القدوة في التعليم. لذا، لا يمكنك أن تطلب من طفلك أن يحب القراءة بينما أنت مشغول بالتلفاز أو الهاتف. يجب أن يرى طفلك شغفك بالقراءة واهتمامك بالمعرفة. كن نموذجًا يحتذى به وابدأ بتطبيق ذلك الآن.