إشهار كتاب "أفكار غناسيقية" في "شومان"

12-09-2018

احتفى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الاثنين، بحفل إشهار كتاب "أفكار غناسيقية" لمؤلفه الدكتور حسين الاعظمي، وبمشاركة د.مجيد السامرائي، فيما ترأس الأمسية وأدار الحوار د.محمد غوانمة.

د. مجيد السامرائي، استهل الأمسية، بالقول إن "الكتاب يحتوي على أجزاء مهمة من حياة المؤلف، وهو يؤرخ لتاريخ منذ أن كان الأعظمي بطلاً في المصارعة الحرة والرومانية، لينتقل بعدها إلى اعتناق المقامات، بعد أن عاف حلبات القتال".

وأضاف "عنده لكل مقام لون، وعطر ومذاق، يحن إلى جمعة بغداد في شارع المتنبي، هناك حيث صال وجال ونال، فإذا كان الناس بين بسط ومقام، فإن أسمه في البدء لا في الختام .. إنه حسين الأعظمي".

وأوضح أن المؤلف قام بجمع كل شيء حول أعمدة الغناء المقامي الكبار أمثال "القبانجي، القندرجي، حسن خيوكة، يوسف عمر، عبد الرحمن العزاوي، ثم سيدة المقام الاولى مائدة نزهة".

ورأى أن للمقام أصول تبدأ بـ "التحرير، القطع، والأوصال – الجلسة ثم الميانة، وأخيرا التسليم"، مشيراً هنا، إلى أن المقام "مؤلفة غنائية لها قواعد محدودة لانتقال المغني من نغم إلى أخر ليكون الارتجال الغنائي نصيب فيه".

وأعتبر أن الأعظمي يناضل بين الطريقتين "القندرجية والقبانجية"، لكنه، في هذا المقام، يخالف العلم والمنهج، وهو يميل للقبانجي، وفقاً للسامرائي.

أما المؤلف الأعظمي فقد بدأ حديثه بقراءة قصيدة "غيري على السلوان قادر"، لأبن الفارض، حيث قرأ منها "غيري على السلوان قادر/ وسواي في العشاق غادر، لي في الغرام سريرة/ والله أعلم بالسرائر، حلو الحديث وإنها / لحلاوة شقت مرائر، لا تنكروا خفقان قلبي / والحبيب لديَ حاضر".

وعن الكتاب، قال الأعظمي إن "كثير من الشعراء الذين اخترت إحدى قصائدهم وزينت بها الكتاب، وكثير من اللوحات التشكيلية الجميلة التي وضعتها في بداية ونهاية كل فصل من فصول الكتاب لفنانين عراقيين وغير عراقيين".

وأضاف إن "الكتاب يشتمل على مجموعة بحوث ودراسات قدمت في مؤتمرات الموسيقا العربية بدار الأوبرا المصرية، حيث ذهب المؤلف إلى أن المقام العراقي يختلف عن الأغنية الحديثة التي تعكس ثقافة الفرد في المجتمع؛ بسبب أنها لا تتعدى أن تكون تجارب فردية، وفي وقت زمني محدد، بعكس التراث الذي يعكس ثقافة المجتمع كله، على مدى التاريخ".

كما ألقى المؤلف الضوء على الناحية الإبداعية في غناء المقام العراقي خلال 75 عاماً المحددة بين المؤتمر الأول للموسيقا العربية في القاهرة العام 1932 حتى العام 2007؛ التي كان رائدها ومثيرها الأول محمد القبانجي.

وبحسبه، فإن "القرون الماضية، شهدت ولادة جديدة للموسيقا العراقية عموماً والمقام العراقي خصوصا، من خلال ظهور الكثير من الانجازات التكنولوجية وتطورها السريع، التي ما انفكت تزداد تطورا سريعا جدا بمرور الزمن".

واعتبر في هذا السياق، أن أهم انجازات تطور المقام العراقي ظهور جهاز التسجيل الصوتي الذي أمسى انعطافة مهمة في مسار الحياة البشرية على مدى تأريخها.

فيما رأى أن الإبداع المقامي كان قبل القرن العشرين، إبداعاً يكاد يكون محلياً؛ حيث كان التفاعل الدرامي منصبا بين المقامات وتفصيلاتها، في الحذف والإضافة والتغيير والتقديم والتأخير بدينامكية هيكلية.

وعن الطريقة القندرجية في غناء المقامات، قال الأعظمي "علينا أن نعي ونفهم مدلولات هذه الطريقة، والبحث عن الجوانب المتوقدة فيها، لننطلق منها انطلاقة جديدة، مع نفس الوعي والتفهم للطريقة القبانجية، المستفيدة من سابقيها، ومستفيدة من تجارب الشعوب؛ لبناء أصالة جديدة مستقاة من أصالتنا وهويتنا الحقيقية".

من جهته، قال غوانمة خلال تقديمه الأمسية " تنبع أهمية هذه الأمسية من كون أنها تخاطب أرض العراق (أرض السواد)، كما أنها تتحدث عن الأعظمي؛ الفنان العظيم الذي قدم أبحاثا كثيرة حول المقامات العربية والعراقية خاصة".

وأضاف إن "كاتبا مثل الأعظمي صاحب الشخصية المميزة، قد أبدع، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، في نحت الكلمات من خلال الكتاب الذي بين أيدينا، الذي ركز فيه على الغناء والموسيقا".

واختتم المؤلف الأمسية، بغناء قصيدة "مالنا" للمتنبي، ثم قام بتوقيع عدد من نسخ كتابه للحضور.