استضافت مكتبة عبد الحميد شومان العامة، مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات برنامج "كاتب وكتاب"، الروائي المصري أشرف العشماوي لمناقشة روايته "سيدة الزمالك"، وذلك عبر تطبيق (زووم) و(الفيسبوك)، وأدارت الفعالية الروائية الدكتورة شهلا العجيلي.

"سيدة الزمالك"، هي رواية ممتعة ومرهقة في نفس الوقت، تتطلب جهدًا كبيرًا من القارئ من أجل الإمساك بتلابيب الحكاية أو الحكايات التي لا تفتأ تتوالد من رحم الحكاية الأم، والتي تبتعد ثم تقترب ثم تبتعد، وهكذا حتى الوصول إلى النهاية، ويكتشف القارئ معها أن تلك المتاهة التي نسجها الكاتب ببراعة- لم تكن سوى الحيلة الأدبية التي أراد أن ينكأ بها جراح الماضي، بغية تطهيرها.

وقال العشماوي أن أي روائي تشغله عدة أسئلة متعلقة بالشأن العام أكثر من الخاص، والرواية الجادة والحقيقية والتي تعيش هي التي تبدأ بسؤال كبير، ثم تأتي التفاصيل الصغيرة التي تشكل ثنايا الرواية واللوحة النهائية لها، مشيرا الى أن أكثر ما يشغله تلك الأسئلة المتعلقة بالعدل وبتحولات المجتمع، وهي التي تدفعه للكتابة.

وأشار الى انه لا يعود الى التاريخ في العادة، لكنه يعود اليه إذا دعته الفكرة للعودة الى ذلك التاريخ، مبينا أن الفكرة هي التي تشغله في كل رواية، ففي رواية "سيدة الزمالك" مثلا كان يشغله تحولات المجتمع منذ بداياتها مما يجعله يبحث ويعود الى التاريخ.

وقال العشماوي أن التاريخ القديم يزدحم بالدراما والخيوط الدرامية والتحولات الرهيبة والصادقة المغرية لأي روائي ويجعله يتخيل أكثر، موضحا أنه لا يعتمد على الوثيقة والحدث الرئيسي في مقدمة المشهد انما يجعله دائما في النهاية.

وأضاف أن لديه رؤية حديثة نوعا ما بالنسبة للرواية البوليسية، حيث أن قيمة الرواية البوليسية تأتي من فكرة الدوافع من وراء الجريمة وارتكابها.

ويلتقط الروائي "العشماوي" حكايته " سيدة الزمالك "، من جريمة قتل حقيقية وقعت قبل أكثر من سبعين عامًا، ليضع بين أيدينا رواية ظاهرها بوليسي وباطنها تاريخي عميق يدرس التحولات التي حدثت في المجتمع المصري في الفترة الممتدة من عشرينيات القرن العشرين وحتى عام 1990، ذلك العام الذي أحدث تغييرًا فارقًا ليس في مصر فقط بل في القومية العربية جميعها.

يشار الى أن فعالية "كاتب وكتاب" تشكل حلقة وصل فريدة من نوعها بين الكتاب وقُرائهم، حيث يتم شهرياً استضافة أحد الكتاب العرب المميزين لمناقشة إحدى كتبهم مع قرائهم.

الجدير بالذكر أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.