" شومان " و " الثقافة " تعقدان طاولة مستديرة للخروج باستراتيجية وطنية للقراءة

24-07-2022

ناقش مختصون وخبراء وأكاديميون اليوم الخميس، خلال طاولة مستديرة نظمتها مؤسسة عبد الحميد شومان بالتعاون مع وزارة الثقافة بعنوان" نحو أردن قارئ "، العديد من المحاور الرئيسة، بهدف إعداد استراتيجية وطنية للقراءة والوصول إلى مجتمع قارئ.

واعتمد المشاركون في الطاولة المستديرة التي جاءت في إطار ندوة المكتبة السادسة التي تنظمها مكتبة عبد الحميد شومان، تحت شعار " المكتبة كمحرك للتغيير: نحو مجتمع قارئ"، أسلوب التحليل الرباعي ((SWOT       ، من حيث نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.

وأكدت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، أهمية تكاتف جميع الجهود الوطنية لتعزيز ورفع الوعي بأهمية القراءة والوصول إلى مجتمع قارئ من خلال إصدار استراتيجية وطنية للقراءة، موضحة بأن القراءة ليست ترفا أو للتسلية بل هي حاجة إنسانية هامة وأحد المعايير الدالة على تطور وتحضر الأمم.

وبينت قسيسية أن هناك بعض الدول قد سبقتنا في إعداد استراتيجيات للقراءة، بالتعاون مع وزارات الثقافة والتربية والتعليم والجهات المعنية بالثقافة والمجتمع المدني، مشيرة إلى أن وزيرة الثقافة وعدت بأن تقوم الوزارة بتبني الاستراتيجية الوطنية التي ستخرج من خلال هذه الطاولة المستديرة ومتابعتها.

كما نوهت إلى العديد من النجاحات الوطنية التي تم تحقيقها في قطاعات مختلفة من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة في وقت مبكر مثل قطاع التكنولوجيا، معربة عن أملها في الوصول إلى استراتيجية للقراءة تلبي الطموح ويتم وضعها ضمن سلم الأولويات الوطنية.  

واستعرض أمين عام المكتبة غالب مسعود الخدمات التي تقدمها مكتبة عبد الحميد  شومان بشقيها العامة والأطفال، حيث تقدم المكتبة مصادر المعرفة الورقية والإلكترونية لجميع أفراد المجتمع وتوفر مساحات للمطالعة والدراسة لخدمة القراء من الأطفال اليافعين والبالغين والباحثين والطلاب، كما تعقد المكتبة في كافة فروعها العديد من البرامج والفعاليات لتشجيع القراءة من أندية صيفية وشتوية للأطفال وأسابيع علمية وتواقيع الكتب وأندية القراءة وماراثون القراءة وغيرها، لتصب في النهاية بجعل القراءة عادة مجتمعية وفعلاً يجمع أفراد العائلة جميعا.
وأشار إلى أن الطاولة المستديرة "نحو مجتمع قارئ
" جاءت لبحث الواقع القرائي وإيجاد حلول والخروج بقرارات لمواجهة تحديات القراءة في الأردن والخروج بخطة وطنية استراتيجية شاملة للتشجيع على القراءة وتشكيل فريق متابعة.

وناقش المشاركون في اجتماعهم العديد من المحاور التي تمثلت في ندرة المكتبات وعدم عدالة توزيعها وتدني فاعليتها، وتحديات المنظومة التعليمية، وقلة الوعي المجتمعي بأهمية القراءة.

 الأكاديمي الدكتور محمود الرجبي، وهو أحد المشاركين في أعمال الطاولة المستديرة، أشار إلى أهمية الندوات وورش العمل للوصول إلى أفكار عملية تساهم في زيادة الوعي بأهمية القراءة وتنير الطريق لبناء استراتيجية متكاملة لكي تصبح القراءة جزءا من حياتنا، وحينها نحصل على رافعة من أهم روافع التقدم والتطور.   

وأوضح الرجبي، أن" الوعي هو نقطة الارتكاز في التغيير، فإذا بدأنا برفع الوعي المجتمعي بأهمية القراءة، سنصل في النهاية إلى مجتمع قارئ وعلى درجة عالية من الثقافة".   

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لنادي إبداع الكرك حسام الطراونة، إن الكتاب والقراءة هي المصدر الأكثر وثوقا والأهم للوصول إلى المعرفة وذلك على الرغم من التقدم التكنولوجي، معربا عن أسفه بانخفاض نسبة القراءة عند المواطن الأردني والعربي بشكل عام مقارنة مع الدول المتقدمة.

