حوارية في شومان حول "كيف نكتب قصة جاذبة للأطفال"

21-02-2023

عرضت كاتبات ومختصات بأدب الأطفال، تجاربهن الخاصة في كتابة القصص المتعلقة بالطفل، وخاصة فوزهن بجائزة عبد الحميد شومان لأدب الطفل، وذلك في حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، بعنوان: "كيف نكتب قصة جاذبة للأطفال"، مساء أمس.

وأكدن خلال الحوارية التي أدارتها الناقدة والكاتبة هيا صالح، بمشاركة الكاتبة فداء الزمر، والإعلامية بثينة البلخي، والكاتبة هالة النوباني، أن أدب الأطفال من أصعب الفنون الأدبية وأن أهم ما يتم تحقيقه في أدب الطفل، هو تعليم الأطفال القراءة والاستمرار في البحث عما هو جديد، مشيرات إلى أهمية الوقت في جذب الطفل للقصة التي بين يديه ليستمر في قراءتها، حيث لا يمتلك الكاتب الكثير من الوقت حتى يجذب الطفل للقصة منذ بدايتها.

كما نوهن إلى أن أفضل ما يقدم للطفل ويجذبه يتم من خلال الخيال، حيث يتم تقديم الوجبات الدسمة للأطفال وتمرر له كل المعارف والتجارب بطرق بسيطة ومؤثرة، مؤكدات على دور الأهل في تعويد أطفالهم على قراءة القصص المفيدة والموجهة.

الكاتبة هالة النوباني، أشارت إلى أن القصة الجذابة هي ذات الدخول السريع والخروج المفاجئ، مؤكدة أهمية أن تكون البداية جاذبة للطفل، إضافة إلى وجود الحبكة والتشويق في الأحداث للوصول إلى حل بطريقة إيجابية للوصول للفائدة المرجوة والعبرة من القصة، مشيرة إلى أنه يجب أن تحمل القصة العديد من القيم والرسائل الإيجابية بالإضافة إلى التسلية، وهذا ما يشكل تحديا كبيرا للكاتب ليخرج بكتاب يجذب الطفل ويمتعه بدون سلبيات.    

كما نوهت النوباني إلى أهمية التكنولوجيا في نشر القصص الكترونيا، مبينة أن القصص تنتشر بشكل الكتروني بشكل أسرع وتصل إلى الطفل في كل الأقطار العربية بنفس الطريقة وبأسعار زهيدة، كما أشارت إلى أهمية الدور الذي تقوم به دور النشر في الحد من الكتب غير المناسبة للنشر.

الكاتبة فداء الزمر أكدت ضرورة أن يعتني الكاتب بنص القصة منذ الكلمات الأولى لها؛ لتكون جاذبة ومشوقة للطفل القارئ حتى يتم اكمال قراءتها، مبينة أنه كلما كانت الكتابة موجهة للفئات العمرية الصغيرة كلما كانت الكتابة أصعب، لأنه يجب على الكاتب أن يوصل الفكرة إلى الطفل بكلمات محددة وقليلة وتنسج عالما مكتملا من الأفكار، والأحداث، والتشويق، والخيال.

 كما أكدت الزمر أهمية اختيار الموضوعات التي تناسب الطفل وتهمه عند كتابة القصة، وهذا الأمر يشكل صعوبة كبيرة عند الكاتب لإقناع الطفل بالموضوع، مشيرة إلى العديد من التحديات والأمور التي يجب تجنبها والحذر منها عند الكتابة للأطفال.

وأشارت إلى ضرورة أن تتضمن القصة بعض الطرف التي تسعد الأطفال ويتم من خلالها بث الرسائل التربوية والأخلاقية الموجهة بطريقة غير مباشرة.

من جانبها أكدت الكاتبة والإعلامية بثينة البلخي، أن اللغة وأسلوب الكتابة يعتبر الأساس لتقوية اللغة العربية عند الأطفال، مشيرة إلى أهمية اللغات الأخرى في تعليم الطفل، ولكن ليس على حساب اللغة الأم وهي اللغة العربية.

وأشارت إلى ضرورة أن يهتم الكاتب بلغته العربية، وينقل هذا الاهتمام إلى الطفل من خلال القصة ليمتلك الطفل لغة سليمة ويستطيع أن يعبر عن نفسه وهويته من خلالها، مبينة ضرورة أن يجد الكاتب علاقة وثيقة ما بين اللغة التي يكتب بها والطفل.

 كما نوهت البلخي إلى أهمية ربط القصة ببيئة الطفل المكانية والزمانية، مؤكدة أهمية إيصال الفكرة للطفل بأنه يوجد في العالم بيئات مختلفة ويجب أن يكون منفتحا عليها ومتقبلا لها حتى يتمكن من فهم ما يجري حوله في العالم.

ولفتت إلى أنه على الكاتب أن يمتلك ويتبنى الأفكار والمفاهيم والمبادئ الخاصة به، ويكتب ما يعبر عن أفكاره، موضحة أنه على الأهل قراءة المنتج الأدبي الذي يقدم لأطفالهم ليتأكدوا من مناسبته لهم.

الكاتبة هيا صالح أشارت خلال تقديمها للمشاركات في الحوارية، إلى أهمية أن يستدعي الكاتب الطفل الذي بداخله عند كتابة القصة الموجهة للأطفال، مبينة أن الكاتب يكتب للطفل بوعي كبير لكن بأسلوب موجه وبسيط.

كما أكدت ضرورة أن تحمل القصة العديد من العبر والقيم التي يستفيد منها الطفل، مشيرة إلى أن الطفل العربي بحاجة إلى قصص تحاكي موضوعات تهمه.