فيلم "خاداك" (2006) فيلم روائي ناطق باللغة المنغولية، وهو من إنتاج بلجيكي – هولندي – ألماني مشترك، ومن إخراج وسيناريو المخرج البلجيكي بيتر بروزينز والمخرجة الأميركية جيسيكا وودويرث، وهو باكورة أفلامهما الروائية بعد قيام كل منهما بإخراج بعض الأفلام التسجيلية التي شملت أفلاما تتعلق بمنغوليا.
وتقع أحداث فيلم "خاداك" في سهول منغوليا المتجمدة في فصل الشتاء، والشخصية المحورية في الفيلم هو باغي، وهو شاب من البدو الرحّل يعيش حياة متواضعة مع والدته وجده في خيمة ويرعي الحيوانات، وهو يتمتع بموهبة سماع وفهم أصوات الحيوانات، ويعاني من نوبات مرض الصرع التي تؤدي ذات يوم إلى غيابه عن الوعي. وتستدعي أسرته كاهنة تستخدم السحر لمعالجة المرضى وتصحيه من غيبوبته وتكتشف أنه يتمتع بقوى روحية، إلا أنه لا يتقيد برأيها.
تفاجأ أسرة باغي بوصول وحدة عسكرية تبلغهم بأن الحيوانات مصابة بوباء وتصادر جميع الحيوانات في المنطقة وتجبر السكان على الرحيل، إلا أنه يتضح فيما بعد أن "الوباء" ليس سوى كذبة ملفقة ترمي إلى القضاء على حياة البداوة. وقبل أن يودّع باغي حصانه المفضل يربط وشاحا حول عنقه. (عنوان الفيلم "خاداك" يعني "وشاح البركة" بلغة التيبت). وتنتقل أسرة باغي إلى بلدة تعدين مقفرة حيث يعمل موزعا للبريد باستخدام دراجة بخارية، ويقوم بإنقاذ حياة الفنانة الشابة الجميلة زولزايا التي تعتمد على سرقة الفحم. وتنشأ بينهما صداقة ويدخلان السجن معا ويتعرف باغي على أصدقائها، ويمر خلال ذلك برحلة روحية خيالية، ويقود باغي وزولزايا مجموعة من الشباب لتحدّي السلطة ونشر الوعي بين السكان للعودة إلى حياة البداوة الطبيعية التي حرموا منها.
يشتمل فيلم "خاداك" على رحلة عاطفية تستعرض روح الثقافة والتقاليد المنغولية، فيما يطرح الفيلم أسئلة مهمة حول المشكلة التي تواجه القيم المنغولية التقليدية والتي تتمثل بتدمير أعز مل يملكه المنغوليون، ألا وهي الأرض التي تتعرض لعمليات التعدين الأجنبية. ويؤكد فيلم "خاداك" نجاح مخرجي الفيلم وكاتبي السيناريو في تقديم صورة واقعية للثقافة والمجتمع والتغيرات الاجتماعية في منغوليا وتقديرهما الواضح للتراث المنغولي.
عرض فيلم "خاداك" في 17 مهرجانا سينمائيا، بينها مهرجان البندقية الذي فاز فيه الفيلم بجائزة أسد المستقبل ومهرجان سندانس ومهرجان تورونتو السينمائي الدولي. وفاز هذا الفيلم بست عشرة جائزة سينمائية ذهب معظمها لمخرجي الفيلم، وشملت الجوائز جائزة الإبداع الثقافي لمخرجي الفيلم من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وستا من جوائز مهرجان قبرص السينمائي الدولي بينها جائزتا أفضل فيلم وأفضل مخرجين وجائزتا أفضل ممثل وممثلة من مهرجان الفيلم الآسيوي الأول.