بيئيون في "شومان" يدعون للتوعية بالتربية البيئية للحفاظ على الأرض
29-10-2019
أكد متخصصون بيئيون أهمية الوعي بالتربية البيئية التي تضمن تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة، والمحافظة على القدرة الاستيعابية للأرض.
واعتبروا أنها تحافظ، كذلك، علي التنوع الوراثي للكائنات الحية النباتية والحيوانية، مع ضرورة التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتطوير المشاريع الكبيرة الرفيقة بالبيئة.
جاء ذلك، خلال محاضرة بعنوان:"التعليم البيئي وفرص التوظيف"، عقدها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أمس الإثنين، وأدارتها مع الجمهور الزميلة الصحفية وفاء مطالقه، ضمن برنامج "البيئة اليوم" الذي تطرحه مؤسسة شومان بالشراكة مع المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد).
ولفت أستاذ مناهج التربية البيئية والعلمية، المصري عبد المسيح سمعان، إلى أن الأجيال الحالية تعاني من المشكلات البيئية، وسوف تعاني أجيالاً قادمة، وعلى الإنسان وفي مواجهة هذا الموقف المتأزم أن يعيد النظر في عمليات التنمية وآلياتها لتراعي سلامة العمليات البيئية وتتجنب حدوث هذه المشكلات.
وأكد سمعان على أهمية حل المشكلات من خلال توجيه السلوك الإنساني نحو علاقة جديدة بالتنمية والبيئة، تضمن حماية البيئة وتستمر معه عمليات التنمية ولتتيح للجيل الحاضر احتياجاته المشروعة دون الإخلال بقدرة الموارد على الوفاء باحتياجات الأجيال القادمة.
وبين أن التعليم والتربية البيئية، يساهمان في خلق فرص توظيف للأفراد، مؤكداً أن علينا التسليم بأهمية التعليم في تعزيزه للتنمية المستدامة وتحسين قدرة الناس علي التصدي لقضايا البيئة والتنمية.
وبحسبه، فإن تمكين الحكومات وأصحاب الأعمال والعاملين من تحقيق الأهداف البيئية والإنمائية ومن تيسير نقل واستيعاب التكنولوجيا والمعارف الجديدة السليمة بيئياً والمقبولة والمناسبة اجتماعياً، تعزز القدرات الوطنية، لاسيما في التعليم والتدريب العلمي.
وأوصى سمعان بتدريب الأفراد على إدارة البيئة ووضع برامج متخصصة لإعداد المدربين في كافة المؤسسات، مع التنبه لوضع نهج تدريبية جديدة للممارسات القائمة السلمية بيئياً.
وخلص سمعان إلى أن التربية البيئية تحددت بأنها "عملية تنمية السلوك المسؤول للأفراد نحو البيئة، وعن طريقها يتمكن الأفراد من اتخاذ قرارات مناسبة للحفاظ علي نوعية البيئة وحل مشكلاتها وفي إطار تنمية مستدامة لا تضر بالبيئة للنهوض والارتقاء بالحياة الإنسانية".
وبحسب سمعان، تنادي التربية البيئية بأن يتعلم الجميع كيفية إدارة الموارد الطبيعية، وحماية التنوع البيولوجي، واستخدام تكنولوجيا جديدة لزيادة الإنتاج دون تلوث، وترشيد الاستهلاك، وتجنب الكوارث البيئية، وتخفيف حدة التغيرات والأضرار، وتحسين نوعية الحياة.
وتحدثت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الاقتصاد النسوي للتنمية والتدريب، ميادة أبو جابر حول مفاهيم التربية البيئية في المنظومة التعليمية الأردنية التي بدأت، لأول مرة، في العام 1996 من خلال برنامج الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.
وأوضحت أبو جابر أنه تم إعداد إطار مفاهيمي لجميع المفاهيم البيئة التي تحتاج إلى معالجة في الكتب المدرسية، كمحاولة أولى لإدخال التربية البيئية في المنظومة التعليمية.
وحول مفهوم "الاقتصاد الأخضر"، ذهبت أبو جابر إلى تعريف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي عرفه كـ"اقتصاد منخفض في انبعاثات الكربون، يستخدم الموارد بكفاءة ويتميز بالشمول و العدالة الاجتماعية، بهدف بناء نموذج جديد للتنمية الاقتصادية يرتكز بالأساس على استثمارات خضراء كبيرة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنىة التحتية الخضراء وإدارة النفايات، وغيرها".
واعتبرت أبو جابر أن التركيز على الوظائف الخضراء كحل للعدالة الاجتماعية؛ هو "مفهوم خاطئ"، لأن مواد خام للطاقة الخضراء تأتي في حالات عديدة من معادن نادرة تستخرج في ظروف غير طبيعية.
إلى ذلك، لفتت أبو جابر أن الاقتصاد النسوي يقترح مجموعة من القيم وإعادة توزيع المال والسلطة على أساس المبادئ الأنثوية المتضمنة؛ وفرة الوعي، النزاهة، المسائلة، الصدق، الترابط مع البيئة، التعاطف، الامتنان والإقرار بالفضل، الرعاية والعناية، الألفة والمودة والاستدامة.
وأوصت أبو جابر بالعمل على تعزيز التعلم بالتجريب والبحث، بالإضافة إلى زيادة الأنشطة العملية التي تشكل رابط واقعي ذا معنى لما يتعلمه الفرد مع بيئته، والتركيز على المشاركة والأخلاقيات البيئية لدى الأطفال والشباب.
كما أوصت بأهمية التوسع في المفاهيم التي تتطرق إلى الأبعاد السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية في المجالات المدروسة، والابتعاد عن الطابع العلمي البحت للمفاهيم الذي يتصف بالغزارة والعمق، وتفعيل دور القوانين والأنظمة في إدارة الموارد لتصبح أكثر وضوحاً.
وبحسبها، فإن المهارات المطلوبة في المناهج لإعداد جيل جديد لدخول سوق العمل في الاقتصاد "الإيكلولجي" يتمركز نحو مهارات أخلاقية أنثوية، تعزز مفهوم التجانس مع الطبيعة.
وتعد "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.