لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الروسي " الأحمق" للمخرج يوري بيكوف
09-11-2022
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق الثامن من تشرين الثاني في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، في مقر المؤسسة بجبل عمان، الفيلم الروسي " الأحمق" للمخرج " يوري بيكوف.
وتدور أحداث الفيلم لمخرجه يوري بيكوف مواليد العام ١٩٨١ في واحد من المجمعات السكنية الواقعة على هامش المدن الكبيرة، حيث يقطن هذا المجمع السكني الذي أنشئ منذ أربعين عاما؛ العشرات من الأسر البسيطة والفقيرة والأفراد المهمشين بحكم انتشار البطالة والإدمان على الخمور والمخدرات والمرض والعجز، لكن يحدث ذات يوم أن يكتشف شاب يعمل في حقل تصليح وتسليك أنابيب المياه أن هذا المبنى السكني في طريقه إلى الانهيار الحتمي خلال ٢٤ ساعة ويأخذ على عاتقه رغم انشغاله بدراسة هندسة الأبنية في أحد المعاهد أن يقوم بتحذير سكان العمارة من هذا الخطر الداهم على حياتهم.
يسارع الشاب بالذهاب في ساعات الليل المتأخرة إلى المسؤولين لإبلاغهم بحالة المجمع السكنية وتحفيزهم على إنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان ويخاطب رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي ممن يشرفون على المجمع واصلاحاته قبل أن يكتشف حالة التلكؤ والتردد في الاستماع إلى تحذيره فهم يغرقون في إقامة الحفلات واللهو وفي التنافس على الاستحواذ على المخصصات الحكومية لغايات إصلاح وترميم المبنى.
ومع إصرار الشاب على ضرورة إخلاء المجمع من القاطنين فيه يبدأ في التعرض إلى مضايقات ومحاولات المسؤولين عن ثنيه عن المضي في محاولته إفشاء أمر المبنى لان ذلك يعني نهايتهم.
لكن الشاب في إصراره على كشف الفساد من مسؤولي البلدة، يقوم شخصيا بالذهاب إلى طوابق المجمع التسعة وتحذير سكانه بضرورة النفاذ بحياتهم والخروج من المبنى، لكنه يواجه بالصد والضرب لينتهي الفيلم بواحدة من النهايات المفتوحة التي تشي بالكثير عن عالم الفساد.
يتسم اشتغال المخرج بيكوف بنهج تلك السينما الواقعية التي عرفت بها السينما الإيطالية في حقبة السبعينات وتأثيرها القوي والمباشر على فساد المسؤولين والمؤسسات والتي احاطت نفسها بأشكال من الحماية ضد أي مسعى للنيل من مكتسباتها التي حققتها بفعل استشراء الفساد والرشاوي، فهو أختار لموضوعه ناحية عمالية على أطراف المدن الكبيرة ووضع أحداث فيلمه تسري في ليلة واحدة غلبت عليها مشاهد ليلية وفي أمكنة محدودة جرى توظيفها بإحكام في تبيان أنيق وجذاب لتدرجات الظل والنور تابعها المشاهد بحميمية بلا شعور في الملل والتكرار، مثلما أحسن في اقتصاد الموسيقى التصويرية التي قدمها في مشاهد نادرة إلا عبر محطات ومواقف في تصعيد الأحداث.
يشار إلى أن الفيلم شارك خلال سنة إنتاجه العام ٢٠١٤ بالعديد من المهرجانات العالمية منها لوكارنو في سويسرا والقاهرة في مصر ونال إعجاب وجدل النقاد والحضور.