"ألاعيب" فيلم بولندي تعرضه "شومان" غداً

23-12-2019

فيلم "الاعيب" الذي تعرضه مؤسسة عبد الحميد شومان، عند السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء، من اخراج وسيناريو البولندي اندريه جاكوموفسكي.

يعود أسم الفيلم (الاعيب) إلى تلك الألاعيب والحيل البسيطة والساذجة التي يقوم بها الشخصية الرئيسية في الفيلم الصغير شتيفك (6 سنوات) لمساعدة أخته المراهقة (إلكا) على الانتصار على الواقع السيء "القدر" من أجل أن يحقق أمانيه التي تختصر في لقاء أبيه الغائب الذي لا يعرفه.

تجري أحداث الفيلم في قرية بولونية صغيرة وجميلة، توجد فيها محطة لسكة الحديد. يعيش الصغير شتيفك وأخته إلكا في هذه القرية مع أمهما التي تدير بقالة صغيرة يغطي دخلها المتواضع تكاليف معيشتهم بعد أن غادر الأب للعيش مع عشيقته من قبل مولد الصغير ودون ان يترك أي أثر في المنزل سوى صورة مهترئة له يصعب التعرف على هوية صاحبها ويحتفظ بها الصغير في جيبه أملاً أن يلتقي والده.

ما يقوم به (شتيفك) من حيل وألاعيب ليست سحراً إنما هي أقرب ما تكون إلى "رشوة" للحظ الذي يبتسم مرة ويعبس كثيراً، ولكن يبقى أمل اللقاء بأبيه وعودته للبيت قائماً.

وكانت تلك الصدفة الحلوة وغير المتوقعة أن يلتقي بمن يشبه الشخص الذي يحمل صورته "أبيه" في محطة سكة الحديد حين مرور القطارات ذهاباً وإياباً فيقرر أن هذا الإنسان هو ابوه على الرغم من محاولة أخته التي تصحبه إنكار ذلك! فيكثر من التردد على المحطة وحيداً أو مع اخته مستعملاً في كل مرة حيلة ساذجة حلوة للتقرب من ذلك الشخص بعد أن تأكد من أنه ابوه ليعيده للمنزل حتى ينجح في ذلك في النهاية!

كما نرى أن حكاية الفيلم بسيطة جداً والحوار فيه قليل لكن اختيار المكان الجميل وقدرات مدير تصوير متمكن بالإضافة الى إدارة مميزة لشخصيات الفيلم كل هذه الأمور مجتمعة ربما تشكل "خيطاً" رقيقاً ورفيعاً بين الفيلم التجاري والفيلم الموجه للمثقف سينمائياً.

للمشاهد أن ينظر للفيلم بأكثر من زاوية لكن الأهم هي تلك التي ترى الإنسان ممتلئا بالأمل رغم قسوة الحياة، فالطفل الساذج البريء لم يفقد الأمل واحتال على واقعه. يهدي المخرج الفيلم إلى أخته الكبرى، ما قد يشير إلى أنه يروي حكاية من سيرته الذاتية؟

مخرج الفيلم اندريه جاكوموفسكي درس الفلسفة قبل أن يدخل عالم السينما، أفلامه تعكس نظرته للحياة وقد سبق للجنة السينما أن عرضت فيلمه الثالث "تخيل".

وتعد "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.