الذكاء الاصطناعي: إلى أي حد يمكن أن يتقن ChatGPT كتابة مقالٍ؟
بات ChatGPT اليوم، محور اهتمام العالم بأسره، خصوصا أنه برنامج يتوقع أن يشتمل على إمكانية هائلة تسهم في تخطي عقبات في التعليم والبحوث على اختلافها.
لكن، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم إسهاما ما في المجال الإبداعي الأدبي، وهل يتوقع منه أن يكون قادرا على خلق الدهشة؟
يدخل الذكاء الاصطناعي اليوم باب التأليف الأدبي، ليكتب المقال، والشعر، والقصة، كما دخل باب تأليف المقطوعات الموسيقية، ورسم اللوحات الفنية، وغيرها من الأمور الفنية. هذه أمور مدهشة، ولكن، إلى أي حد يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتقن كتابة مقالٍ؟
للإجابة عن هذا السؤال، عمدت إلى إجراء تجربة بسيطة، مستخدمًا ChatGPT لكتابة مقال في موضوع بات هاجسًا عندي، يجمع بين حبي الكبير للرياضيات، وشغفي الأكبر للموسيقا.
طلبت منه أن يعرف نفسه، فقال:
"أنا ChatGPT، نموذج لغوي ضخم مدرب على تقنية GPT-3.5 من قبل شركة OpenAI. أقوم بتوفير خدمات التحدث والتفاعل مع المستخدمين عبر الإنترنت، وذلك باستخدام اللغة الطبيعية وتقنيات التعلم العميق".
زيارة معرِض الكتاب: ما بين الاستعداد والعفوية
يشكّل معرض الكتاب كلّ سنة مناسبة حافلة يترقّبها الكثيرون ممّن تتنوّع فئاتهم العمريّة واهتماماتهم، ويمتدّ لقرابة أسبوع كامل تشترك فيه دور النشر المختلفة في عرض إصداراتها -الحديثة والقديمة-، والكُتّاب في توقيع أعمالهم ولقاء قُرّائهم، والشخصيات الثقافية في عقد ندوات وفعاليات. تتفاوت تجارب الأشخاص في زيارة المعرض بناء على اهتمامهم، وفي ضوء تجربتي الشخصيّة، يذكر هذا المقال مجموعة من النصائح التي تساعدكم على جعل تجربتكم أكثر متعةً وتنوعًا ما بين التنظيم والعفوية.
تحضيرات قبل الخروج
تختلف زيارة معرض الكتاب الدولي عن زيارة أيّ معرض كتب آخر بسبب ضخامة الحدث وبُعد المسافة للبعض وتنوّع عناوين الكتب ودور النشر، ولذلك يُفضّل الاستعداد مسبقًا بارتداء حذاء مريح للمشي، وأخذ حقيبة قماشية لحمل الكتب، وزجاجة مياه للشرب أثناء التجوّل في المعرض. كجزء من الاستعدادات وبينما تحاول تأمين مواصلاتك، تجنّب الخروج في أوقات الذروة التي تشهد أزمة السير.
يشكّل تحديد يوم زيارة المعرض أيضًا عاملًا مهمًّا في شكل التجربة التي ستحظى بها، إذا كنت تبحث عن كتاب محدود الطبعات أو تهتم بحضور فعاليات الافتتاح، اذهب في اليوم الأول للمعرض. يشهد يوم الجمعة حضورًا كثيفًا للعائلات، ما يعني أنّه خيار مناسب إن كنت سترافق أطفالًا. وإن كانت ميزانيتك محدودة ولا تبحث عن عنوان محدّد، فالأيام الأخيرة مناسبة لك إذ تنخفض فيها الأسعار.
هل يمكن أن نجعل المكتبة مصيدة؟
قبل البدء بالكتابة، فكرتُ كثيرًا بشكل المقال الذي أٌنهي به عام 2023، ووجدت أنني أريد أن أكتب ما فكرت به، وأنطلق مما أنا عليه، وأكتب شيئًا أستمتع به بصفتي أخصائية مكتبة، أتساءل؛ هل يمكن أن تتحول المكتبة لمصيدة ثقافية مثلًا؟
يقول الكاتب الفلسطيني حسين البرغوثي: غريب كم يبدو المكان كمصيدة أحيانًا وكم تبدو المصيدة كمتاهة أحيانًا.
