الفقير في "شومان" الرواية الأردنية بخير وتواكب المشهد العربي

10-09-2019

رأت الكاتبة الأردنية البريطانية فادية الفقير، أن أوضاع الكتابة الإبداعية في الأردن "على ما يرام"، وأننا نمتلك كاتبات وكتاب رواية أحرزوا نقلة نوعية في المشهدين الأردني والعربي.

ولفتت الفقير في اللقاء الذي تناول تجربتها الإبداعية والأدبية، ونظمه منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أمس الإثنين، وأداره القاص مفلح العدوان إلى أن أجمل ما قرأته في الأدب الأردني هي رواية "شمس بيضاء باردة" للروائية الأردنية كفى الزعبي.

واستهلت الفقير حديثها بالقول "عدت لكم، بعد خمس سنوات من الغياب، إذ كانت أخر محاضرة ليَ في عمان في حفل إطلاق روايتي الرابعة شجر الصفصاف لا يبكي عام 2014، إنني سعيدة جداً بوجودي في بلدي الأردن، ومسقط رأسي عمان، وأنا محاطة بكثير من الأهل والأصدقاء والمعارف".

وحول روايتها "أعمدة الملح"، بينت الفقير أن أحداثها تجري في الأردن في الأربعينيات والخمسينيات، خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث كانت الدولة الأردني تتشكل من خليط اجتماعي وثقافي متنوع يحاول أن يجد لنفسه إطاراً سياسياً موحداً، عقب الاستقلال مباشرة.

وقالت في هذا السياق "في أتون هذه المعادلة تبدأ أحداث الرواية، حيث يفتتح صوت الراوي المشهد على بقايا الإنكليز المنسحبين، وهذا الراوي هو خليط غامض من شخص حقيقي وأسطوري، يحاول تصحيح أو تكملة الأحداث التي ترويها بطلتا الرواية مها، وأم سعد التي تعتبر قصتيهما سرداً للحقيقية وأطروحة مضادة لأفك الراوي المستشرق".

وحول بدايتها الأدبية، قالت الروائية "بدأت رحلتي الأدبية في عمان صحفية، ثم شاءت الظروف الملكة إليزابيث الأردن عام 1983 فقررت الصحيفة التي كنت أعمل بها أن تنشر ملحقا ترحيبيا خاصا بمناسبة زيارتها فكتبت مقالا عن شخصين بريطانيين أتيا إلى الأردن عام 1935 كانا يسكنان في ماركا، حيث استعملت أرشيفهم الخاص، وقمت بطباعة بعض الصور في الملحق".

وزادت "أعجب أحدهم بالمقال الذي كتبته، فاتصل بي المجلس الثقافي البريطاني، وعرض علي أن أسافر لبريطانيا لأكمل دراستي هناك، سرتني الفكرة كثيراً، وعلى الفور تصفحت كتابا يدرج جميع التخصصات المتاحة، ووقع اختياري على تخصص الكتابة الإبداعية".

وعن روايتها "نسانيت" قالت الفقير"هي رواية اجتماعية سياسية تصور الحب والرحمة والتضحية والمعاناة، وشيئا من البراءة المفقودة في جو ملتهب من الصراع والكراهية والقمع" .

وقرأت الفقير، خلال اللقاء، أجزاء من روايتها "أعمدة الملح"، حيث تفاعل معها الحضور بإعجاب، مستذكرين أهمية ما جاء في الرواية، وما رصدته من أحداث مهمة، خصوصاً فترة الانتداب البريطاني.

وبحسبها، فإنها انشغلت خلال كتاباتها بتفسير بعض السياقات الاجتماعية والثقافية لنشأة المملكة، كما اهتمت بشخصية الأنثى في اشد تعقيداتها ضد التركيبة الأبوية، خصوصاً في داخل المجتمعات العربية، وما يتعلق بمعيشتها التي تحدها النظم الثقافية والاجتماعية والعائلية.

واستذكرت الفقير أهمية جائزة "الطائر" للتبادل الإبداعي والثقافي بين الأردن ومدينة درم البريطانية، والتي تمنح منح فرصة حقيقة للكتّاب وللمثقفين للاطلاع على فضاءات أخرى.

وتشرف على الجائزة، بحسب الفقير، لجنة مشتركة من جهات أدبية وثقافية وأكاديمية عديدة، هي: "معرض درم للكتاب الذي تمثله مؤسسة الكتابة الشمالية الحديثة في بريطانيا، والمعهد البريطاني في عمّان ممثلا بمجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام، بالإضافة إلى كلية سانت ماري في جامعة درم، والمجلس الثقافي البريطاني، وأيضا فادية الفقير نفسها".

وكانت الفقير أعلنت في نهاية اللقاء، عن إطلاق جائزة دولية بعنوان "لنكتب" للأطفال واليافعين، وهي موجهة للفئة العمرية من (10-13سنة) وكذلك من (14-16 سنة)، وستكون بالتعاون مع جهات عديدة.

من جهته، قال العدوان ان "منتدى شومان، كما عادته، يتحفنا دائما بإطلالة على قامات مهمة في الثقافة والفكر والإبداع، وهذا المساء فيه ما يضاف على ذلك، استضافة طائر مهاجر بين الأردن وبريطانيا..وهي قامة لها حضورها في كل الأمكنة التي تصل إليها".

وأضاف "هي فادية الفقير التي لها حضور إيجابي، فاعل، يبتعد عن التنظير، ولكنه يؤمل بالعمل والإبداع، ومثلما هي إبنة الأردن، هي مخلصة لتلك الأمكنة التي تصل إليها وتحفزها وتعطي فيها".

واعتبر العدوان أن الفقير "مبدعة بامتياز"، وهي أكاديمية بتقدير، وحين انسحبت من العمل الأكاديمي وقررت أن تتفرغ للكتابة الإبداعية أخذت على عاتقها أن لا تتقاعد، بل حفزت نفسها لمشاريع حقوق المرأة والكتابة وأشياء أخرى..

يُذكر أن فادية الفقير حصلت على دكتوراه في الكتابة الإبداعية والنقدية من بريطانيا، ولديها العديد من الأعمال المنشورة، منها: "نسانيت"، و"اسمي سلمى"، و"ألوا"، و"حائط الأبعاد"، و"تحت شجرة السرو"، و"لا تنظر إلى الخلف"، و"الأشياء التي يمكن أن أرويها لك".

وتعتبر "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.