"أمينة" لأيمن زيدان يفتتح عروض "ليالي الفيلم السوري"

08-04-2019

افتتح الفيلم الروائي الطويل "أمينة" لمخرجه النجم أيمن زيدان، أمس، عروض "ليالي الفيلم السوري"، في صالة سينما الرينبو، وبتنظيم مشترك بين مؤسسة عبد الحميد شومان والمؤسسة العامة للسينما بدمشق.

وتأتي الليالي التي تضم أربعة عروض من أحدث نتاجات السينما السورية، وتتواصل حتى الأربعاء المقبل، وجميعها من النوع الروائي الطويل، إيمانا من مؤسسة شومان بأهمية الاستثمار في الأدب والفنون والتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في الوطن العربي والعالم.

وحول "أمينة"، قال الفنان زيدان إن "الفيلم يناقش تداعيات الحرب على وجدان البشر، ممن عايشوا أهوالها، وتمكنوا على الرغم من ذلك من أن يصبحوا أيقونات للصبر، حيث يرصد ذلك الواقع المؤلم من زاوية المرأة السورية التي تفقد ابنها وزوجها وأخيها، وتقدم مع ذلك دروسا في التفاني والتضحية والصبر".

ولفت زيدان إلى أن الفيلم يتناول بأسلوب روائي سينمائي حياة سيدة ريفية رفضت أن تهزم فقاومت الضربات بقوة وتصميم رغم الآلام والمخاطر، مبينا أن كل المشكلات التي مرت بها "أمينة" غير أن التفاؤل يبقى الحالة الأبرز لهذه الأم التي ترمز إلى الأرض والحياة.

وبشأن مشاركته في ليالي الفيلم السوري، عبر زيدان عن سعادته لإتاحة مؤسسة شومان هذه المساحة، لعرض فيلمه في عمان، قائلاً في هذا السياق "علاقتي مع المؤسسة قديمة، وسبق للمؤسسة أن قامت بدعوتي -مشكورة- في وقت إنتاج مسلسل نهاية رجل شجاع العام 1994؛ لإجراء حوار جماهيري".

وأوضح زيدان أنه لم يأتي إلى عمان منذ زمن طويل، وأن التعاون مع "شومان" سيفتح الباب واسعا لتبادل الخبرات والتجارب، مؤكداً أن المؤسسة أثبتت حضورها ومكانتها على مستوى الوطن العربي.

من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان، فالنتينا قسيسية، أن هذه العروض تأتي في سياق مهمة التنوير والتثقيف التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن إشاعة الفن قيمة مهمة، وأن المؤسسة تتصدى لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجد.

وأشارت إلى أن إسهامات صانعي تلك الأفلام تتمثل بتقديم سينما خالصة تتسم بالصدقية والشاعرية، والاعتناء الدقيق في اختيار مواضيعها، وبما ينسجم مع إيقاع الحياة اليومية، مثلما تختزن الكثير من أطياف الثقافات الإنسانية.

ويروي الفيلم التالي بعنوان "دمشق.. حلب" للمخرج باسل الخطيب، وتمثيل دريد لحام وعبد المنعم عمايري، حكاية رجل في رحلة داخل حافلة ركاب بين دمشق وحلب إبان الأزمة التي تعصف بسوريا.

فيما يناقش الفيلم المعنون بـ"رجل وثلاثة أيام" للمخرج جود سعيد، عبر لغة سينمائية غير مألوفة ضمن تيار الواقعية السحرية، صوّر فيها قصة رجل يعمل على نقل جثمان شهيد لذويه.

وتختتم الليالي بفيلم "ما ورد" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، عن حكاية ثلاثة رجال يقعون في غرام امرأة تعمل في تقطير زيت الوردة الشامية، ويطل على التحولات الاجتماعية خلال ثلاث فترات زمنية.

وبشأن تنظيم ليالي الأفلام، قال رئيس قسم السينما في "شومان"، الناقد السينمائي عدنان مدانات، إن "تنظيم ليالي الفيلم السوري يأتي ضمن سياسية المؤسسة الهادفة للتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم، سواء عن طريق العروض الأسبوعية المنتظمة، أو عن طريق إقامة الأسابيع السينمائية المتميزة، وهي السياسة التي دأبت المؤسسة على تطبيقها بنجاح منذ عقود".

ولفت مدانات إلى أن الأفلام المختارة في ليالي الفيلم السوري، لاقت أصداء كبيرة بين الأوساط السينمائية العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن قسم السينما في "شومان"، تأسس العام 1989، على يد لجنة من خيرة النقاد الأردنيين، ويشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما يتم تنظيم أسابيع أفلام متنوعة.

وتعتبر "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.