حوارية في شومان بعنوان "سلوكيات استخدام المضادات الحيوية والأدوية... خطر يحدق بنا"

26-10-2021

أكد أطباء واختصاصيون ضرورة تعاون جميع الأطراف المعنية بالقطاع الصحي، لرفع الوعي المجتمعي بموضوع استهلاك المضادات الحيوية، للحفاظ على فعالية هذه الأدوية في علاج الأمراض.  

جاء ذلك في حوارية نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي مساء أمس الاثنين، بعنوان: "سلوكيات استخدام المضادات الحيوية والأدوية... خطر يحدق بنا" تحدث فيها أستاذة علوم الصيدلة في الجامعة الأردنية الدكتورة ميادة الوظائفي، وأستاذ الأحياء الدقيقة في كلية الطب في الجامعة الأردنية سابقا الدكتور عاصم الشهابي، وأدار الحوارية أخصائي الأمراض المعدية والحميات الدكتور منتصر البلبيسي.

وطالب المتحدثون في الحوارية، الجهات المعنية برفع قدرات المختبرات التشخيصية لإعطاء المواصفات الصحيحة للبكتيريا وحساسيتها للأدوية، وتشديد الرقابة على صرف المضادات الحيوية سواء في الصيدليات أو المستشفيات وضمن معايير محددة.

الدكتور عاصم الشهابي فسر ارتفاع مقاومة البكتيريا التي تتسبب بالمرض للمضادات الحيوية المتعارف عليها لعلاجها، نتيجة زيادة استهلاك المضادات الحيوية دون وصفات طبية، كذلك استخدامها لعلاج الفيروسات والأمراض الأخرى التي قد تسبب الحرارة ولكن المريض لا يستفيد منها وقد ينتج عنها قتل البكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي للإنسان، وتكاثر الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية عوضا عن البكتيريا النافعة والتي قد تتسبب فيما بعد بحدوث الأمراض.

الدكتورة ميادة الوظائفي عرفت الدواء بأنه أي مادة أو مواد، طبيعية أو مصنعة، معدة للاستخدام بغرض التشخيص أو التسكين أو المعالجة أو الوقاية من الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان، كما تشمل تلك المواد (من غير الأغذية) المعدة للتأثير في تركيبة الجسم أو الوظائف الحيوية فيه.

وقالت إن سلوكيات استخدام المضادات الحيوية يجب أن تحكمها ضوابط المنفعة العامة للمريض والمجتمع ككل، مشيرة الى أن استهلاك المضادات الحيوية بهذه الطريقة التي تشبه الإدمان والبعيدة عن الأسس الطبية الصحيحة، هي التي اوصلتنا الى صعوبة علاج الالتهابات الميكروبية.

وأوضحت أن القانون الأردني لا يسمح بصرف المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، مؤكدة ضرورة تعاون جميع الأطراف من أطباء ومرضى وجهات رقابية وصيادلة للوصول الى سلوكيات استهلاك للمضادات الحيوية صحيحة ومعتمدة عالميا للحفاظ على فعالية هذه المضادات في علاج الالتهابات.

وكان الدكتور البلبيسي قد أشار في بداية الحوارية الى ارتفاع نسب مقاومة البكتيريا التي تصيب الإنسان للمضادات الحيوية المتعارف عليها لعلاجها، حيث تم ملاحظة ارتفاع نسبة مقاومة البكتيريا من نوع المتكورات العنقودية الى نحو 70 بالمئة على سبيل المثال لا الحصر، وقد تضاعفت هذه النسبة ثلاثة أضعاف خلال العشرين عاما الماضية، مما يعقد عملية العلاج وإيجاد الدواء المناسب ويطيل مدة مكوث المريض في المستشفى ويزيد من كلفة العلاج، مشيرا الى أنه اصبح من الضروري العلاج بالمضادات الحيوية الوريدية عوضا عن الحبوب في العديد من الحالات والأمراض.  

يشار الى أن مؤسسة عبد الحميد شومان تُعدّ ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، والأدب والفنون والابتكار.