عمر حتاملة في "شومان" يؤكد أهمية احتضان وتمكين المبتكرين الشباب

09-10-2018

أكد المدير التنفيذي للابتكار في وكالة ناسا الفضائية د. عمر حتاملة أهمية احتضان وتمكين المبتكرين الشباب، وبالتالي ضرورة توفير برامج لبناء قدراتهم، باعتبار الابتكار ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية في المجتمعات.

وبحسب حتاملة، فإن احتضان هؤلاء الشباب، خصوصا الذين يسعون إلى تصميم وتنفيذ أفكارهم بأسلوب ريادي ومتطور، سوف يضمن للمجتمعات، بلا شك، مواجهة أية أزمات مستقبلية تواجههم في مختلف القطاعات.

ورأى حتاملة في محاضرة بمنتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أمس الاثنين، بعنوان "المستقبل والابتكار"، تابعه فيها نحو ألف شخص، وقدمته فيها الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية، أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على مختلف القطاعات الصناعية والتعليمية والتجارية خلال الأعوام القادمة؛ ما يستدعي مواكبة هذه التأثيرات بجدية.

وبين أن العديد من الوظائف المطروحة اليوم في العالم سوف تشهد تغيراً كبيراً في المستقبل القريب، في ظل تطور الذكاء الاصطناعي والأدوات التكنولوجية؛ ما يفرض إحلال هذه الأدوات محل البشر في سيناريوهات عديدة.

ونبه في هذا السياق، إلى أن التطور التاريخي لسوق العمل وطبيعة الوظائف في تغير دائم وهناك كثير من الوظائف تغيرت وأخرى اندثرت، لكن الثابت هو تطوير الإنسان لنفسه بشكل مستمر ليكون قادراً على تلبية احتياجات المستقبل.

وردا على تساؤل، حول كيفية تحفيز بيئة الابتكار في الأردن لمواكبة التطور العالمي، أجاب حتاملة "على الأردن استشراف مستقبل الابتكار، والاستعداد للتحديات والفرص؛ ما يضمن تطوره في قطاعات البيئة والسيارات والأجهزة الذكية، وغيرها".

إلى ذلك، قدر حتاملة معدل ما يقضيه الشخص بالولايات المتحدة من الساعات في حياته خلال التنقل بواسطة السيارة بنحو 4 الاف ساعة، منوها إلى أن السيارات ذاتية القيادة ستحل هذه المعضلة، لكن سيصاحبها العديد من التحديات الأخلاقية والنفسية.

وتوقع أن يصل معدل عمر الإنسان المولود حديثاً نحو مائة عام؛ لتحسن التكنولوجيا الداعمة للصحة، داعيا إلى توجه المؤسسات الطبية، العامة والخاصة، نحو رسم التوجهات العامة في الرعاية الصحية التي يمكن تطبيقها على مجمل السكان، واكتشاف أي خلل قد يشير إلى ظهور أمراض جديدة.

وأعتبر أن القطاع الخاص ليس وحده من يصنع الابتكار والتغيير، وهما ليسا، وفق حتاملة، صنيعة القطاع العام وحده، كما في حالة (SpaceX) ذات الابتكارات التي اعتمدت على سنوات طويلة من إنتاج (NASA).

وبين أن وكالة "ناسا" تبحث بشكل مستمر عن كواكب تناسب الحياة البشرية، لافتا إلى أن الكرة الأرضية تحتوي على الكثير من المساحات القاحلة التي يمكن استغلالها بفعل التكنولوجيا الحديثة. واعتبر أن الذكاء الاصطناعي تحول من قدرة موجودة على الإنترنت لميزة مبنية داخل الأجهزة المحمولة، كما هو متوفر في هاتف هواوي Mate 10.

وتفاعلا مع طرح المشاركين في المحاضرة بأثر الروبوتات على وظائف الإنسان قال حتاملة "خلال الـسنوات القادمة ستكون الروبوتات مساعدة أكثر من كونها بديلاً كاملاً، إلا أنه من الممكن بعد ذلك أن يعتمد عليها بشكل كلي، وعلى الإنسان خلال هذه الفترة تطوير قدراته ومداركه حتى لا يكون ممن طمس الذكاء الاصطناعي مهنته ووظيفته".

وأكد على ضرورة الاستفادة من الطرق المختصرة نحو التكنولوجيا، والابتكار في وسائل النقل ومستقبل هذا القطاع، ووضع الابتكار كحجر أساس في الخطط التنموية، كما ناقش أهمية تعزيز الابتكار لبناء مجتمع المعرفة، والحفاظ على قدرة الدول في المنافسة الاقتصادية.

وأعتقد حتاملة أن الابتكار يزيد من جودة القرارات التي تصنع لمعالجة المشكلات على مستوى المؤسسة أو على مستوى قطاعاتها وإداراتها، كما في المجالات المختلفة الفنية والمالية والتسويقية، خصوصا تلك المتعلقة ببيئة العمل الاجتماعية.

من جهتها، قالت قسيسية، خلال تقديمها للمحاضر "اليوم، نعيش في عالم مفتوح على الإبداع، وعلى الذكاء الفردي الذي يستطيع الاستفادة من جميع العلوم السابقة، وأن يطوعه من أجل مزيد من الابتكار، ليحول المجتمع من حوله إلى مجتمع ذكي مواكب للحياة العصرية".

وتابعت " ضيفنا اليوم هو أردني؛ درس في مدارسنا، وحصل على بكالوريوس الهندسة من الجامعة الأردنية، وهذا مصدر فخرنا الكبير، خصوصا أنه اختبر رحلة إبداع مبهرة، انطلق فيها من وطنه نحو العالمية".

واعتبرت أن "الذكاء الاصطناعي" قد أحدث ثورة كبيرة على مختلف الصعد، بدءا من إحلال الآلة مكان الإنسان، وليس انتهاء بتغيير خريطة أولويات التعليم، أو مئات الوظائف التي لم يعد لها وجود بعد هذا للتقدم.

وحتاملة، كان نائبًا لرئيس العلماء في وكالة ناسا، ومسؤولًا عن تحديد مجالات جديدة وواعدة للبحث العلمي. كما يمتلك عشرين عاما من الخبرة الميدانية في مجال الفضاء، ونشر أكثر من 33 مقالا متخصصا، كما نال أربع درجات علمية في الهندسة، ويتحدث أربع لغات.