يجمع فيلم "سائح" بين الأفلام الجادة والكوميديا السوداء، وهو الفيلم الروائي الطويل الرابع من إخراج المخرج السويدي روبين أوستلوند الذي كتب سيناريو الفيلم، والذي يجمع رصيده السينمائي أيضاً بين الإنتاج والتأليف والتصوير والمونتاج.
تدور قصة فيلم "سائح" حول أسرة سويدية مؤلفة من الأب توماس (الممثل جوهانز كوهنك) والأم إيبا (الممثلة ليزا لوفين كونجسلي) وطفليهما. تقضي العائلة إجازة للتزلج على الجليد في منطقة جبال الألب الفرنسية وتقيم في أحد الفنادق الفخمة. وخلال تناول الأسرة لطعام الغداء في اليوم التالي لوصولها تتعرض المنطقة لانهيار جليدي، ويفرّ الحضور من المطعم. ويدبّ الذعر في الأب توماس الذي يفرّ بعيدا عن المكان، متخليا عن زوجته وطفليه اللذين تعتني بهما أمهما. وعند عودة الزوج تعبّر زوجته عن استيائها وترفض الصفح عنه. وبعد سلسلة من التطورات التي يسودها التوتر بين الزوجين وتدخل بعض الأصدقاء تصفح الزوجة والطفلان عن الأب بعد أن يتعرض لانهيار عصبي. وعندما تفقد الأم طريقها في الضباب أثناء التزلج على الجليد يقوم الزوج بإنقاذها. وتتخلل الأحداث اللاحقة للفيلم استياء الزوجة إيبا من سائق حافلة مهمل ونزولها بغضب من الحافلة. وينتهي الفيلم نهاية مفتوحة بمشاهدة أعضاء الأسرة وأصدقائهم وهم يسيرون على منحدر جبلي.
ويقدّم المخرج والكاتب السينمائي روبين أوستلوند في فيلم "سائح" دراسة لشخصيات أسرة تمر في مأزق، ويلقي الضوء على أدوار الذكور والإناث، والتوقعات المتعلقة بمفهوم الذكورية في الأسرة. كما يستخدم الانهيار الجليدي كرمز لسلسلة الأحداث التي تتلو ذلك والتي تتلخص بالانهيار المتسارع للمشاعر العاطفية الإنسانية التي تثير أسئلة تتعلق بتصرفات الناس وبتفكك العلاقة الزوجية.
ويجمع فيلم "سائح" بين العديد من المقومات الفنية كقوة الإخراج والسيناريو وبراعة التصوير وجمال المشاهد الطبيعية المغطاة بالثلوج والموسيقى التصويرية والمونتاج. ويتميز الفيلم بقوة أداء الممثلين الرئيسين الأربعة وهما الممثلان جوهانز كوهنك وليزا لوفين كونجسلي في دوري الزوجين والطفلان اللذان يقوم بدوريهما الطفلة كلارا واترجرين والطفل فنسينت واترجرين، وهما شقيقان بالفعل.
عرض فيلم "سائح" في 42 مهرجاناً سينمائياً بينها مهرجانات كان وطوكيو وتورونتو وشيكاغو ودبي. ورشح هذا الفيلم لثلاث وخمسين جائزة سينمائية بينها جائزة الكرات الذهبية لأفضل فيلم أجنبي، وفاز بتسع عشرة جائزة، بينها لجنة التحكيم في مهرجان كان، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان جوتبورج السينمائي السويدي وجائزة جالدباج السويدية لأفضل فيلم ورشح لتسع جوائز أخرى من جوائز جالدباج. كما فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم أجنبي من روابط نقاد السينما في واشنطن وشيكاغو وهيوستن وأوستن وبالم سبرنجز وأوكلاهوما وسان دييجو وتورونتو وفانكوفر. يشار إلى أن فيلم "سائح" مثّل السويد بين الأفلام الأجنبية التي قدّمت للترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، إلا أنه لم يصل إلى القائمة النهائية للأفلام الخمسة التي رشحت لهذه الجائزة.