في شهر كانون الأول من عام 1989اقتحم مسلح شاب كلية البوليتيكنيك في مونتريال - كندا بعد أن جهز بندقية رشاشة ووضعها في كيس بلاستيكي وملأ جيوب معطفه بالذخيرة ثم توجه إلى المدرسة التابعة لجامعة مونتريال، حيث يتعلم فيها الطلاب بشكل أساسي مادة الهندسة، وبدأ يطلق النار عشوائيا فتسبب في حدوث مجزرة مما أدى إلى وفاة أربعة عشر فتاة و جرح عشرة فتيات و أربعة رجال جميعهم في حالة خطرة. قبل أن ينهي هذه المجزرة بالانتحار بعد أن اطلق رصاصة على رأسه تاركا وراءه رسالة من ثلاث صفحات تلقي باللوم على الحركة النسائية لأنها تسببت في تحريض المجتمع ضده و دمرت حياته وكل ما هو جيد صنعه في حياته. حصلت هذه الحادثة تتويجا لخطة استمرت سبع سنوات.
هذه الحادثة التي هزت المجتمع الكندي صارت موضوع فيلم" بوليتيكنيك"، حيث تروى هذه الحادثة وتبعاتها من خلال ثلاث شخصيات. الشخصية الأولى هو مطلق النار بذاته والذي ألقى باللوم على الحركة النسوية باعتبارها المتسببة في مشاكله والمتمثلة بطالبات الهندسة، اللواتي كن الهدف الرئيسي للمجزرة التي ارتكبها. الشخصية الثانية هي فاليري وهي طالبة هندسة ميكانيكية حصلت على مقابلة في وقت مبكر من ذلك اليوم من أجل مشروع التخصص في الطيران. كانت المقابلة بحد ذاتها مزعجة بالنسبة لها بسبب من النظرة النمطية لها من قبل الرجل الذي أشرف على المقابلة والذي لم يكن يصدق بأن الإناث يمكن أن ينجحن في مجال الأعمال و أن طموحهن لا يزال ينحصر في أن يؤسسن عائلة. الشخصية الثالثة هو فرانسوا صديق فاليري وهو تلميذ هندسة ميكانيكية. تضفي الشخصيات الثلاث على موضوع الفيلم تنويعا يخفف من قسوة الواقعة. استطاع المخرج أن يضفي على الفيلم جوا كابوسيا ينتشر تأثيره تدريجيا، مع ذلك نأى المخرج بنفسه عن تصوير المشاهد واللقطات الصادمة المؤذية للمشاعر.
ينتمي هذا الفيلم إلى ما بات يطلق عليه في السينما العالمية تعبير" دوكودراما"، أي الدراما الوثائقية التي من إحدى صفاتها إعادة تجسيد حادثة تاريخية حقيقية، سواء قديمة أم حديثة، على نحو يفترض فيه أن يكون مطابقا للحدث التاريخي. جرى تصوير الفيلم بالأبيض و الأسود لإعطاء الانطباع بمزيد من الواقعية.
الجدير بالذكر هنا أن هذا الفيلم ليس الوحيد من نوعه الذي عالج حادثة من هذا النوع، فقد سبق للمخرج غوس فان سانت أن عالج موضوع حادثة مشابهة في فيلم" الفيل" الذي جرى إنتاجه في العام 2003 ووصف فيه قيام أثنين من الطلبة بارتكاب مجزرة بحق زملائهم، وهو أيضا كان مقتبسا عن حادثة حقيقية.