محاضرة بمنتدى شومان بعنوان " البيئة العربية في عشر سنين "

05-10-2017

عقدت مؤسسة عبدالحميد شومان والمنتدى العربي للبيئة والتنمية (آفد) مساء الاثنين المحاضرة الرابعة لبرنامج البيئة اليوم تحت عنوان " البيئة العربية في عشر سنين".

وقال أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) نجيب صعب، ان وضع البيئة في العالم العربي تراجع في جوانب كثيرة، لكنه أحرز تقدماً على بعض الجبهات ولا يزال بطيئاً، والتحسن المتواضع الذي حصل مهدّد في حال استمرار الصراعات والحروب وعدم الاستقرار ، حسب الاستنتاج الرئيسي الذي توصل إليه التقرير الجديد للمنتدى اوعنوانه "البيئة العربية في عشر سنين"، الذي يطلق في المؤتمر السنوي العاشر للمنتدى في بيروت في 2 تشرين الثاني المقبل .

واضاف صعب ان استطلاعا للرأي العام أجراه "أفد" في 22 بلداً اظهر أن الجمهور العربي يتفق والخبراء على أن البيئة استمرت في التدهور طوال السنين العشر الأخيرة. فقد وجد 60 في المائة أن وضع البيئة في بلدانهم يتراجع، بينما تعتقد غالبية عظمى وصلت إلى 95 في المائة أن بلدها لا يقوم بما يكفي للتصدي للتحديات البيئية، وأن الحكومات لا تبذل ما يكفي لهذا الغرض ولإدارة البيئة بشكل صحيح.

واوضح ان عشرات الاستراتيجيات والخطط الإقليمية الخاصة بالبيئة والتنمية المستدامة التي اعتمدتها جامعة الدول العربية، لم يحرز تقدّم ملموس في التطبيق. أما على الصعيد الوطني، فقد تعززت المؤسسات البيئية بوجه عام، مما أسفر عن بعض التحسينات في الإدارة البيئية. وبرز التحول الرئيسي في السياسة العامة في الاصلاحات الأخيرة في أسعار الطاقة والمياه، بما في ذلك البلدان الرئيسية المنتجة للنفط في مجلس التعاون الخليجي. اضافة إلى إصلاح سياسات الدعم، شهدت المنطقة تقدماً في اعتماد سياسات للطاقة المستدامة، بما فيها أهداف وخطط عمل لكفاءة الطاقة وسياسات الطاقة المتجددة .

وبين صعب ان العقد الماضي شهد انتقالاً ملموساً للبلدان العربية نحو الاقتصاد الأخضر. فمن الصفر تقريباً في اعتماد انظمة اقتصاد أخضر أو استراتيجية مستدامة، أدرجت سبعة بلدان، من بينها الأردن، عناصر الاقتصاد الأخضر والاستدامة في خططها. وأعطى هذا إشارة قوية للقطاع الخاص لزيادة الاستثمارات أضعافاً، وخصوصاً في الطاقة المتجددة .

وقال ان ندرة المياه تتفاقم في المنطقة العربية، نظراً إلى الموارد المحدودة للمياه العذبة المتجددة وتدهور الجودة من جهة، والنمو السكاني ونقص الأموال لتمويل البنية التحتية للمياه من جهة أخرى. نحو 40 في المائة من السكان العرب يعيشون في فقر مائي مطلق. واشار صعب الى ان البلدان العربية تشكل أكبر منطقة عجز غذائي في العالم. ومن حيث القيمة النقدية، سجلت الفجوة الغذائية العربية الإجمالية زيادة كبيرة من 18 بليون دولار عام 2005 إلى 34 بليون دولار عام 2014. ولا بد من تخفيف الهدر وتحسين الإنتاجية وزيادة الموازنات المخصصة للأبحاث الزراعية، والتعاون الإقليمي . وتحدث صعب عن نوعية الهواء وتضاعف انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الدول العربية التي تبلغ 5 إلى 10 أضعاف الحدود القصوى التي حددتها منظمة الصحة العالمية ، مبينا ضرورة تطوير بنية تحتية تربط المؤسسات البحثية والصناعة والمجتمع وضمان الانتقال الناجح إلى بيئة أفضل كدعامة أساسية للتنمية المستدامة.