وأشار الطراونة إلى عدم توفر المكتبات بالشكل الكافي في مختلف محافظات المملكة وتركزها في العاصمة عمان، ومن هنا تأتي أهمية بناء استراتيجية وطنية تعالج مواطن الضعف وتحقق العدالة في توزيع المكتبات في مختلف مناطق المملكة وتحفيز المواطنين على القراءة، وأن يكون الكتاب بمتناول يد القراء وبأسعار مناسبة.

الكاتبة فلورا مجدلاوي ثمنت لمؤسسة عبد الحميد شومان هذه المبادرة للوصول إلى إصدار استراتيجية وطنية للقراءة، مشيرة إلى أهمية التأسيس لمنظومة مكتبات عامة قوية ومتكاملة، ومن دون ذلك ستبقى الصناعات الإبداعية واكتشاف المواهب المحلية المبدعة رهن الصدف، وسنفقد الكثير من الطاقات والوقت والفرص، ولن يتم استغلال وقت الجيل الناشئ وتأهيله بأفضل الطرق لتهيئته نحو الإبداع ودعم مهاراته الحياتية ورفع مستوى الثقافة بالبلاد بشكل عام.

كما أكدت مجدلاوي أهمية تفعيل دور المكتبات العامة بتوفير الميزانيات المناسبة لرفد مكتباتها، مشيرة إلى أهمية دعم التحول الرقمي في تقديم الخدمات المكتبية.

ونوهت إلى دور المكتبات العامة في ردم الفجوة الثقافية بين أفراد المجتمع من خلال تفعيل المكتبات، مؤكدة ضرورة تحقيق العدالة المعرفية من خلال عدالة التوزيع الجغرافي للمكتبات العامة بما يتناسب مع عدد سكان المنطقة.

وكانت ندوة المكتبة السادسة التي تنظمها مكتبة عبد الحميد شومان، بعنوان " المكتبة كمحرك للتغيير: نحو مجتمع قارئ" والتي بدأت أعمالها أول أمس الثلاثاء، ناقشت العديد من المحاول حول الواقع القرائي في الأردن ووجهة نظر الخبراء فيما يتعلق بتشجيع القراءة والتعرف على الجهود المتبعة في تشجيع القراءة في مجتمعات ذات تحديات اقتصادية واجتماعية مشابهة للأردن ومعظم البلدان العربية (كولومبيا) ، كذلك التعرف على تجربة ناجحة في تشجيع القراءة والتخطيط الوطني وحشد التأييد وتوحيد الجهود لتحقيق نسب عالية من القراءة بين كافة فئات المجتمع (سنغافورة)، وتطوير وابتكار برامج وطرق تنفيذية لتشجيع القراءة وإيجاد الحلول لتحديات تشجيع القراءة على المستوى المؤسسي التي تم تحديدها في ورشة العمل المؤسسية السابقة ووضع إطار عام لبنود استراتيجية المؤسسة في تشجيع القراءة، والوصول إلى مجتمع قارئ أو رفع نسب القراءة في المجتمع من خلال وضع خطة استراتيجية وطنية لتشجيع القراءة وتبني الخطة من الجهات المنفذة والجهات الداعمة.

يشار إلى أن مكتبة عبد الحميد شومان العامة تأسست في عام 1986، كأول مكتبة عامة محوسبة ومجهزة بشكلٍ مثالي في الأردن، إيمانًا من مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، بأهمية الدور الذي تقوم به المكتبات العامة في حياة الأمم والشعوب، وانسجامًا مع رؤية المؤسسة في تعزيز الأدب والفنون وتوفير مختلف أشكال مصادر المعرفة التقليدية منها والمتقدمة وتقديمها للجمهور والباحثين.

وسعيا من المؤسّسة لمواكبة التطورات التي تعزز دور المكتبة كمحرك للتغيير في المجتمعات، بدأت في العام 2016 في عقد ندوة المكتبة سنويًا، وتستهدف العاملين والعاملات في المكتبات العامة، ومكتبات الأطفال، والمكتبات المدرسية، وأخصائيي المعلومات، ومستشاري المكتبات، ضمن عنوان "المكتبة كمحرك للتغيير"، وتقوم خلالها باستضافة خبراء دوليين من مختلف دول العالم للتحدث عن أفضل الممارسات والنماذج الدولية الناجحة للمكتبات الحديثة، وتغيير المفاهيم حول الدور الذي تلعبه المكتبة في القرن الواحد والعشرين.