الدكتور عمر الرزاز يحاضر في "شومان" عن خطط تطوير العمل في قطاع التربية والتعليم
12-09-2017
شدّد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز على اهمية تشخيص العملية التعليمية لغايات الارتقاء وتطوير منهجية واساليب التعليم في المدى القريب وذلك بالتعويل على امتلاك الارادة والامكانات واستثمار العنصر البشري واستخدامه على نحو كفؤ وفاعل .
وعرض الوزير في محاضرة استمع اليها حضور كثيف في منتدى شومان الثقافي امس الاثنين، وحملت عنوان (التعليم: أين أخفقنا وأين نجحنا.. وإلى أين نتجه؟)، اولويات ومبادئ ومداخل لتحسين مخرجات التربية والتعليم في الاردن والنهوض بها، وذلك لتحقيق نقلة نوعية من خلال تعظيم خبرات المعلم وتعزيز قدراته من خلال تحسين وضعه المالي وصون كرامته.
واشار الرزاز في المحاضرة التي قدمته فيها الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، الى ضرورة تطوير وتحديث المناهج الدراسية لتتلاءم مع مخرجات التعليم العالي واحتياجات فرص العمل في القطاع الخاص ومراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية لتكون ضمن مخرجات التعليم.
ودعا الوزير الى تحقيق مبادئ اساسية للنهوض بحاضر ومستقبل العملية التعليمية في الاردن الذي يعاني من مشكلة حقيقية في البنية التحتية والبيئة المدرسية، من بينها ضرورة التوجه الى رعاية الابداع عبر ايجاد كوادر بشرية قادرة على الابتكار تمتلك مهاراتها الخاصة التي تحكم فورة التقنيات الحديثة سمة القرن الحالي.
وقارن الرزاز بين موازنة خدمات التعليم التي وصلت العام 1990 الى 30% من الناتج المحلي، في حين أنها في الاعوام الاخيرة لم تتجاوز 3% من الناتج المحلي، لافتا الى ان المناهج كانت على مستوى متقدم قبل عقود ، وما لبثت ان تراجعت بفعل غياب الرغبة بالتحديث والتطوير.
واكد اهمية الدور الذي تضطلع به أكاديمية الملكة رانيا، في اثراء العملية التعليمية من خلال تحديث خبرات المعلم وتطوير قدراته، مبينا أن الوزارة وقبل نهاية العام ستخرج بمسودة مسار وظيفي بالتعاون مع نقابة المعلمين التي لها دور أساس، في الارتقاء بقطاع التربية والتعليم وتعزيز كوادره بالكفاءات.
واعتبر الوزير ان المدرسة يقع عليها مسؤولية رئيسة في تشجيع العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق منجز ريادي قادر على الابتكار والابداع، من خلال ابداء الرأي والتفكير والنقد البناء والقبول بالرأي الآخر، مشيرا الى ان عنصري الانتماء والهوية هما ركنان ضروريان وجزاءان اساسيان في التربية والتعليم، وليس مشكلة ان ينتمي الطالب الى طائفة او فئة او جماعة ما دامت كل الهويات الفرعية تتحاور تحت مظلة وطنية. ودعا الرزاز الى الالتفات الى الطلبة وهم على مقاعد الدراسة الابتدائية ومراعاة العدالة بينهم، خاصة وان من بينهم من يكون قادرا ومتمكنا من اساسيات التعليم لدى التحاقه في رياض الأطفال في عمر مبكر بالقطاع الخاص "لذلك نحتاج إلى تحقيق العدالة الاجتماعية"، حسب الرزاز الذي توقف عند أهمية التوجه الى النشاط اللاصفي من خلال استغلال فترة العطلة وبعد الظهر وإنشاء مراكز صفية واستحداث برامج متعددة كبرنامج (بصمة). وقال ان هناك فجوة في المدارس الحكومية في ظل حاجة قطاع التربية والتعليم الى 60 مدرسة سنويا، بدلا من 20 مدرسة حاليا، مؤكدا انه سيجري افتتاح 2700 مدرسة مربوطة إلكترونيا.
واشار الوزير إلى ان الوزارة تنوي التوجه إلى القياس في المهارات والابتعاد عن الحفظ وأتمتة الامتحانات، بحيث يكون هناك بنوك أسئلة محوسبة يستطيع الطالب تقديم امتحاناته في أي وقت من السنة خصوصا وان امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) تحول من وسيلة لقياس أساس الطالب وتوجيهه، إلى أداة رعب وبعبع تسببت ظاهرة الرسوب فيه بآثار نفسية واجتماعية واقتصادية، مبينا حاجة الوزارة الى 3000 معلم سنويا لإنجاز عملية التوسع بهذا القطاع الحيوي ومهننته واعادة الهيبة والألق له من خلال التدريب وتحديث الاساليب وتطوير القدرات في مسار وظيفي ريادي يتمتع بكفاءات تعليمية متميزة وذلك بالخروج بمسودة نظام لمسار وظيفي ضمن حوار وطني شامل بالتعاون مع نقابة المعلمين.