"معلمي العلوم": فضاء تفاعلي يجذب المعلمين لاكتساب مهارات جديدة

29-10-2018

خاض معلمون ومعلمات جاؤوا من مختلف محافظات المملكة، وجمعتهم نشوة التجربة بما فيها التعرف على منهجية التعليم اللانمطي وأسس التفكير الناقد، رحلة تدريبات أقامها مخيم معلمي العلوم، واستمرت أسبوعين، اكتسبوا خلالها مفاهيم جديدة لتنمية مهارات التفكير عند الطلبة.

38 معلمًا ومعلمة، وفي خطوة غير مسبوقة وجادة، تبدأ مع الصباح الباكر ولا تنتهي مع غروب الشمس، تلقوا تدريبات تعليمية مكثفة بأحدث الطرق والأدوات، ضمن سياقات العلوم "الفيزياء والكيمياء والاحياء وعلوم الأرض والرياضيات".

المخيم، الذي اختتم تدريباته مؤخرًا، ونظمته مؤسسة عبد الحميد شومان، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، شارك فيه عدد من معلمي العلوم؛ بهدف تدريبهم على أحدث الطرق والأدوات المستخدمة في التعليم اللانمطي والتفكير الناقد.

أهمية التدريب تتأتى من جعل التفكير الناقد نمط حياة، وتزويد الطالب بمهارات هذا التفكير؛ لجعله قادرًا على فحص المعلومات التي يتلقّاها، بالإضافة إلى جعله يميز بين الحقائق والآراء والقدرة على استنباط المعلومات من بين السطور، كما يهدف في المحور الآخر لتشجيع المعلمين على استخدام البيئة المحيطة في خلق أدوات تسهّل إدارة المعلومة على المعلمين والطلبة.

مدير برامج التعليم والعلوم في "مؤسسة شومان" عيسى نشيوات، يبين أن المخيم جاء بهدف توعية المعلمين بأهمية التعليم اللانمطي وتصميم وتطوير أدواته، لاستخدامها في إيصال الأفكار الواردة في المناهج الدراسية بطريقة تسمح للطالب استيعابها بشكل أفضل.

وكشف نشيوات عن مسابقة "أدوات التعليم اللانمطي"، التي أعُلن عنها في نهاية المخيم، وهي مسابقة تهدف لتشجيع المعلمين والمعلمات على خلق أدوات لانمطية جديدة يمكن استخدامها العملية التعليمية.

المعلم في مدرسة زهران بعمان طارق حمدان، راقت له فكرة المخيم وما يطرحه من تعاليم جديدة تُثري ذهنية المعلم وتغذيها بأفضل الأدوات التعليمية الحديثة، مبينا أنه تعلم اساليب جديدة في التعليم والتفكير الناقد.

كيف سيخدم حمدان الطلبة بعد أن تلقى تدريبات المخيم، يشرح "سأنصحهم بالقراءة والتجريب واستعمال عقولهم في التعلم، ليصبحوا أكثر مرونة ويمارسوا طقوسهم المريحة في الدراسة، كما يبتغون".

وكانت المؤسسة استقبلت منذ الإعلان عن انطلاق المخيم أكثر من 280 طلب مشاركة، اختير منهم 38 مشاركا، توزعوا بين مخيمين تدريبين، تعلموا خلالهما أساليب جديدة في ادارة المعلومة، من أجل تطبيقها على الطلبة.

لكن معلمة العلوم بلقيس العواملة، لا تختلف تجربتها عن سابقها حمدان، فهي تعلمت أيضا مهارات عديدة في التعليم اللانمطي، بخلاف الطرق المعتادة والمعروفة في التعليم؛ كالتلقين وإلغاء دور الطالب في التفاعل مع المعلم.

وتتابع "تعلمنا كيفية تهيئة الجو المناسب للتعليم، من خلال طرح الاسئلة بين الطلبة والتفاعل معهم، وكذلك إعطائهم المجال للتفكير الناقد وتبادل الآراء والمعارف".

وتأمل العواملة أن يستحدث المعلمين اساليبهم المعروفة في ايصال المعلومة للطالب، بعيدًا عن التلقين، مع ضرورة اعتمادهم على اسلوب التجربة العملية، للوصول إلى أكبر فائدة تعليمية تخدمهم في المستقبل.

وبالعودة إلى نشيوات، فقد أشار إلى أن المؤسسة ستختار مجموعة من المعلمين والمعلمات، فور الانتهاء من فعاليات المخيم؛ لتدريبهم حول إدارة اندية التفكير في المدارس، وكيفية تنفيذ أنشطة تشجع الطلبة على التفكير.

أما المعلم في مدرسة الشماخ الاساسية في لواء الشوبك سند الشعيبات، يجد نفسه في قمة السعادة، بعد أن قدم له المخيم مهارات كثيرة سوف تساعده، بحسبه، لأن يتوصل إلى أفضل الطرق في تعليم الطلبة، هناك في الشوبك.

لكن ما هي هذه المهارات التي يمكن للشعيبات أن يوظفها في أثناء تدريسه للطلبة، يقول "ربما يمكن أن نجرب اساليب التشويق والتكريم واثارة الفضول لدى الطلبة، بعيدًا عن الاساليب البالية".

ومخيم معلمي العلوم؛ هو مخيم تدريبي يستهدف معلمين ومعلمات من المدارس الحكومية، يتلقون فيه عدة تدريبات مختلفة تركز على موضوعي التفكير الناقد والتعليم اللانمطي.