حوارية في شومان تناقش مسيرة الحركة النسوية في الأردن
28-09-2022
ناقشت حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي مساء أمس، كتاب "سنوات من النضال.. الحركة النسوية في الأردن" للكاتبة رنا الحسيني، وذلك للاطّلاع على مسيرة الحركة النسوية في الأردن، والتحديات التي واجهت الحركة، وأهم الأهداف التي ما زالت عالقة وبحاجة لنضال وجهود أكبر لتحقيقها.
وشارك في الحوارية بالإضافة إلى الكاتبة الحسيني، نائبة رئيس جمعية الحقوقيين الأردنيين المحامية نور الإمام والناشطة السياسية والنسوية ليلى نفاع وأدار الحوارية مدير البرامج في مؤسسة فريدريش ايبرت/ مكتب عمان، يوسف إبراهيم.
وأشاد المتحدثون في الحوارية بدعم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله للمرأة الأردنية وتمكينها في مختلف المجالات، وتشجيعهما لها على المساهمة بشكل فاعل في مسيرة البناء والتقدم، وإيمانهما بقدرتها على العطاء في مختلف المجالات.
وأشارت الحسيني إلى أن الكتاب استعرض زهاء قرن كامل من نضالات النساء الأردنيات، وتتبع لحظات الانتصار التي عشنها، والتحديات التي اضطرت الحركة لمجابهتها، وأهم المفاصل التي اصطدمت فيها الحركة مع القوى المحافظة.
واستعرضت الحسيني أهم التحديات التي تواجه مسيرة الحركة النسوية في الأردن، كذلك التحديات التي واجهتها أثناء توثيق الحركة النسوية، مشيرة إلى أنها اعتمدت في عملها على خمس باحثات اردنيات وهن الدكتورة سهير سلطي التل والدكتورة عبير دبابنة والدكتورة ساره عبابنة والدكتورة عبلة عماوي والدكتورة ابتسام عطيات.
ونوهت إلى أنها قابلت نحو 35 رجلا وامرأة، واستمدت معظم مصادرها ومعلوماتها منهم بهدف توثيق قصص نجاح وأخذ الدروس المستفادة والعبر من هذه القصص.
وقالت إنها تطرقت في الكتاب إلى مختلف القضايا التي دار حولها الكثير من الجدل مثل موضوعات الجنسية والزواج المبكر وفحص العذرية وجرائم الشرف وغيرها من القضايا التي تهم المرأة الأردنية، مشيرة أنها اوصت في الكتاب بتعليم المرأة نظرا لأهميته في احداث نقلة كبيرة ونوعية في التغيير نحو الأفضل.
من جهتها أشارت الناشطة السياسية نفاع إلى أن كتاب الكاتبة الحسيني المعنون "سنوات من النضال.. الحركة النسوية في الأردن"، يعتبر من أهم الكتب التي تناولت قضايا وحقوق المرأة الأردنية، مبينة أن الكاتبة تطرقت إلى قضية هامة وهي التعليم الذي يعد الأساس للنهضة النسائية، مؤكدة أهمية اصلاح التعليم والذي أصبح قضية ملحة الآن للتمكن من مواكبة التطور وبث الحياة مجددا في كل القضايا وخاصة المتعلقة بالمرأة.
وبينت أن الكاتبة ربطت بين قيام الناشطات النسويات بقيام الأحزاب في بداية الخمسينيات، موضحة أن هذا المؤشر ليس سهلا وقد تميز الأردن به بسبب القضية الفلسطينية ولجوء الكثير من المفكرين والسياسيين إلى الأردن.
كما نوهت نفاع إلى أن انطلاقة العمل للحركة النسوية في الأردن كانت في عام 1954 عندما قامت إميلي نفاع بتأسيس اتحاد المرأة الأردني.
المحامية نور الإمام قالت إن موضوع الحركة النسوية الأردنية أصبح الأكثر جدلا مؤخرا وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، والذي نشهده عند اصدار أي قانون له علاقة بزيادة في الحقوق أو الحقوق الاجتماعية والمتعلقة بالمرأة والطفل والأسرة.
وبينت أن الحركة النسوية هي حركة وطنية بامتياز وارتبطت بالملف الوطني والقضايا القومية منذ بداياتها، وهي ليست وليدة الاجندات الأجنبية مثلما يقول البعض، مشيرة إلى أن الحركة أخذ نشاطها الطابع الخيري في بداياتها وتطور ضمن مراحل زمنية معينة واختلفت الأساليب حسب كل مرحلة.
وكان يوسف إبراهيم قال في بداية الحوارية، " إن الحركة النسوية في الأردن انطلقت في أوائل أربعينيات القرن الماضي، مغامرة برفض اشتراطات المجتمع الأبوي، الذي يستبعد المرأة من الفضاء العام ويحصر أدوارها كربة منزل ومقدمة رعاية لعائلتها، لكن البدايات لم تكن مفروشة بالورود أمام الحركة النسوية، فعلى مدى 30 عاماً، كانت نسبة الإنجاز غير مرضية، ولا تحقق العدالة لنساء الأردن اللواتي وضعن ثقتهن في طليعيات حملن مسؤولية الكشف عن الاختلالات في مجتمع كان ما يزال في طور التشكل، رغم أن نضالات المرأة سبقت تاريخ تأسيس الدولة.
وأشار إلى أنه مع نهاية خمسينيات القرن الماضي، أصبحت الدولة الأردنية أقل تحفظا مع حقوق المرأة، فقدمت دعما مهما لدخول النساء العمل العام، كما شجعت تعليم الفتيات على نطاق واسع، ودعمت انضمام النساء للقوى العاملة، خصوصا في قطاعي التعليم والتمريض، لكن تلك التطورات ظلت في حدود متدينة، خصوصا أن غياب المساواة بين الرجل والمرأة ظل ملمحا أساسيا يلون كثيرا من أطر الفضاء العام، مبينا أنه مع إلغاء الأحكام العرفية، وعودة الحياة الديمقراطية إلى الأردن في العام 1989، بدأ عهد جديد من عمل الحركة النسائية، ومع ذلك، فلكل عهد تحدياته الخاصة، خصوصا مع التأثير الواسع للقوى المحافظة في المجتمع وفي البرلمان.
والجدير بالذكر أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.