منتدون في "شومان": الرواية لها اصولها وليست فقط "مواهب فيسبوكية"

22-02-2018

اكد منتدون ان جائزة (البوكر) أرست معاييرا جديدة للكتابة بعيداً عن النزاعات الأيدلوجية واحتكار المنابر، معتبرين ان "طبخة" الرواية لها أصولها، وليست فقط مجرد مواهب فيسبوكية.

ولفت هؤلاء في ندوة "عشر سنوات من الجائزة العالمية للرواية العربية" نظمها مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (جائزة بوكر العربية) بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان، أول من أمس، في منتدى شومان الثقافي الى ضرورة ان تأخذ الجوائز قيمة مضافة، إلى جانب التقدير والاعتراف والتكريم، وهي بالضرورة القيمة التسويقية للعمل وللؤلف في آن واحد.

واوضحوا ان الجائزة اهميتها تنبع من انها تجر وعي القارئ العربي نحو الاعمال المتنافسة، لتضع امامه سلسلة من الخيارات التي يمكن أن ترضي فضوله.

وشارك في الندوة كل من: ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء، إبراهيم السعافين، رئيس لجنة التحكيم للعام 2018، سحر خليفة، رئيسة لجنة التحكيم للعام 2017، وشهلا العجيلي المرشحة في القائمة القصيرة للعام 2016. وادراها الزميل موفق ملكاوي.

فيما اعتبر رئيس لجنة التحكيم للعام 2018 الاستاذ ابراهيم السعافين، ان الجائزة فتحت للرواة افاقا كثيرة، وهو ما مكنهم، من النجاح وتقديم انفسهم على مستوى الاوطان.

ولفت ان الجائزة فسحت المجال لفئة الشباب (على وجه الخصوص) للتعريف بهم وأعمالهم جنبا الى جنب الى الأسماء الكبيرة المعروفة، مبينا ان الجائزة "باتت مستنبتا للرواة المبدعين".

وقال السعافين ان "هناك لغط كبير بين الناس حول ماهية منح الجائزة واستحقاق الرواة لها"، مؤكدا في هذا السياق ان آلية التحكيم للجائزة لم تخضع للمناطقية والاهوء، لكنها تنظر الى جدارة الرواي وذائقته الادبية".

بدوره، اكد رئيس مجلس الأمناء للجائزة ياسر سليمان ان الهدف من الجائزة هو تشجيع القراءة والتعريف بالرواية العربية محليا وعالميا.

وبين سليمان ان الجائزة تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وتراعها "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي" في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً.

ونبه سليمان إلى ان جائزة (البوكر) لا تكفي وحدها في إثراء المشهد الثقافي العربي.

وردا على تساؤل، فيما اذا كان الترجمة خيانة، قال سليمان: "لا اعتقد ان الترجمة خيانة، بل عدم ترجمة اعمال المبدعين هي الخيانة بحد ذاتها .. الترجمة اضافة نوعية للادب مع مراعاة ذوق المتلقي".

واضاف "الترجمة تعني ان تأتي بالنص الادبي الى القارئ، لا ان تأتي بالقارئ إلى النص .. من غير المقبول الخيانة في اي شيء .. ليس في الترجمة فقط".

فيما ركزت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة في الدورة السابقة الروائية الفلسطينية الدكتورة سحر خليفة في حديثها على الكتاب الشباب، وقالت:" ان كتابنا الشباب يكتبون أكثر مما يقرؤون ..كل شاب يريد ان يصبح روائيا ..باعتقادي هذه مشكلة العصر".

ودعت خليفة الكتاب الشباب إلى اهمية المراجعة المتكررة عند الكتابة، مؤكدة ان على "الكاتب التحلي بالشجاعة في تمزيق ما يكتب، ولا يخف من جلد ذاته مئات المرات وهو يكتب اعماله".

اما المرشحة في القائمة القصيرة للعام 2016 الروائية الدكتورة شهلا العجيلي، اعتبرت ان الجائزة كسرت احتكار المنابر التي كانت تعود لمحسوبيات وشلليات واعتبارات سياسية علاوة على التزامن مع ثورة الاتصال والتكنولوجيا وتأثيرها.

واكدت ان الجائزة خلقت حراكا في الاوساط الصحفية بما فيها المناوشات والجدل حول الجائزة نفسها ورواياتها، لافتة الى ان الفضاء الليبرالي الذي تم فتحه من خلال الجائزة ساهم في وجود معايير متعددة ولهذا تقع على لجنة التحكيم اعباء كبيرة.

ولفتت الى انه في المستقبل سنجد ان هذا التنوع شكل مدارس في فضاء الرواية، مشيرة الى نواد القراءة التي اصبحت تتوقع وترشح الروايات.

واستعرضت تجربتها في ورشة الجائزة التي اقيمت في "قصر السراب" في دولة الامارات العربية المتحدة والخلوة التي توفرت لها لكي تكتب.

يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. وترعى الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي" في دولة الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً.