أيمن زيدان في "شومان": دافعوا عن أحلامكم

05-11-2019

قال الممثل السوري المعروف أيمن زيدان، إن على الشباب أن يدافعوا عن أحلامهم إن أرادوا النجاح في هذه الحياة السريعة.

وأمام أكثر من 800 متابع من الجمهور الذي احتشدت به قاعات مؤسسة عبد الحميد شومان، أكد زيدان أن "دور الفنان أن يبقى نبيلاً"، لافتا إلى أن هذه الحماية الذاتية تشكل للفنان درعا حقيقيا في مواجهة تحديات التغيرات الشديدة.

وبين أن ذلك أقصى ما يمكن فعله، وهو "أن لا نكون شركاء في الجانب القبيح، وأن نكون مسكونين بالرغبة في البحث عن الجمال".

واستعرض الفنان مسيرة حياته، لافتا إلى أنه من قرية شبه منسية، "قرية وادعة وهادئة بدروب طينية، وهو المولود لأسرة متوسطة، وسط نسيج اجتماعي بسيط.

بداية علاقته بالمهنة وإطلالته على تجربة التمثيل، كانت من الذهاب إلى دور السينما وحضور الأفلام هناك، ومن ثم إعادة إنتاج ما شاهده في البيت، فـ"شغف التمثيل بدأ بعفوية بسيطة".

في العام 1978 التحق زيدان بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ويقول إنه كان "أروع الملقنين في سورية، لأنني كنت أعطي الجملة المسرحية وهي منجزة الأداء، مما يسهل المهام على الممثلين". وأضاف "لعبت كل الأدوار في مساحة ضيقة، وبدأ مشواري من هذه الغرفة الضيقة".

وحول مسلسله الأبرز "نهاية رجل شجاع"، وأسباب نجاحاته الكبيرة، أكد أن هناك عناصر شاركت في نجاح المسلسل، حيث "شاءت مجموعة من المصادفات أن أستلم إدارة شركة كبيرة كان لديها مشروع ورغبة في أن تصنع دراما مختلفة، وتحويل الإنتاج التلفزيوني بالتجاور مع المسألة الربحية وأن يتضمن إنتاجا جماليا ومعرفيا، خصوصا أن الإنتاج التلفزيوني ليس معادلة اقتصادية بحتة وإنما معادلة ثقافية أيضاً ويمكننا تقديم منجز معرفي".

وقال زيدان إنه تم الاتفاق مع الراحل حنا مينة، ثم أعاد الأديب حسن يوسف صياغة السيناريو، "وبدأت رحلة البحث عن مخرج، فعندما نقوم باقتراح جديد، علينا أن نبحث عن اقتراح بصري جديد أيضا".

وقال زيدان إن المصادفة وحدها هي التي قادت إلى المخرج نجدت إسماعيل أنزور، وذلك من خلال "سهرة تلفزيونية. تواصلنا معه، وهكذا توفرت عناصر المشوار من نص ومخرج وطاقم الممثلين".

وأكد زيدان أن الموسيقا حققت نجاحاً كبيرا للعمل والتي كانت من توزيع الموسيقار الأردني طارق الناصر".

وأضاف "ومع بذل جهد جبار على مستوى بصري وسمعي وأدائي من خلال العمل على الممثلين، أصبح هذا العمل مشروعا مفصلياً، حيث غيّر نمطية الصورة والمواضيع التلفزيونية من الإنتاج الكبير لمستويات الصورة والاعتماد على مفهوم اللقطة بدل المشهد".

وولفت الفنان السوري إلى "أننا لا نستطيع دائما تقديم منجز تلفزيوني كما نشتهي، لأن هناك معادلة اقتصادية تحكم هذه الصناعة وشروط تسويقية أيضاً، فرحلة المسلسل التلفزيوني هي رحلة شاقة".

وعن النزاع والحرب في سورية خلال الأعوام الماضية وأثرها على الدراما، قال زيدان إن الدراما السورية تعرضت لواحدة من ارتدادات الحرب، بقرار مرتبط بتسويقها، حيث تعرضت للانحسار، وتحولت لمنتج للاستهلاك المحلي، وبالتالي لم تعد الدراما رهاننا الاقتصادي أو المعرفي".

وأضاف "بسبب ذلك أصبحت عموماً أخشى من أن أكون شريكاً في مستوى من الدراما لا تعبر عني، ولم أجد المشروع الذي يلبي طموحي، ولكن نتمنى وكلنا أمل في أن تتحسن الظروف".

وكانت الإعلامية ميس النوباني قدمت الفنان السوري، مؤكدة أن مسيرته "جميلة حالمة مليئة بالأمل والفرح، ولكنها أيضا رحلة موجعة منهكة مليئة بالخيبة، خيبة البغض والكراهية والحرب".

وقال "هو شجاع من هذا الزمن الذي قاومه بقوة وتحد ومنعه من أن يكسره"، وهو واحد من أعمدة الفن الدرامي السوري والعربي".

وبينت أن تكن ظروف حياة عائلة أيمن زيدان لم مهيأة للعيش الرغيد، ففي قريته الرحيبة في ريف دمشق، وبين المسافات الشاسعة لسهول القلمون، نسج زيدان بداية الحكاية، قريته الرحيبة صنعت منه ذاك الانسان الطيب منذ سنوات الدراسة الثانوية والجامعية.

وأكدت أن هاجس التمثيل ظل يلازم زيدان حتى أنه عمل في المسرح التجاري ملقنا للممثلين، بعد ذلك قرر النهوض بالمسرح الجوال، فأسس فرقة جالت المحافظات وقدمت عروضا في الساحات العامة.

واستعرضت النوباني مسيرة الرجل منذ بداياته، وصولا إلى النجاحات العديدة والمتتالية التي حققها، على رأسها (أخوة التراب) بجزأيه ومسلسل "الجوارح" الذي مثل انطلاقة حقبة مسلسلات الفانتازيا التاريخية، إضافة للأعمال الكوميدية "يوميات مدير عام" "يوميات جميل و هناء"، لافتة إلى أن جميعها حققت ما يشبه حظر تجول في الدول العربية لدى عرضها.

وتعد "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.