جولة سريعة في الأماكن التي يقصدها البشر في إجازتهم الأسبوعية، وأوقات فراغهم، وعطلتهم السنوية، ولحظة هروبهم من ضغط العمل والضغط العائلي، نجد أنّ المكتبة المكان المثالي لتفريغ تلك الشحنات، إلّا أنّ عدد قليل من هؤلاء البشر يقصدون المكتبة ويتوجهون إلى المتاهة. لا شكّ؛ أنّ المكتبة العامة مفردة نادرة في الأردن، ونادرة كذلك في الكثير من المناطق حول العالم، الأمر الذي يجعل من المكتبة أمرًا ثانويًا، وتُقصد في الجولات الإرشادية، وعند إعداد بحث جامعي وإنهاء رسالة الدراسات العليا، في الوقت الذي يمكن فيه استثمار ذلك المكان؛ لركن التأمل وبوابة للعلاج ومصيدة لكلّ ما نفكر فيه ويهرب منّا، ونطبق ما أرشدنا إليه الطبيب يالوم إرفين في علاج شوبنهاور، وتأمل الحياة من خلال خوضها مع الآخرين والمشاركة فيها.
وانطلاقًا مما أسعى إليه في الحياة وتسعى إليه المؤسسة من رسالة مجتمعية، قررتُ طرح أسئلة على الرواد، ومحاورتهم عن المكان، عن السبب الذي يدفعهم لمكتبة شومان واختيار المقعد الخشبيّ عوضًا عن أريكة المقهى!
الكرة المُستديرة والثقافة المَحمُومة
كلَّما بلغَت كرة القدمِ أعتى عنفوانِها الإعلاميِّ، وانقَادَت الشُّعوبُ طائعةً لتقديسِ قوانينِها، والانتشاءِ بقواعدِها القائمةِ على ثنائيةِ النصر والهزيمةِ، تَخرجُ الأقلامُ الأدبيَّة، والأصواتُ الثقافيَّة من قِبابِها للتنديدِ بمآلاتِ هذَا العالمِ وفكرهِ الاختزاليِّ الساذج، فَهوَ الذي دأبَ منذُ اجتياحِ اللُّعبةِ أقاصيِّ الجغرافياتِ العالميَّة وأدانيها، عَلى تَعليبِ ملاحمِ التاريخِ والنزاعاتِ السياسيَّةِ، والمناكفَات الدوليَّة والإقليميَّة في شكلِ صراعِ كرويِّ تَختَصِرُ مسافاتِهِ ميادينُ العشب الخضراء، طيلةَ التسعينَ دقيقةِ، ويديرُ ناصيَةَ هذا الصراع حكمِ وقورٌ يحتَلكُ في الغالبِ السَّوادِ، حيثُ يقرِّر مصائر الخصومِ بواسطةِ أزيز صفارتهِ.
لَقد سَاير غمارَ هذهِ اللعبةِ الأدَباءَ، واستودعَ حمَمَها الفلاسفةُ وأهل الثقافةِ والفن، فتراهُم حينًا سَاخرينَ مِن سحرها الصَّفيق الذي استوطنَ عقولِ البشر، أو ممتعضين حينًا من سُلطتِها القهريَّة، أو معجبين حينًا آخر مِن رمزيتِها الثقافيَّة، واستِعاراتِها التي تؤشِّرُ لدلالاتِ السَّلامِ والتَّمازج الكونيِّ والانصهارِ الحضاريِّ.
الدبلوماسية العلمية
هل سبق وأن تساءلت يوما لماذا تخصص دول عظمى ومتقدمة علميا وصناعيا واقتصاديا مبالغ ضخمة لدعم طلاب دوليين في منح وبرامج وزمالات علمية؟ وماذا تستفيد هذه الدول من خلال تقديم هذا الدعم؟
يتقاطع عالم العلاقات الدولية وعالم الشراكات العلمية في مساحة صغيرة سُلط عليها الضوء في أوائل العقد الماضي وأطلق عليها مسمى "الدبلوماسية العلمية". وبالرغم من حداثة المسمى، إلا أن الدبلوماسية العلمية كممارسة تعود إلى عدة قرون توثقت إحداها في مؤتمر سولفاي الخامس في العاصمة بروكسل سنة 1927، والذي ضم أشهر العلماء حول أوروبا: اينشتين وماري كوري و15 اخرين من الحائزين على جائزة نوبل، لمناقشة نظرية الكم التي لم تكن آنذاك أكثر من فكرة، أما اليوم تعد سببا لثورة تقنية.