فيلم "القليل من التوابل" في "شومان" الثلاثاء المقبل
20-01-2019
تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان مساء الثلاثاء المقبل في السادسة والنصف، الفيلم اليوناني "القليل من التوابل" للمخرج تاسوس بولميتوس. يستعيد فيلم "القليل من التوابل" (2003)، حقبة من تاريخ العلاقات التركية اليونانية بنوعيها السياسي والإنساني تمتد من خمسينات القرن العشرين وحتى زمننا الحالي، بدءا بالنزاعات السياسية بين تركيا واليونان، مرورا بالاحتلال التركي لقبرص ومن ثم تقسيمها ما بين مواطنيها الأتراك وأترابهم اليونانيين، وذلك من خلال حكاية واقعية تجمع ما بين المأساة والكوميديا في آن، وتخلط بين الجد والضحك.
ينتمي الفيلم رغم خلفيته التاريخية إلى النوع الاجتماعي العاطفي أكثر مما ينتمي إلى النوع السياسي، فالفيلم عن المحبة والحب والإخلاص للماضي الجميل، وعن ألم الافتراق، سواء الافتراق عن مهد الطفولة أو عن الأحبة.
أما ما يمكن اعتباره إلى حد ما سياسيا، وإن على نحو غير مباشر، فهو النزاعات السياسية بين الدول، خاصة التي يقوم بعضها على قاعدة طائفية مذهبية أو غيرها، والتي تسيء إلى العلاقات والروابط الإنسانية بين الناس وتفرق بينهم، فأبطال الفيلم الأتراك واليونانيين عاشوا معا وتفاعلوا وفرقتهم الخلافات بين دولهم.
يتمحور الفيلم حول "فانيس" اليوناني الأصل، وهو أستاذ في علم الفلك في أواسط العمر، الذي يعيش في أثينا. ذات يوم يعلم، فيما يستعد للسفر، أن جده المحبوب المقيم في إسطنبول، الذي لم يره منذ أن كان صبيا، سيأتي لزيارته. وهذا ما سيحيي فيه ذكريات تبدأ في أوائل الستينيات في اسطنبول، حيث كان يعيش الصبي فانس حياة شاعرية، ويتعلم الطهي مع جده الذي يمتلك متجرا للبهارات، وخاصة، يتعلم منه، وحسب فلسفة الجد، ما تضيفه أنواع البهارات التي لا تكتفي بالتأثير على مذاق الطعام بل تؤثر على شخصية من يتذوقه وتكشف طباعه (يتكرر الحديث عن التوابل وتأثيرها في العديد من مقاطع الفيلم ما يشكل بالضرورة بعدا رمزيا لها).
كما يستعيد "فانيس" ذكريات اللعب مع صبية تركية صغيرة لطيفة تعيش في الحي كان يتبادل معها مشاعر الحب البريئة. هذه الفترة من حياته انتهت في عام 1964 عندما هجّرت تركيا مواطنيها اليونانيين ورحّلتهم إلى اثينا، فغادر فانيس مع والديه، لكن الجد، وهو مواطن يحمل الجنسية التركية، بقي يعيش وحده حتى مماته، دون ان يجرؤ على مغادرة اسطنبول لزيارة أهله في اليونان برغم وعوده المتكررة بذلك، حيث كان يخلف وعده في اللحظة الأخيرة.
ثمة في الفيلم قصتان مركزيتان، الاولى تحكي علاقة فانيس بجده وانتظار زيارته لليونان سنوات طويلة، وهي الزيارة التي كان يعد بها الجد باستمرار من خلال رسائله ولكنها لا تتحقق، وكان الجد قد علّمه فن الطهي وجعله يتعلق به. والقصة الثانية تحكي عاطفة الحب بين فانيس الطفل والطفلة التركية المسماة سايما، والتي لم تغب عن باله خلال كل سنوات الفراق، وهي العاطفة التي ستتجدد بعد زيارته أخيرا لإسطنبول للاطمئنان على جده المريض ولقائه بها ولكن دون نتيجة لارتباطها بزوج. يروي الفيلم حكاياته بمزيج من الكوميديا والمأساة.
أخيرا؛ يجدر الإشارة إلى أن عنوان "القليل من التوابل" هو ما عرف به الفيلم في عروضه الدولية، أما العنوان الأصلي اليوناني للفيلم فهو "مطبخ سياسي".
حاز الفيلم على 11 جائزة دولية، توزع معظمها ما بين الإخراج والسيناريو والتصوير.