حوارية في شومان بعنوان " إلى أين تتجه جائحة كورونا؟"

02-03-2021

أكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور فراس الهواري، ضرورة السير بسرعة باتجاه التطعيم ضد فيروس كورونا لأنها الطريقة الوحيدة للسيطرة على الجائحة.

وقال في حوارية نظمها منتدى عبد الحميد شومان/ ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية مساء أمس بعنوان "إلى أين تتجه جائحة كورونا؟"، وأدارها الكاتب والمحلل السياسي الدكتور زيد النوايسة، أننا نريد أن نصل في النهاية الى ما يريده العالم أيضا، بأن يتحول هذا الوباء من وباء عالمي سريع الانتشار الى مرض موجود نتعايش معه ونأخذ له العلاج المناسب عند اللزوم، أو نأخذ الوقاية من خلال المطاعيم سنويا.

وأضاف، إن الأرقام في الأردن بدأت تأخذ منحنى وبائي جديد، مشيرا الى أنه في منتصف شهر تشرين الثاني من العام الماضي بدأنا نشهد انحسار الموجة الأولى الحقيقية في الأردن، وكان ذلك بعد الإجراءات الوقائية التي تم إتباعها، وقد أستمر هذا الانحدار تقريبا الى 23 كانون الثاني من هذا العام، الى أن توقف نزول الاعداد بعد هذا التاريخ، وكان ذلك بمثابة العلامة الأولى للتحذير من أنه قد نكون مقبلين على الدخول بموجة ثانية من الوباء.

ولفت الدكتور الهواري النظر الى الارتفاع والزيادة الواضحة في أعداد الإصابات بالفيروس في المحافظات وخاصة في إربد والبلقاء والزرقاء، والتي تخطت حاجز 500 إصابة بعد ان كانت في حدها الأعلى ما بين 100 الى 150 إصابة يوميا، داعيا المواطنين في المحافظات الى الالتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية للسيطرة على الجائحة والمحافظة على الأرقام منطقية.

وبين أن 80 بالمئة من المصابين بالفيروس لا يحتاجون الى الدخول الى المستشفيات، مشيرا الى أن 5 بالمئة من النسبة المتبقية قد يحتاجون الى الدخول للعناية المركزة واحتمالية الوفاة عندهم تتراوح ما بين 30- 35 بالمئة، مؤكدا أهمية المكاشفة والشفافية في إظهار الحقائق أمام الناس والتوعية بخطورة الوباء لإقناعهم بضرورة الوقاية.

ونوه الى أن نسب الوفيات في الفيروس تصل الى ما يقارب من 1-4 بالمئة وهو ما يعادل تقريبا 10 أضعاف ما تتسبب به الانفلونزا العادية.

وأشار الى أنه إذا ما أردنا التعامل مع التحورات التي تحدث بهذا الفيروس، فلا بد من أخذ الجرعتين، وخيار الجرعة الواحدة لن يكون كافيا لإعطاء المناعة للشخص المصاب، مؤكدا أننا بحاجة الى جهود مضاعفة لتأمين ما يكفي من المطاعيم.

وبين الدكتور الهواري، أنه خلال هذا الشهر سيتم تأمين ما يكفي من المطاعيم للذين سجلوا على المنصة، داعيا المواطنين الى المبادرة للتسجيل على المنصة لأخذ المطعوم حتى وأن لم يتوفر، لأن ذلك يدل على مدى الانتماء والحرص على التعامل مع هذا الجائحة من منطلق علمي، كما أنه يحفز أصحاب القرار الى السعي لطلب المزيد من المطاعيم، مشيرا الى أن العزوف عن التسجيل يوصل رسالة مفادها أننا غير مهتمين و"هذا ما لا نرجوه".

وقال، " حتى نصل الى علاج جديد ومصنع خصيصا لهذا الفيروس فإننا سنحتاج الى وقت قد يمتد الى سنوات، والمرور بالتجارب السريرية وما قبل السريرية"، مشيرا الى أنه ما لدينا الان من علاجات يعتبر كافيا لتخفيف شدة الإصابة بالفيروس، وبما يسمى العاصفة المناعية التي تأتي عادة بعد أيام من الإصابة، موضحا أن بعض هذه العلاجات نجحت من تخفيف نسب الوفيات بالفيروس والبقاء في العناية المركزة، لكننا ما نزال نطمح لوصول لعلاجات أكثر فعالية لمنع تطور الفيروس وإعطاء نتائج أفضل.

وكان الدكتور النوايسة أشار في مداخلاته الى أن التعامل مع الجائحة ينطلق من منطلقين يتمثل الأول بالإجراءات الوقائية ولبس الكمامة التي يصفها الخبراء في هذا المجال بانها تعادل اللقاح، والامر الثاني هو المطعوم، مشيرا الى ان العالم اليوم يبحث وينتج المطاعيم ضد هذا الفيروس، ويشرع في حملة مطاعيم هي الأكبر عبر تاريخ البشرية.