باحثان يعاينان كتاب "كراهية الإسلام" في "منتدى شومان" - صالح: "طوفان الكراهية" يجتاحنا من الداخل ويفيض للخارج

06-02-2018

قال الباحث فخري صالح، إن انفجار الهويات يوشك أن يغرقنا قبل أن يغرق الآخرين"، لافتا إلى أن "العرب والمسلمين بحاجة إلى مراجعة تجارب مجتمعاتهم للخروج من هذه الحروب الطائفية والمذهبية والقومية التي تستعر في بلدانهم".

واضاف صالح خلال حفل إشهار كتابه "كراهية الإسلام" الذي نظمه منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بمشاركة الباحثين د. يوسف ربابعة والأستاذ د. زهير توفيق، وأداره اداره د. زياد أبو لبن أول من أمس، أنه "لا يمكن للأفكار وحدها أن تقود إلى صناعة السياسات، فثمة عوامل اقتصادية وسياسية وجيو- استراتيجية وثقافية تقيم في صلب هذه السياسات".

ويطرح صالح في كتاب "كراهية الإسلام" أسئلة عديدة حول "الاستشراق" ودوره في رسم صورة غير دقيقة للمسلمين، محاولًا تفكيك الأسباب التاريخية والواقعية لما حدث خلال القرن الماضي، فيفتح الحوار حول تدخل قوى ثقافية وسياسية في عملية حصر الرؤية حول العالم الإسلامي، وتضييق نطاق الحوار خدمة للسياسة.

ورأى صالح، ان كتابه هذا "لا يسعى إلى النظر في السياسة العملية للغرب، وبصورة أساسية الولايات المتحدة الأميركية تجاه العالمين العربي والإسلامي، بل إلى الحفر على الرؤى النظرية والفكرية التي تقيم في خلفيات هذه السياسة".

ولفت إلى أن الاستشراق الجديد يتقاطع مع الاستشراق القديم بتركيزه على بناء تصورات أيديولوجية حول الإسلام والمسلمين، من دون أن يسعى إلى تقديم معرفة نظرية وتطبيقية حقيقية، مؤكدا ان "طوفان الكراهية" يجتاحنا من الداخل ثم يفيض إلى الخارج.

ويتناول الكتاب في محتواه، كيفية تقديم الخطاب الغربي للإسلام، من خلال ثلاثة نماذج تتمثّل بما كتبه ثلاثة من المفكرين الغربيين عن العالم الإسلامي وخطر المسلمين وديانتهم على الغرب، وهم المستشرق البريطاني -الأميركي برنارد لويس، والباحث الأميركي في العلوم السياسية صمويل هنتنغتون (صاحب نظرية صدام الحضارات)، وفيديار سوراجبراساد نيبول (مولود في الكاريبي من أصولٍ هندية) الحائز على جائزة نوبل للآداب العام 2001.

د. يوسف ربابعة، بين ان "كتاب كراهية الإسلام" يرى "أن الغرب يبني للإسلام والمسلمين والعرب، متقاربة". وأضاف "إنها صورة نمطية متحدرة من الرؤى الاستشراقية القديمة نفسها، صورة الشرق المتخلف، غير العقلاني، العنيف، المستبد".

ولفت ربابعة إلى انه برغم تباين الخلفيات المعرفية، والتخصصات، والدوافع والتحيّزات، والأصول العرقية، والانتماءات الحضارية والثقافية، فإن الصورة التي يبنونها للإسلام والمسلمين والعرب، متقاربة.

وأكد ان السؤال الذي يثيره فخري صالح من التنظير لصدام الحضارات هو عن "النوايا الكامنة" خلف هذه النظرية حين يصبح الحديث عن الدين هو الذي يشكل الاختلاف بين تلك الحضارات.

واشار إلى ان الفكرة التي يعمل نايبول على تطويرها في كتاب "أبعد من الإيمان" تتمثّل في كون الإسلام، ديناً وعقيدةً، لا يهتمُّ بضمير المؤمن أو اعتقاده الشخصي".

اما د. زهير توفيق، فرأى أن التحولات التي مرت على الشرق والغرب والتي قلبت الأمور رأساً على عقب، أبقت الاستشراق أميناً لمنطلقاته الأساسية في نشاط المستعربين الجدد أو" خبراء المناطق"، وهي التسميات الجديدة التي استعاد بها الاستشراق إنتاج نفسه من جديد، وفقا لتوفيق.

وقال "لم يعد الشرق في النصف الثاني من القرن العشرين عاجزاً كما عايشه الغرب في الاستشراق، بل أصبح الآن عاجزاً عن التواصل ولم تعد الذات العارفة كما كانت عند المستشرق المتمرس باللغات، والفيلولوجيا".

وأضاف "استعاد الاستشراق الأخير مسلمات الاستشراق التقليدي ووحداته التحليلية الكبرى كالحضارة والدين والإسلام والمسلمين والعرب".

وأكد ان الاستشراق هو معرفة الشرق "المصطنع" من قبل الغرب والذي لم يكن نتيجة معاينة الواقع الشرقي مع تشكيل صورة نمطية للعرب والمسلمين.

واوضح ان مراكز البحث والدراسات ومراكز صناعة الأفكار "think tanks" التابعة للمؤسسات الرسمية والمستقلة شكلت أهم ملامح الاستشراق.