"شومان" تعرض غداً الفيلم الألماني "أركضي لولا أركضي"

16-12-2019

عمان- يتكون فيلم "اركضي لولا اركضي" الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، عند السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء، من ثلاثة أجزاء، كل جزء منها يعيد سرد الحادثة بذات التفاصيل من جديد مع تطوير او تغيير لنهاية كل تفصيل وبالتالي تغيير نهاية الحادثة نفسها.

يبدأ الفيلم الذي أخرجه (توم تيكر) من خلال مقطع افتتاحي نرى فيه مجموعة متنوعة من الأشخاص يتحركون بسرعة كبيرة، كما لو أنهم على خشبة مسرح يصاحبهم إيقاع موسيقي سريع لاهث فيما نقرأ تساؤلات فلسفية مطبوعة على الشاشة فوق هذه الصور حول الأسئلة المتكررة التي يبحث الإنسان عن أجوبة لها تتكرر بدورها. يخلص النص الى ان اللعبة تتواصل.

وهذه هي الحقيقة وكل ما عدا ذلك نظرية. وتتوقف الكاميرا في مواجهة أحد الأشخاص الذي بدوره يلقي كرة نحو السماء فترتفع الكاميرا معها لتلقي نظرة عامة على المدينة وتهبط بسرعة شديدة وتمر من فوهة تمثال لوحش لتدخل بعد ذلك إحدى الشقق وتسير فيها بسرعة لتصل الى جهاز هاتف يرن. بعد ذلك مباشرة تبدأ الحكاية طارحة أسئلتها المتعددة وعلى رأسها السؤال حول: هل يستطيع الحل أن يفعل كل شيء؟

تتلقى لولا مكالمة تيليفونيه من حبيبها "ماني" ويبلغها وهو في حالة رعب وتوتر أنه أضاع حقيبة من المال فيها مائة ألف مارك تعود لمهرب شري اثناء ركوبه القطار وان المهرب سوف يقوم بقتله إذا لم يجد المبلغ خلال عشرين دقيقة.

ونرى من خلال الفلاش باك بالأبيض والأسود كيف أضاع ماني الحقيبة والتقطها متشرد كان بجانبه وهرب بها. ويطلب ماني من لولا، التي سبق لها أن قالت له أن الحب قادر على صنع كل شيء، أن تدبر له هذا المبلغ خلال عشرين دقيقة أو انه سيطر للسطو على متجر قريب ويحثها على الإسراع بتدبير المبلغ.

تصرخ لولا بعد ذلك صرخة حادة تهشم زجاج الغرفة وتعده بأنها سوف سوفر المبلغ في الموعد. تتكرر المراحل والاحتمالات، من خلال احداث سريعة رفقة إيقاع موسيقي متواتر ومستمر بلا توقف مما يجعل المشاهد الذي ينتقل التوتر والانفعال إليه لا يشعر بالزمن.

يتميز سيناريو الفيلم باعتماده على مزيج من الكوميديا والتراجيديا مع الاهتمام بعنصر التشويق السردي والدرامي وصولاً إلى أعلى درجات التعاطف مع محنة الشاب ماني واستماتة الفتاة لولا لإنقاذه. هذا من حيث البناء. أما من حيث الإخراج، فمن الواضح أن المخرج استخدم كافة الأساليب البصرية الممكنة لزيادة التشويق وتنويع المشهد المرئي فاستخدم بكل حرية الرسوم المتحركة والفوتوغراف وتثبيت الصورة وحركات الكاميرا المرافقة لعملية الجري والمونتاج الإيقاعي الذي يزيد من توتر الحدث.

رافق ذلك كله استخدام الإيقاع الموسيقي السريع المصحوب بأصوات بشرية تزيد من حيوية الإيقاع. ويحسب للفيلم براعة أداء الممثلة الرئيسية في دور لولا وحبيبها في دور ماني.

اعتبر الكثير من النقاد أن الفيلم يشكل قفزة نوعية في السينما الألمانية المعاصرة وبداية انطلاقة جديدة لها. ونذكر هنا أن الفيلم هو اول فيلم ألماني يحقق نجاحاً كبيراً في الأسواق السينمائية داخل وخارج حدود ألماني منذ سنوات.

وتعد مؤسسة عبد الحميد شومان؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي؛ للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.