"المولد" مع دنيا مسعود تختتم أمسيات "شومان" في "الأوديون"

01-09-2019

بسلسلة من الأغنيات المستمدة من الموروث الشعبي المصري، لفتت الفنانة المصرية دنيا مسعود الأنظار، مساء أمس السبت، في حفل ختام أمسيات مؤسسة عبد الحميد شومان الموسيقية، على مسرح "الأوديون" وسط العاصمة عمّان.

وبذلك التآلف الواضح بين أعضاء الفرقة، التي ضمت، بالإضافة إلى مسعود، الموسيقيين الأردنيين ليث سليمان (ناي)، وعلى (الإيقاع) معن السيد وأحمد الجراح، برعت مسعود بإحياء الفلكلور المصري في الأمسية التي حملت عنوان "المولد".

واستضافت "شومان" هذا العام، ضمن برنامج الأمسيات الموسيقية في وسط عمّان الذي تنظمه سنوياً، ثلاث أمسيات، لثلاثة أيام متتالية، منذ الخميس 29 آب، وحتى أمس 31 (أغسطس)، وذلك بهدف تعريف الجمهور الأردني بالتجارب الموسيقية في العالمين العربي والعالمي.

واستهلت الأمسيات التي تأتي بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار الأردنية وشركة كريم/الأردن، الخميس 29 آب، مع فرقة "ميراز" التي قدمت من تركيا، وبمشاركة الموسيقيين الأردنيين ليث سليمان (ناي)، معن السيد (إيقاع)، ويعرب سميرات (كمان).

و"ميراز" تعني السر الأساسي والمعجزة، وهي مشروع ثقافي وموسيقي يعتمد على ثقافة بلاد ما بين النهرين، حيث تحاول الفرقة التعبير عن الاختلافات والقيم المشتركة للغات والمعتقدات والثقافات في بلاد ما بين النهرين، حيث تغني الفرقة أغاني من التراث التركي والكردي والأرمني والعربي، كما ستقدم الفرقة ثلاث مقطوعات أردنية من تأليف الموسيقيين يعرب سميرات، ومعن السيد، ووصلة من الأغاني التراثية الشعبية الأردنية.

بدأ يعرب سميرات رحلته في اكتشاف عالم الموسيقا العربية من خلال حضور ورش الموسيقا، والانضمام إلى الفرقة العربية بعمان وكذلك فرقة الكمان، أنشأ سميرات فرقته لموسيقية والتي قدمت موسيقا الشرق الأوسط بنكهة غربية.

أما ليث سليمان، فبدأ العزف على آلة الناي في عمر 13 سنة، والتحق لدراسة الموسيقا بشكل علمي وأكاديمي، لحصل على البكالوريوس، ثم استكمل دراساته العليا للحصول على درجة الماجستير من اكاديمية الفنون بالقاهرة.

قدم سليمان أعمالاً موسيقية عديدة؛ كعازف ناي بمصاحبة فنانين محليين وعرب وعالميين، وأيضاً حفلات في دار الاوبرا المصرية، ضمن فعاليات مهرجان الموسيقا العربية.

كما شارك في الأمسية عازق الايقاع معن السيد، الذي بدأ مشواره الفني كراقص ثم عازف أيقاع في فرقة الحنونة منذ عمر التاسعة. يعزف السيد على مجموعة من الآلات الإيقاعية المتنوعة وبأنماط موسيقية مختلفة؛ كالموسيقا الشرقية واللاتينية والجاز.

وبالعودة لدينا مسعود التي بدأت رحلتها في البحث عن التراث والأغاني الفولكلورية المصرية منذ العام 2000. وهي مغنية وممثلة وباحثة موسيقية. درست المسرح في جامعة مصر بالإسكندرية، وظهرت أول مرة على مسرح الأوبرا كمغنية سنة 2001 مع فرقة شرقيات، لتتجه بعدها إلى تأسيس فرقة خاصة أطلقت عليها "فيونكات دنيا" بمصاحبة آلة الإيقاع وآلة الكولة. من أغانيها: "بتناديني تاني ليه"، "ع اللي إتغرب"، "ببيع ياسمين".

عرف الجمهور مسعود؛ كمطربة عن طريق مشروعها لإحياء الأغنيات الفلكلورية ولكن بموسيقى جديدة، تعتمد على آلات الإيقاع والكولة، كما أحيت العديد من الحفلات في دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوي في مصر وفي مدن فرنسية كمرسيليا وباريس.

أما أحمد الجراح، فهو موسيقي أردني وعازف إيقاع، شغل العديد من المواقع المهمة مع مجموعات موسيقية أردنية وعربية؛ منها الموسيقار الأردني زيد ديراني. كما شارك نجوم العرب في حفلاتهم وجولاتهم الموسيقية حول العالم مثل الفنان مروان خوري، والسيدة ميادة الحناوي، والفنانة عبير نعمة والكثير من النجوم العرب.

بينما حملت أمسية الجمعة، 30 آب، والتي جاءت بعنوان "ليلة سيمفونية أردنية" وهي من تأليف وقيادة د. هيثم سكرية مع أوركسترا المعهد الوطني للموسيقا، وغناء الفنانتين الأردنيتين غادة عباسي ونتالي سمعان، العديد من ملامح الاتجاه القومي من خلال استخدام عناصر من الموروث الشعبي الأردني ضمن النسيج السيمفوني.

يعتبر سكرية؛ مؤلف موسيقي له العديد من الأعمال السيمفونية التي تم تقديمها في مختلف المحافل الثقافية والفنية في العالم. حاز على 15 جائزة محلية وإقليمية وعالمية، بالإضافة إلى العديد من التكريمات، كان آخرها الجائزة العالمية في التأليف السيمفوني في المسابقة الدولية في صربيا.

وولدت الأوركسترا العام 1988 من طلبة وأساتذة المعهد الوطني للموسيقا، وتطورت عبر تاريخ المعهد لتصبح أهم أوركسترا في الأردن تقدم البرامج الكلاسيكية العالمية، حيث شاركت في المهرجانات المحلية والدولية.

وكانت المؤسسة أطلقت برنامج الأمسيات الموسيقية في العام 2014، والذي يعدّ منصة لتجارب أردنية وعالمية واعدة في المجال الموسيقي.

وتعتبر "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.