الفائزون بجائزة "شومان للباحثين العرب" يدعون لربط البحث العلمي بالابتكار

28-10-2018

دعا الفائزون بجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب في دورة العام 2017، إلى أهمية ربط البحث العلمي بالابتكار؛ لضمان تنفيذ الحلول التي تم إجراء الأبحاث عليها، واختبار نجاعتها وجدواها في حل المشكلات.

وشددوا خلال اللقاء الثاني لمجتمع شومان للبحث العلمي، ونظمته مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم السبت، على أهمية المخرجات التطبيقية للبحث العلمي في تحسين نوعية الحياة من خلال تغيير الظروف المحيطة، وإيجاد حلول لمشكلات معينة.

وعلى هامش اللقاء، وزع رئيس مجلس إدارة المؤسسة صبيح المصري جوائز الفائزين، بعد أن قررت المؤسسة، أمس، إلغاء حفل تسليم الجوائز، والذي كان مقررا إقامته مساء اليوم، بسبب فاجعة البحر الميت.

وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، "اليوم تجتمعون لاستكمال النقاش المهم الذي يهدف إلى إيجاد آليات تربط البحث العلمي بالابتكار، وكيفية استفادة المجتمعات من خبرات الباحثين لكي لا تظل جهودهم حبرا على ورق".

وتابعت "فقط بالبحث العلمي والإبداع والابتكار والتطوير تتقدم الأمم، وهي قضايا لا تتعلق فقط بالعلوم التطبيقية، بل أيضا بالعلوم الإنسانية التي تبحث في البنى الفوقية وسياقات المجتمعات وتراثها وثقافتها وسلوكها، وصولا إلى نقد البنى المقاومة للتقدم، وتأسيس ثقافة تقوم على استنهاض فكر حديث يؤمن بالعلم ويقدسه:".

وبينت أن المؤسسة أولت اهتمامها إلى مسألة أساسية في حياة الأمم والشعوب، وهي مسألة البحث والتنقيب والتجريب، ووضع حياتنا وما يتصل بها على طاولة البحث، من أجل تعبيد الطريق إلى المستقبل الذي لا يمكن أن يكون بهيا بغير العلم وجهود العلماء.

رئيس الهيئة العلمية للجائزة د. أمين محمود، أوضح في كلمته، إلى أنه في دورة العام 2017، تم تشكيل 11 لجنة متخصصة من مختلف الأقطار العربية لغايات تقييم الإنتاج العلمي للمرشحين للجائزة والذين بلغ عددهم لهذه الدورة 246 مرشحاً من الجامعات والمؤسسات العلمية العربية، ضمن حقول الجائزة الستة التي يندرج ضمنها 11 موضوعا.

وبين أن نتائج هذا العام تميزت بحصول الباحثين من جمهورية مصر العربية على 3 جوائز من أصل 7 جوائز، تلاهم جائزتان للأردن وجائزة واحدة لباحث من المملكة العربية السعودية وآخر من سلطنة عمان.

بينما أشارت مديرة البحث العلمي في المؤسسة المهندسة ربى الزعبي، إلى أن المؤسسة تؤمن بأهمية التواصل والتشبيك بين الباحثين والمبتكرين العرب في النهوض بالبحث العلمي وتعزيز دوره كأحد روافد التنمية ودعامة أساسية لتطور المجتمعات.

وحول الهدف من إطلاق مجتمع شومان للبحث العلمي والابتكار، قالت: "يهدف مجتمع شومان للبحث العلمي والابتكار إلى توفير منصة ممأسسة للتواصل والتشبيك ولتعظيم الإفادة من الباحثين والمبتكرين العرب ممن فازوا بجائزة شومان أو المستفيدين من الصندوق أو الهيئات العلمية أو المحكمين والمقيمين الذين شاركوا في برامج المؤسسة في مختلف القطاعات، وأينما وجدوا".

د. إبراهيم شربيني، وبالنيابة عن جميع الفائزين، قال "نحتفل اليوم سويا بإنجازات كوكبة من الباحثين العرب الذين تمسكوا بهذا التاريخ العلمي العريق لأجدادهم، الذي طالما كان ولا يزال مصدرٌ إلهام لكل باحث عن معرفة حقيقة تضيف مشكاة نور في سبيل الهدى ولبنة في صرح المعرفة المهيب الذي أرسى قواعده أجدادنا من العلماء العرب بالتأصيل والتحليل ونسعى اليوم أن يكون ميراثا لشبابنا الواعد".

