تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 6 أيلول، الفيلم الأميركي "مأساة ماكبث"، للمخرج جويل كوين، في مقر المؤسسة بجبل عمان، وذلك على فترتين الأولى الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما والثانية في تمام الساعة الثامنة مساء في الهواء الطلق.

كثيرة هي الأفلام التي أخذت عن مسرحيات شكسبير، وخاصة التراجيديات، هاملت، الملك لير، عطيل، وأخرها "مأساة ماكبث" 2021 الذي اخرجه منفردا جويل كوين، إذ ان كل أفلامه السابقة كانت بمشاركة أخيه إيثان. والسبب الرئيسي في لجوء الكثير من المخرجين لمسرحيات شكسبير هو غناها بالرؤية الثاقبة للنفس البشرية في حالاتها المختلفة: الحب، الإخلاص، الصفاء، الخيانة، القدر، الطمع.. وغيرها، بالإضافة للقيمة الغنية للغة شكسبير سواء في مسرحياته او استعاراته.

ماكبث هي التراجيديا الأصغر من بين تراجيديات شكسبير، وسبق وأن قدمت في أكثر من فيلم، فقد أخرجها سينمائيا أورسون ويلز ورومان بولانسكي وغيرهم. وكل مخرج نظر لها من زاوية وقدمها بأسلوبه الخاص.

في ماكبث، يتناول جويل إشكالية الغدر والخيانة، والطموح الأحمق، لكن اهتمام المخرج الأكثر كان الأسلوب السينمائي الذي كان متأثرا إلى حد كبير بالتعبيرية الألمانية. فالتصوير كان بالأبيض والأسود، واستفاد المخرج من التباين بينهما كان طوال الفيلم. زيادة على هذا استخدم زاويا التصوير وحركة الكاميرا من الأعلى الى الأسفل وللجوانب، وبنى ديكورا خاصا مميز بممرات ضيقة وأقواس عالية إضافة الى المساحات المتسعة.. الخ، هذا الأسلوب في التصوير الذي تم بالتعاون بين المخرج مع مدير تصوير الفرنسي برونو ديلبونيل انسجم تماماً مع الثيمة الرئيسية.

شخصيات شكسبير في مسرحياته عديدة وهي كذلك في هذه المسرحية. ولكن أهمها شخصية دنكن ملك اسكتلندا. ماكبث أحد قادة الملك الشجعان، وبانكو القائد الآخر، اللذان حققا نصرا ضد أعداء الملك. وهناك زوجة ماكبث، هذه الشخصيات هي التي تحدد المسار الرئيسي للمسرحية – الفيلم، فبعد إن انتصر القائدان ظهرت لماكبث ثلاث ساحرات ينبئنه بمستقبله – ملكا لاسكتلندا إن تخلص من الملك.

ربما تكون الساحرات تعبيرا عن مكنونات نفسه، إذ يبدأ طموحه لتحقيق هذه النبوءة بأي وسيلة، وبدفع من زوجته التي تشاركه سوء الأخلاق، والخيانة فيقوم بقتل الملك.

ما يجب الإشارة إليه أن هذا الفيلم صور بكامله في بناء كبير بسقوف عالية وأبواب واسعة وبعزل تام للصوت، يستعمل لتصوير أفلام أو أعمال تلفزيونية أو تسجيل موسيقي.

يشار الى أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.