مكتبة "شومان" تستضيف الروائية جوخة الحارثي ضمن برنامج "كاتب وكتاب"

17-12-2020

استضافت مكتبة عبد الحميد شومان العامة / ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مساء أمس، ضمن فعاليات برنامج "كاتب وكتاب"، الروائية العُمانية الدكتورة جوخة الحارثي في نقاش وحوار حول روايتها "سيدات القمر"، وذلك عبر منصة (زووم) وصفحة المؤسسة على (الفيسبوك)، وأدار الحوار أستاذ النقد الأدبي بجامعة السلطان قابوس وجامعة اليرموك الدكتور زياد الزعبي.

وتتناول رواية "سيدات القمر" التي نشرت عام 2010، وفازت بجائزة مان بوكر الدولية لسنة 2019 في بريطانيا، تحوّلات الماضي والحاضر، وتَجْمع، بلغةٍ رشيقةٍ، بين مآسي بشر لا ينقصهم شيء ومآسي آخرين ينقصهم كلُّ شيء.

والرواية من النوع الاجتماعي الطويل، وتصور تحوُّل سلطنة عمان من مركز لتجارة الرقيق إلى دولة منتِجة للنفط، وهي أول رواية كُتبت بالأساس باللغة العربية وتفوز بالجائزة الدولية.

وقالت الدكتورة الحارثي أن موضوع العبودية غير مقتصر على الدول العربية والإسلامية فقط، بل هو موجود منذ أقدم الأزمنة وفي كثير من الحضارات، ومعظم الشعوب في العالم مارست الرق، وعندما أفكر فيه وأسمع قصص الناس الذين كانوا آبائهم وأجدادهم من هذه الفئة، يجعلني هذا الأمر أقف موقف المساءلة أمام التاريخ وهو أمر واجب على أي مثقف.

وبينت أنه ليس من أهداف الرواية تقديم وثائق أو إثباتات تاريخية لأي شيء، وانما هي تسائل الأنسان بكل حالاته ومنها حالة العبودية، مشيرة الى أنه لكي نفهم الحاضر لا بد أن نفهم الماضي بشكل واضح، ولا بد أن نسائل، ومهما كان الأمر حساسا لا يجب أن نخاف ونهرب منه لأنه من تاريخنا.

وقال الدكتور الزعبي، أن رواية "سيدات القمر"، رواية جذابة، عميقة، آسرة بشخوصها وأحداثها ولغتها، وببنيتها الفنية التي تمنح القارئ أفقا مفتوحا للقراءة وملء الفراغات، واستكمال الأحداث من خلال سرد يفارق الأنماط التقليدية عبر تقنيات تجاوز صور التعاقب والتجاور المألوفة؛ لتأخذ القارئ إلى عوالمها التي عليه أن يشارك في إعادة بنائها.

وأضاف، في مكان عماني ثري بذاكرة تاريخية عميقة تتشكل رواية سيدات القمر بشخوصها وأمكنتها وأحداثها معبرة عن مرحلة جديدة تتأملها جوخة الحارثي في حيوات النساء وأزمانهن، النساء اللواتي تتجلى بهن وفيهن صور التحضر أو نقائضها، واللواتي يرسمن ملامح حياة جديدة عبر طرق وعرة متعرجة محكومة بعنف الموروث الثقافي من جانب، وبعنف تيارات الحداثة من جانب آخر، لكنهن في الحالين يمتلكن حريتهن غير مباليات بقبضة الماضي، وفي حيوات الرجال القلقة المتشظية التي ينتمي بعضها إلى الجيل الأول المسكون بسطوة التقاليد وقوانينها، والتي ينتمي بعضها الاخر إلى مرحلة التحولات العميقة التي أخذتهم إلى دروب شتى يجمع بينها أنهم كانوا فيها صورا لشخصيات مأزومة ومنطفئة ترزح تحت ثقل الماضي القاسي أو تعاني من واقع عاجزة عن محاورته، وهذا ما أضفى على الشخصيات الذكورية سمات السلبية وعدم السواء النفسي.

ويشكل برنامج "كاتب وكتاب"، حلقة وصل فريدة من نوعها بين الكتاب والقراء، حيث يتم شهرياً استضافة أحد الكتاب العرب المميزين لمناقشة إحدى كتبهم مع القراء.

يشار الى أن الروائية العٌمانية الدكتورة جوخة الحارثي، حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة إدنبره بإسكتلندا، والماجستير في اللغة العربية في عام 2003، وعملت كأستاذة للأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، تُرجمت بعض قصصها القصيرة إلى الانجليزية، والألمانية، والصربية، والإيطالية، والكورية، وتُرجمت بعض نصوصها إلى اللغة الإنجليزية ونشرت في مجلة "بانيبال" اللندنية، وإلى اللغة الألمانية ونشرت في مجلة "لسان"، ولها مقالات ودراسات في الصحف والمجلات العربية والإلكترونية.

وحصلت الحارثي على عدة جوائز محلية وعربية، وشاركت في العديد من الندوات والفعاليات الأدبية بسلطنة عمان، وألقت العديد من المحاضرات، وتعد رواية "منامات"، الصادرة في عام 2004، هي أولى الأعمال الروائية لجوخة الحارثي.