ورأى أن حاضر الامة العربية يحتاج إلى وقفة فعلية للحاق بركب الثورة العلمية الحديثة، خصوصًا في ظل ما يصدر عن جهات عالمية مرموقة عن ترتيبات العالم العربي في النواحي العلمية بين الدول مما يستدعي تقييم عملي للمشاكل المحورية.

وناقشت الجلسة الأولى، التي ترأسها الرئيس التنفيذي لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا د. شريف صدقي، وتحدث فيها كل من الفائزين بالجائزة: د. حسن البدوي بحقل حقل العلوم الطبية والصحية/الطب الوقائي، ود. إبراهيم محمد الشربيني بحقل العلوم الهندسية/ تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها، ود.عبدالله بن محمد العسير بحقل العلوم الأساسية/ المواد الوظيفية الذكية، الممكنات الازمة للانتقال من البحث إلى الابتكار ثم إلى ادخال حلول فعالة للمجتمعات العربية.

البدوي أكد أن على الباحث تحديد أولوياته البحثية، مع ضرورة التركيز على تطبيق الأبحاث العلمية على أرض الواقع، مبينا أهمية وجود شراكات على المستوى الوطني بين الجامعات ومؤسسات البحث العلمي ومؤسسات الإنتاج والخدمات الطبية.

ولفت إلى أن الهدف منذ لك كله، تطوير المعرفة ونقل الثقافة العلمية في مجالات مشتركة بين الدول العربية وأن تكون هذه الشراكة على المستوى الدولي بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي.

أما د. الشربيني، فقد عرف النانو بأنه إعادة صياغة الأشياء والأدوات التي تدخل تقريبا في كافة مجالات الحياة، لافتا إلى انه قام بتطوير علاج لمرضى السكري، كما قام باختراع تكنولوجيا جديدة لعلاج رئة الانسان.

لكن د. العسير، فرأى أن غياب ثقافة البحث العلمي وثقافة الابتكار والإبداع لدى غالبية أفراد الوطت العربي، على الرغم من أنها القاعدة الرئيسية للوصول إلى الأهداف المستقبلية، يعرقل تطور مجتمعاتنا، ويحد من إمكانية مواكبة التطورات التي تظهر بين فينة وأخرى.

ودعا العسير إلى تطوير القدرات التي تعزز الابتكار والاعمال الإبداعية، ودعم الحاضنات التكنولوجية وحاضنات الاعمال، وقواعد البيانات والأبحاث.

فيما ناقشت الجلسة الثانية، الذي ترأسها نائب نقيب المهندسين الأردنيين م. فوزي مسعد، وتحدث فيها كلا من د. محمد مرزوق الفائز في حقل العلوم الهندسية/ البنية التحتية الحضرية، ود. رائد مساعدة الفائز في حقل العلوم الاقتصادية والإدارية/ الدور التنموي لاقتصاد المعرفة وإدارتها، مفاهيم البيانات الكبرى والبنية التحتية الذكية، وكذلك الفرص والتحديات التي تواجه الباحثين في الوطن العربي.

واعتبر د. مرزوق أن الحاضنات التكنولوجية وحاضنات الأعمال الذكية يمكنها أن تقوم بعملية متكاملة ومتوافقة مع طبيعة كل قطاع من القطاعات لرعاية المشروعات البحثية، بحيث تعمل على تقديم الخدمات الفنية والإدارية والمالية والتسويقية للمنتج (البحث) الجديد.

وأوضح أن الضرورة تقتضي تنظيم عملية نقل التكنولوجيا إلى حاضنات الأعمال وتطويرها وتعزيز الربط الفعلي بين الحاضنة والباحثين داخل المؤسسات.

أما د. مساعدة فبين أن المدن الكبرى في العالم تعمل نحو تطوير وتوظيف البيانات وأنظمة المعلومات في التحول إلى المدن الذكية والمستدامة، لافتا في هذا السياق إلى أن نتائج البحوث العلمية، عندما تصل إلى حد الابتكار ينبغي أن تصب في حل المشكلات اليومية للأفراد.

وكانت الهيئة العلمية للجائزة، أعلنت عن موضوعات دورة العام 2019، حيث سيتم فتح باب التقدم للجائزة اعتباراً من 15 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.

وجائزة "شومان للباحثين العرب"؛ هي أوّل جائزة عربية، تعنى بالبحث العلمي وتحتفي بالباحثين العرب، وتهدف إلى دعم البحث العلمي وإبرازه في جميع أنحاء الوطن العربي، والمشاركة في إعداد وإلهام جيل من الباحثين والخبراء والمختصين العرب في الميادين العلميّة المختلفة الذين يعملون في ظلّ الإمكانيَات المحدودة لدى المؤسّسات والجامعات والأفراد.