"القاهرة 30" يعرض في "شومان" غداً
02-12-2019
تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان، عند السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء الفيلم المصري "القاهرة 30"، للمخرج صلاح أبو سيف.
والفيلم؛ مقتبس من رواية لنجيب محفوظ، وثق من خلال سطورها تفشي الطبقية في شتى ربوع مصر وكيف أصبحت واقعًا، وفرضت على البسطاء سبل البحث عن الوساطة، لكي يحصلوا على حقوقهم، وبدونها لن يكون لهم مكان داخل المجتمع، حتى لو كانوا متفوقين وذوي كفاءات.
تدور أحداث الفيلم في ثلاثينات القرن العشرين؛ حيث يعيش الشاب محجوب عبد الدايم، الوافد من الصعيد، حياة فقيرة في القاهرة، ويتعرف على ابن قريته (سالم الإخشيدي)، ويطلب (محجوب) منه أن يساعده في الحصول على وظيفة، فيعرض عليه وظيفة مقابل أن يتزوج من فتاة تدعى إحسان، وهي عشيقة قاسم بك، على أن يزورها الأخير مرة كل أسبوع.
أبطال الرواية هم ثلاثة طلبة يدرسون الفلسفة ويعيشون في منزل واحد، وتجمعهم ظروف الفقر، ولكن نظرتهم حول الحياة تختلف تماما، فأولهم على طه، الشاب المثالي الذي يؤمن بالمبادئ الاشتراكية، ويدعو إلى الثورة على الملكية وفساد الحكومة؛ لارتباطها بالمحتل الإنجليزي، وتسببها في الانحطاط الأخلاقي، والثاني هو أحمد بدير، الذي يرى أن الشهرة هي الحل الأمثل للهروب من دائرة الفقر، أما الثالث فهو محجوب عبد الدايم، الذي يتشبث بالقاعدة الميكافيلية، التي تقول: "الغاية تبرر الوسيلة".
وتمضى أحداث الرواية ليتوغل المخرج صلاح أبو سيف، في نفوس أبطال الفيلم أكثر، وتسير المشاهد لتصل إلى نشوب قصة حب بين على طه، والفتاة الفقيرة إحسان، التي جعلها المخرج مثالا واضحا وصريحا لمصر في فترة الثلاثينيات، الجمال الدائم الذي لا يبهت والظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن فقر الأسرة وعدد أبنائها الكثير.
وينتقل الفيلم بعد ذلك إلى المقارنة بين الثلاثة أصدقاء، فأحمد بدير أصبح صحفيا مرموقا وهو يلعب على جميع الأطراف، ومحجوب عبد الدايم الذي افتضح أمره وعلم والده بما يحدث وأعلن تبرؤه منه واعتباره ميتًا وهو على قيد الحياة، ولكن محجوب يصر على السير في طريقه الملوث، ويعلن أنه سيربح الرهان هو وإحسان، على الرغم من افتضاح أمر الوزير أيضا، والفضيحة التي سببتها زوجة الوزير لهما في العمارة، أما على طه فقد كتب عليه كالعادة أن يموت شهيد الحرية والأوضاع.
وتعد "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.