مؤسسة عبد الحميد شومان تستضيف رئيس الوكالة السنغافورية للتنمية فيليب يو

11-02-2018

تستضيف مؤسسة عبد الحميد شومان في السادسة من مساء يوم (الاثنين)، في المركز الثقافي الملكي، رئيس الوكالة السنغافورية للتنمية الدكتور فيليب يو، في لقاء حواري موسع بعنوان "الابتكار: من الفكرة الى النجاح- قصة سنغافورة"، يستعرض فيه قصة نجاح سنغافورة وانتقالها من مصاف دول العالم الثالث، لتكون واحدة من دول العالم الأول، والنهضة التعليمية والصناعية التي أنجزتها.

واعتبرت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية أن تجربة سنغافورة في النهضة والتنمية والازدهار يمكن أن تشكل أنموذجا مهما نستلهم فيه خارطة طريقة أردنية تسهم في تحقيق هدف "الاعتماد على الذات" الذي تم طرحه مؤخرا للخروج من الأزمة الاقتصادية التي فرضتها علينا أزمات المنطقة.

وبينت أن استضافة يو تأتي استكمالا للبرنامج الذي تبنته المؤسسة، والذي يهدف لاستضافة أبرز الخبرات العالمية والشخصيات الملهمة في مجال التنمية والتطوير، واستضافت خلاله رئيس الوزراء الماليزي السابق الدكتور مهاتير محمد في العام 2015.

وأكدت قسيسية على الأهمية الخاصة التي تحظى بها شخصية فيليب، كونه واحدا من الأشخاص الذين امتلكوا منظورا علميا لعميلة التطوير، وامتلك برنامجا حقيقيا قاد من خلاله تغييرا كبيرا في أنماط العمل والإنتاج في سنغافورة.

وعبرت قسيسية عن أملها أن تشكل زيارة فيليب للأردن وحديثه إلى الشباب والمؤسسات حافزا لنا في أن ننظر إلى الأمور بعلمية، وأن نتطلع إلى بناء برامج نابعة من حاجاتنا الحقيقية، خصوصا ما يتعلق منها بتدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل، وإدماجهم في التخطيط وصناعة القرار.

ويشارك يو الحضور بقصة نجاح جمهورية سنغافورة، والمفاصل المهمة التي حدثت فيها، كونه يعد أحد المساهمين في تحقيقها من خلال دعم البحث العلمي والابتكار وإدماجهما في التنمية الاقتصادية.

كما يطلع المشاركين في اللقاء على أسباب نهضة سنغافورة التي جعلت منها، بمساحاتها الصغيرة وافتقارها إلى المواد الخام، واحدة من أكثر قصص النجاح العالمية تميزا.

كما يتناول الضيف قصة سنغافورة في التحول نحو "الابتكار من أجل التنمية"، بدءا من وضع السياسات المحفزة ومرورا بتوفير الاستثمار اللازم وتعزيز الإنتاجية الاقتصادية وتطوير رأس المال البشري، وصولا إلى ضمان شراكة فعالة مع قطاع الأعمال والصناعة، ومناقشة كيفية الإفادة من هذه التجربة في بلورة تجربتنا الأردنية الخاصة.

ويعتبر البحث العلمي والابتكار اليوم محورا أساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية، خصوصا مع التطور التقني الذي نشهده يوما بعد يوم. ويرى يو أن مواكبة التطورات والسير نحو المستقبل بثقة وثبات يحتاج إلى الاستثمار في رأس المال البشري المعرفي، والاستثمار في البنية التحتية الداعمة للابتكار، وفي المشروعات الناشئة.

وبحسب يو، فإن الطريقة الوحيدة للاحتفاظ بحماسة الشباب هو "اجتذاب الشباب اللامعين من الخارج لإذكاء شعلة الحماسة في المدارس". وهو بذلك يرى أن "سنغافورة صورة مصغرة من أميركا، فنحن نجتذب المهارات من كل مكان".

ويضيف "الأساس في سياستنا هو ضمان ألا يرى الشباب أننا نعيش في مدينة مرفهة، ولكن أن يروا أن لدينا بالفعل منافسين مصممين على التطور وأداء عمل أفضل منا.. وهذا أمر مهم".

وتتلخص نجاح التجربة السنغافورية في الاستثمار وبالموارد البشرية والتعليم، وفقا لفيليب يو، بتعزيز رأس المال البشري في الابتكار مع ضرورة استقطاب المهارات المؤهلة من الخارج للنهوض بالاقتصاد.

في المقابل، يتزايد إيماننا اليوم في الأردن بأهمية تعزيز الربط ما بين البحث العلمي والابتكار كعامل أساسي في العملية التنموية، حيث يقود الابتكار، ليس فقط إلى نماذج وتطبيقات وتكنولوجيا جديدة، وإنما أيضاً إلى اقتصاد أكثر تنافسية وفرص تشغيل جديدة ومستدامة في مجتمع واع لتحدياته والفرص الكامنة فيه.

والدكتور فيليب يو، هو المسؤول الحكومي الأكثر نجاحاً في سنغافورة، وقد بذل قصارى جهده ليتأكد من بقاء بلاده في الطليعة أمام جميع المنافسين، وذلك عن طريق الانتقال بهدوء وسلاسة من صناعة الإلكترونيات إلى تصنيع الرقائق، ومن صناعة المواد الكيميائية إلى الصناعات الطبية الحيوية.

وتعتبر سنغافورة جزيرة صغيرة بل موارد طبيعة، وهي البلد الأصغر مساحة في جنوب آسيا. حصلت على استقلالها العام 1965. وكانت تعاني من تحديات عديدة كالبطالة وأزمة السكن والفساد الإداري والركود الاقتصادي.