حوارية في "شومان" بعنوان " مدرسة الروابي.. هل خرجت الدراما الأردنية من محليتها؟"

22-02-2022

ناقشت حوارية نظمها المنتدى الثقافي في مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس الاثنين، بعنوان " مدرسة الروابي.. هل خرجت الدراما الأردنية من محليتها؟"، بمشاركة المخرجة تيما الشوملي وأدارتها الإعلامية والمخرجة غادة سابا، مدى واقعية المسلسل الذي سلط الضوء على العديد من المشكلات والقضايا المجتمعية التي تواجه فئة الشباب وخاصة الفتيات في المدارس.

وأشارت الشوملي، إلى نسبية آراء الجمهور حول المسلسل، فهناك من يرى أنه يمثل الواقع الذي يعيشونه وتجاربهم الخاصة، وغيرهم يرونه لا يمثل المجتمع الأردني وقيمه، وهم بذلك يتحدثون من منظورهم الخاص، موضحة أنه من الصعب أن يمثل الفن كل طبقات المجتمع وفئاته، وهناك الكثير من القضايا والمعايير من الصعب اختزالها في قصة واحدة وعمل واحد.

وبينت أن صناع الفن يقومون باختيار إحدى القضايا والقصص ويعملون على خلق واقعها، مشيرة الى أن المسلسل لم يتحدث عن قصة تمثل مشكلة معينة ببلد محدد، حيث أن مسلسل "روابي"، ركز على فئة من المجتمع وهي الشباب والموجودة في كل مجتمعات العالم، كما تم التركيز بشكل خاص على المشاعر التي تمر بها الفتيات في المدرسة، وتعرضهن للعديد من المشكلات المجتمعية.

وقالت إن المسلسل يأتي في إطار صناعة الترفيه بالدرجة الأولى ويحمل رسائل معينة من خلال أحداثه، مضيفة أن كل مخرج أو منتج أو صانع محتوى، لديه قصص وقضايا معينة يرغب في الحديث عنها ومناقشتها من خلال الفن.

وأوضحت أن التنمر هو أحد القضايا التي طرحها المسلسل وهو مصطلح جديد نوعا ما علينا، ولكن التنمر والاستقواء كفعل موجود في مجتمعاتنا وأصبح يستخدم على نطاق واسع، مشيرة الى أن المسلسل حاول طرح هذه المشكلة بطريقة فنية تختلف عن وجهة النظر التربوية، وتسليط الضوء على مشاعر الفتيات اللواتي يتعرض للتنمر في المدارس، كذلك التوعية بهذه المشكلة عند الأهل والمجتمع بشكل عام.    

  ووصفت الشوملي تزايد أعداد المنصات الإلكترونية المستمر في العالم بالإمر الإيجابي، لأنه يقدم الفرص لصانعي الأفلام والفنون لتقديم انتاجهم وابداعاتهم بعيدا عن القواعد الكلاسيكية والرسمية التي تقيد وتحد من الإبداع والابتكار.

وكانت سابا بينت في بداية الحوارية أن العمل عرض على منصة نتفليكس في أكثر من 197 دولة في العالم، كما أنه تصدر المركز الأول في العديد من الدول ليس فقط العربية بل وفي الدول الأجنبية أيضا، وقد تم ترجمته الى العديد من اللغات.

وأكدت أن المسلسل الذي قامت الشوملي، أيضا، بكتابة قصته، سبب انقساما حوله في المجتمع، فمنهم من رأى أنه لا يمثل ثقافتنا، فيما رأى فريق آخر أن العمل في صميم ما تتعرض له شرائح عديدة من المجتمع، وأن التهميش والعنف القائم على النوع الاجتماعي لا تختص به طبقة دون غيرها، ولا بيئة خاصة له، بل هو عابر للطبقات والبيئات والثقافات.
والجدير بالذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان/ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.