بطلة فيلم "وضعية طفل" هي كورنيليا وهي تنتمي إلى مجتمع النخبة البرجوازية ذات الامتيازات في بوخاريست. هي معتادة على حضور تمارين الأوبرا وتحظى بإقامة حفلة عيد ميلاد فاخرة على شرفها. وهي تملك علاقات قوية مع المسؤولين، لكن علاقتها مع ابنها باربو الذي يعيش منفصلاً عنها متوترة، وهي تضع اللوم في ذلك على صديقته. يبدأ الفيلم بكورنيليا وهي تشكو لقريبتها من عدوانية ابنها تجاهها. لكن عندما تعلم أن ابنها صدم فتىً بسيارته ليلاً وقتله فإن اتجاه الفيلم سرعان ما يتحول مما قد يبدو في البداية عرضاً بسيطاً إلى دراسة عميقة للشخصيات.
تبادر كورنيليا للتصرف، تجعل ابنها باربو يغير إفادته، تقوم برشوة الشرطة كي يغضوا النظر عن بعض التفاصيل المتعلقة بالحادث، تحاول رشوة أحد الشهود، وتحويل مجرى التحقيقات لتصب في صالحها. خلال ذلك كله فإن عائلة الفتى الفقيرة لا تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامها إلا بقدر ما أنها مجرد مشكلة يجب حلها بطريقة ما، إذ كل ما تريده منهم هو أن يسقطوا الدعوى ضد ابنها وهي لا تنظر إليهم باعتبارهم مخلوقات إنسانية شقية وعائلة حزينة تعرضت لمصاب جلل مؤلم.
تشغل كورنيليا التي تسيطر عليها مشاعر بل وغريزة الأم معظم مشاهد الفيلم، ويتم التركيز عليها على حساب بقية الشخصيات التي تبدو ثانوية بالمقارنة معها ولا سيما شخصية الابن باربو الذي تسبب بالحادث وصديقته.
تشكل علاقة كورنيليا بابنها جانباً آخر من الفيلم، فهو بالرغم من كل جهودها لإنقاذه يظل يعاملها بقسوة لدرجة تجعلها تقول له: "أنا أعرف أنك لا تحبني، لكن كل ما أرجوه منك هو أن تحترمني."
يبلغ الفيلم ذروته قرب نهايته تقريباً عندما تقرر كورنيليا، وقد بدأ ضميرها يصحو نوعا ما، فبعد أن أدركت أنه سيكون من غير المناسب لها أن تحضر جنازة الفتي القتيل أن تقوم بزيارة ترضية لعائلة الفتي القتيل بصحبة ابنها وصديقته. تستقبل عائلة الفتى كورنييليا بكل هدوء، فيما يبقى الابن ينتظر داخل السيارة وتستمع العائلة إلى مونولوج طويل من كورنيليا تعبر فيه عن حزنها وتعاطفها مع العائلة لكنها في نفس الوقت تضع نفسها كأم أيضا في موضع الضحية كون المتسبب في الحادث هو ابنها وكون الحكم عليه سيؤدي إلى دمار مستقبله. في النهاية تقدم كورنيليا لعائلة الضحية مبلغاً من المال كتعويض رمزي رغم أن العائلة رفضت المال، وتخرج عائدة إلى السيارة. في هذا المشهد الطويل نسبياً تقدم الممثلة لومينيتا جيورجيو في دور كورنيليا نموذجاً واضحاً للتمثيل المبدع والمؤثر والذي رشحت، بسبب هذا المشهد على الأغلب، لجائزة أفضل ممثلة في جوائز الفيلم الأوروبي. الفيلم من إخراج كالين بيتر نيتزر وتم إنتاجه في رومانيا، وقد حاز الفيلم على ثلاثة جوائز أهمها جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين لعام 2013 وهي أعلى جائزة في المهرجان.
ينتهي الفيلم بالابن وقد استجمع شجاعته وخرج من السيارة واتجه لمقابلة الأب الواقف أمام البوابة ونراه من بعيد وقد دخل معه في حديث لا يصل منه شيء إلى أسماع المشاهدين.