عبيدات في "شومان": الموجة الثانية للفيروس ليست حتمية
01-09-2020
قال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة والناطق باسمها د. نذير عبيدات إننا ما نزال في الموجة الأولى من انتشار فيروس (كوفيد – 19)، وأن الموجة الثانية للفيروس ليست حتمية إذا ما تغلب العالم على الفيروس ضمن موجته الأولى.
وأضاف عبيدات خلال حوارية عقدها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي مساء الإثنين، بعنوان "سيناريوهات كورونا" تم بثها على منصة "زووم" وصفحة المؤسسة على فيسبوك، وأدارتها أخصائية الأمراض الصدرية والتنفسية د. ميساء منصور، إنه عندما يكون هناك موجة ثانية فأنها تحدث بسبب الطفرات الأكثر شراسة، مبيناً أن المرض لن يكون موسمياً بسبب طبيعة الفيروس.
وقال أننا في الأردن علينا أن نعمل جاهدين لنبقى في المرحلة الثالثة من الفيروس، معتقداً بأن الوضع في الأردن يتأرجح بين المرحلتين الثالثة والرابعة، وأن الحالات التي تسجل حالياً أصبح مصدرها معروفاً، بينما الحالات غير معروفة المصدر قليلة جداً.
ولفت عبيدات إلى أن الفيروس يصيب جميع الفئات والأعمار حتى الأطفال لكنهم الأقل عرضة للمرض والأقل خطورة عليهم من غيرهم، بينما تزيد نسبة خطورة المرض كلما زاد العمر.
ولفت إلى أن نسبة إصابة الذكور بالفيروس أعلى من الإناث، حيث أن نسبة إصابة الذكور 60 بالمئة والإناث 40 بالمئة.
وأشار إلى أن العالم ما يزال يشهد انتشاراً واسعاً للفيروس حتى تجاوز عدد الإصابات 25 مليون إصابة في حين وصل عدد الوفيات بسبب المرض إلى نحو 850 الف وفاة، مبيناً أننا نتحدث عن أرقام ليست بسيطة في الوقت الذي لا نعلم فيه أين نقف من هذا الوباء العالمي والى متى سيستمر، حيث من الواضح أن الشواهد تدل على أن المدة ستطول إلى أشهر حتى مع احتمالية التوصل إلى لقاح.
وأضاف عبيدات أن الانتشار الكبير والسريع للفيروس والزيادة العالية بأعداد المصابين به جعل منه وباء استثنائياً ومن أخطر الأوبئة التي مرت على البشرية، مبينا أننا نلاحظ الزيادة في عدد الإصابات كل أسبوع تقريبا.
وشرح عبيدات المراحل الأربع للفيروس التي تتمثل الأولى بالدول التي لا يوجد فيها إصابات بالفيروس، وهي دول عددها قليل، والمرحلة الثانية هي الدول التي يوجد بها حالات متفرقة وعددها أيضا قليل، موضحا أن معظم الدول تتركز في المرحلتين الثالثة والرابعة حيث يتواجد في المرحلة الثالثة بؤر الفيروس، وهي بؤر معروفة لدى المؤسسات الصحية وتتعامل معها فرق الرصد والتقصي وتستطيع أن تشخص الحالات وقد تسيطر على هذه البؤر. والمرحلة الرابعة هي مرحلة الإنتشار المجتمعي وفي هذه المرحلة لا بد من المضي بإستراتيجية مختلفة للتعامل مع الوباء.
وعن سبب التغير في إستراتيجية الحكومة في التعامل مع الوباء، أشار عبيدات الى أننا في بداية انتشار الوباء لم تكن لدينا معلومات كافية عن الفيروس وكيفية انتشاره وتطوره وخطورته، واليوم أصبح لدينا واقع جديد ومن غير الحكمة أن نتعامل مع الوباء كما كنا نتعامل معه سابقاً، إذ أن كل دول العالم أصبح لديها قناعة بتأثير الفيروس سلبياً على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مشيراً إلى أنه إذا تأثر الاقتصاد تأثر قطاع الصحة والخدمات المقدمة في النهاية.
وأكد أنه لا يجب أن ننظر إلى الموضوع فقط من ناحية وبائية دون النظر إلى الجوانب الأخرى، لذلك هناك اليوم واقعاً جديداً علينا تقبله والذي يقول أن هذا الوباء سيبقى معنا وربما لفترة لا نعلم متى ستنتهي، والآمال معقودة على توفر مطاعيم في المستقبل وفي أحسن الظروف وفي حال إنتاج هذه المطاعيم، فإنها لن تكون متوفرة بكل دول العالم قبل منتصف العام المقبل.
وحول بداية العام الدراسي الجديد الذي بدأ الثلاثاء، وعودة التلاميذ إلى المدارس، أكد عبيدات أنه يجب علينا تقبل الواقع الجديد، وأن ننظر إلى الأمور بطريقة مختلفة وأن نوازن ما بين الفاقد الذي تعرض له الطلاب والانعكاسات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والنفسية التي دخلوا فيها جراء الفيروس، مشيرا الى ضرورة أن يتم تعويض الطلبة ما فاتهم وما سوف يفوتهم إذا ما بقيت المدارس مغلقة، وبنفس الوقت يجب أن نكون مستعدين والقيام بما يجب من أجل أن تكون العودة آمنة بقدر الإمكان.
وأشار الى أن الإجراءات والبروتوكولات التي تم وضعها تهدف إلى المحافظة على الطلبة والمعلمين وإدارة المدارس، حيث تم وضع هذه البروتوكولات حسب ما هو متعارف عليه عالميا وبما أوصت به منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف.
العودة الى المدارس، بحسب عبيدات، هي عودة غير طبيعية بمعنى الكلمة، حيث سيتم الأخذ بعين الاعتبار الوضع الوبائي للمنطقة التي تقع بها المدرسة، كما سيكون المجال مفتوحا للتعلم عن بعد لبعض الفئات ولجزء من الطلبة بوقت معين، إضافة الى التعلم المدمج بين المباشر وعن بعد، داعيا الأهل والطلبة والمعلمين الى أن يتقبلوا البروتوكولات التي وضعت لحمايتهم جميعا وأن يتفهموا الفائدة المرجوة من عودة ابنائهم الى مقاعد الدراسة، مشيرا الى ان قرار وزارة التربية والتعليم في العودة الى المدارس جاء بعد دراسة متأنية ومستفيضة.
وحول ما اثير عن تجربة مطعوم جديد على بعض الأشخاص في الاردن، أكد عبيدات ان هذا المطعوم أعطي كدراسة سريرية وهو لقاح طورته شركة صينية معروفة في هذا المجال بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك الأردن ايضا مع الإمارات في إعطاء نحو 500 شخص هذا المطعوم، مشيرا الى أن هذا الإجراء مر بجميع المراحل والإجراءات التي يجب أن يمر بها من موافقات اللجان المعنية، بما فيها اللجان الاخلاقية والمؤسسية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء.