لقاء حواري في "منتدى شومان" حول الكتابة وحرية التعبير

20-02-2018

أكد مشاركون في لقاء حواري، ان رابطة القلم الدولي شريكا أساسيا في مشروع المحافظة على الكتابة وحرية التعبير، معتبرين أن قيمة الأدب تكمن بتخطيه حدود الزمان والمكان.

وفيما شددوا على أهمية التشبيك ما بين أدباء وكتاب الشرق الاوسط والعالم الغربي، بغية انتقال الأفكار بين جميع الأوطان، دعوا الجهات المختلفة إلى أن تقوم بالتمويل المادي لدعم المسؤولية الأدبية والعمل بكل جهدهم على تشجيع الكتاب العرب بالقيام بدورهم في نهضة المجتمعات.

جاء ذلك خلال لقاء حواري بعنوان "الكتابة وحرية التعبير"، اداره عضو الادارة في مركز القلم الاردني الاستاذ مفلح العدوان، وذلك في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بتنظيم من رابطة القلم الدولي بالتعاون مع مركز القلم الأردني.

وقالت رئيسة المركز الروائية ليلى الاطرش إن هذا اللقاء يهدف إلى تعريف الحضور بانجازات فرع الرابطة بالاردن، مضيفةإن الرابطة تشكل برلمانا ابداعيا لكل العالم، حيث حققنا علامة فارقة بتعريف الكتاب العرب على مستوى الخارج.

وأوضحت أن فكرة انشاء القلم كانت قديمة، وتبناها جيل مصري مثقف على رأسهم عميد الادب العربي الدكتور طه حسين، حيث اشارت الى انه "استطاع القلم إلى خلق نافذة تعريف بالكتاب، من خلال ترجمة العديد من الاعمال الادبية للكاتب العربي، وهو ما يضمن تعريف الجمهور بقيمة كتاباتنا".

ولفتت الاطرش انه رغم انضمام فرع الأردن حديثا إلى القلم العالمي، إلا أنه استطاع أن يلعب دورا بارزا في كثير من القضايا التي طرحت للتصويت خلالالدورات الماضية، وأهمها منع المشاركة الرسمية للجنة السلام في القلم العالمي في مؤتمر حيفا، كما أنشأ القلم الأردني الموقع الالكتروني حوار القلم، للتعريف بالثقافة الأردنية، والكتاب والمبدعين الاردنيين، مع اقامة حوار بين الكتاب في مختلف مراكز القلم العالمي.

وأكدت الاطرش ان "الخطر الكبير" في وقتنا هذا، يعود الى ان الكاتب المشرقي ليس لديه اصدارت كافية في اعماله، حيث يوجد فراغا واضحا في مهمة تعريف الكتاب العرب للجمهور الغربي.

وأوضحت ان المركز يسعى إلى التعرف على كتابات واهتمامات وأولويات العالم الغربي بالادب، إلى جانب التعرف على اختصاصات جمعيات المجتمع المدني ونوعية المشاريع التي تنوي تنفيذها.

وعرضت الاطرش، خلال اللقاء، أبرز صعوبات المركز في التواصل المستمر مع الكتاب الاردنيين وتوسيع افاف عمل المركز، لافتة الى انه "نواجه صعوبة بالغة في الحصول على التمويل المادي، اذا تبرز هذه القضية بجلاء حينما نريد المشاركة في المؤتمرات العالمية، التي تسعى بالتاكيد الى نقل صورة الادب الاردني دوليا".

كما أوصى اللقاء بضرورة تقديم الدعم للكتاب خاصة الذين يتعرضون للاضطهاد والسجن، وهو ما اعتبرته الاطرش "من اهم الامور التي يجب العمل عليها لضمان حق الكاتب العربي في التعبير عن رأيه وحمايته من اية اخطار تمس حريته".

مديرة البرامج الدولية في رابطة القلم الدولي السيدة رومانا، عرفت القلم انه "منصة تجمع الكاتب والمترجم والاديب واي شخص يمكن ان يعبر عن ارائه"، معتبرة ان اساس الرابطة يتحقق بالاحترام بين الجميع، معززة حديثها بالقول: "الادب لا يعرف الحدود".

واعتقدت أن الوقت قد حان لقيام تحرك مدني سلمي لحماية حرية الرأي والتعبير للجميع مهما اختلفنا معهم في الرأي أو المعتقد. كما يجب على المجتمع أن ينهض لرفض وملاحقة خطاب الكراهية والتجييش من أي جهة كانت، وحصاره ورفضه قانونا وأخلاقا.

بدوره، رأى مسؤول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في رابطة القلم الدولي نائل جريس، أن الكتابة "هي حرية الكاتب الكاملة التي يمارسها بلا رقيب داخلي أو خارجي، وبلا شروط واضحة أو مضمرة، وبلا ضغوط مالية أو معنوية، وبلا عُصب وانتماءات بدائية" معتبرا أن كل هذا "لن يتحقق الا بمكابدة الصعوبات، واستخدام التفاهم الجيد والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب.

ودعا جريس المركز إلى أن يقوم على تشجيع الكتاب والادباء والعمل بكل جهد على محاربة خطاب الكراهية، والنهوض بقيمة الادب الاردني وتمثيله عالميا.

ومركز القلم الأردني هو رابطة أدبية غير ربحية تأسست في العام 2007، وهي مسجلة في وزارة الثقافة. وتعتبر فرع من القلم الدولي، الذي تأسس العام 1921، ولها 146 فرعا في العالم. القلم الأردني هو واحد منها ويضم أشهر وأهم الكتاب في الأردن، مثلما أن القلم الدولي تضم في عضويتها أشهر الكتاب والمبدعين والمفكرين في العالم.