لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم اليوغسلافي "لا تبك يا بيتر" للمخرج فرانس شتيجليك

22-08-2022

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 23 آب، الساعة الثامنة مساء، الفيلم اليوغسلافي "لا تبك يا بيتر"، للمخرج فرانس شتيجليك، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.

والفيلم "لا تبك يا بيتر" الذي تم انتاجه في العام (1964)، هو فيلم كوميدي اعتبر في حينه واحدا من أفضل الأفلام اليوغسلافية التي تدور قصتها حول مصير طفل زمن الحرب، خاصة وأنه مأخوذ عن قصة حقيقية. تجري أحداث الفيلم زمن الحرب العالمية الثانية واحتلال يوغسلافيا من قبل القوات الألمانية، وتحكي القصة عن اثنين من الجنود ذوي الخبرة القتالية، وهما في الأصل شخصان ساذجان من عمال المناجم، يقاتلان ضمن فرقة من الفدائيين المتخصصين بالتفجيرات، يكلفان بمهمة خطرة وهي اصطحاب ثلاثة أطفال، أحدهما بيتر الطفل الصغير ذو الأربعة أعوام، بطل القصة، عبر مناطق محتلة من قبل الألمان إلى منطقة محررة، وهي مهمة إنسانية، لكن الجنديين المسلحين بأسلحة خفيفة وأصابع ديناميت يتعاملان معها باستخفاف، باعتبارها مهمة سهلة لا مجد من ورائها، فيما هما كانا يأملان بمهمة بطولية أكثر خطورة تجعلانهما يشعران بالفخر، مهمة من نوع تفجير الجسور وسكك الحديد.

تتطور العلاقة بين الجنود والأطفال، خاصة مع بيتر، والذي يتسبب نزقه في العديد من المواقف الخطيرة والاشكاليات، مما يتطلب جهودا مضاعفة متواصلة من الجنود.

بيتر طفل مزعج يسبب لهما الكثير من المأزق، بسبب تصرفاته الغبية ويشاغب كثيرا، لكن بيتر، أثناء الرحلة المحفوفة بالمخاطر، يعثر بالصدفة على كهف صغير يؤدي إلى مخزون ضخم من المتفجرات والذخيرة الألمانية التي يتم تفجيرها بعد ذلك، مما يتسبب في خسائر مادية هائلة للألمان.

على الرغم من أن الفيلم مصنف ضمن نوع الأفلام الحربية، إلا أن المخرج لا يهتم كثيرا بتصوير الاشتباكات العسكرية أو التركيز عليها بقدر ما يهتم بالعلاقات المتبادلة والمتبدلة بين شخصياته، وبالأفعال، وحتى الاشتباكات التي تنتج عنها، ويتم تصويرها من خلال مشاهد كوميدية لا أثر لأي عنف فيها.

لا يسعى الفيلم وراء مضمون سياسي، بل يقدم حالة إنسانية يصبح فيها إنقاذ الأطفال من الحروب مهمة سامية. من هذه الزاوية يمكن فهم دلالة عنوان الفيلم: "لا تبك يا بيتر"، مع أن بيتر في الفيلم لا يبكي بل يصرخ.

يشار الى أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.