أصبح التجميل في يومنا هذا أمرًا حتميًا لا مفر منه، فلم يقتصر فقط على الامور العلاجية؛ لكنه تطور لأكثر من ذلك التغيير لمجرد التغيير فالعالم في صراع لمحاربة التغيرات الزمنية التي تطرأ على الوجوه بل والاكثر من ذلك يشجعون من هم في سن صغيرة على التجميل والاقبال عليه مبكرًا كالبوتوكس أو الفيلر أو نحت الجسم. التجميل في الماضي اقتصر على بعض الزيوت الطبيعية، والمنتجات البسيطة، أو الحميات الغذائية البسيطة للحفاظ على الجسد والبشرة والشعر بشكل معين.
ما سبب هذا الصراع وهذه الصورة النمطية؟
وسائل التواصل الاجتماعي تحتم علينا أشكالاً محددة، فالجميع يريد نتائج سريعة أسرع مما يحصل عليها بالطرق التقليدية الطبيعية أو ممارسه الرياضة، فعدم الرضا عن الشكل أصبح للجميع،. وكأنما يوجد صراع لقوالب بشرية؛ فالجميع يشبهون بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال إذا نظرنا لأشكال وأجساد الفنانين في القرن الماضي وبداية القرن الحالي مثلا نجد لكل منهم ما يميزه، ولكن الآن الجميع على نفس الشكل أو بمعنى أصح نفس القالب، أما الأشخاص العاديون ففي صراع ليصبحوا نسخة من تلك الاشكال الموجودة على وسائل التواصل، وإن كانت هذه الصور مجرد فلاتر أو فوتوشوب وبعيدة كل البعد عن الواقع.
أصبح التجميل لا يقتصر على طبقة أو فئة معينة بل متاحا للجميع حتى من لا يملكون الكثير من المال، فهو متوفر كالماء والهواء، بل أهم بالنسبة للكثيرين من الطعام.
متى تلجأ للتجميل عن طريق تجميل الوجه أو غيره؟
الانسان يجب ان يطور من نفسه ومن ذاته بدون الوقوع في فخ الهوس وعدم الرضا، فإن كان سمينا مثلاً بطريقة تعرضه لمشاكل صحية فعليه أن يلجأ للحميات الغذائية، وإن كان الأمر أكثر صعوبة إلى العمليات بعد استشارة الطبيب، فالبعض قد ينفق الكثير من الأموال في التجميل ويتحول ذلك التجميل لتشويه الشكل، أو لمشاكل صحية أكبر، ولا ننجرف وراء تلك الصورة المنمقة النمطية الموجودة على وسائل التواصل، وقد تكون مزيفة وغير حقيقية. يجب أن يفكر الانسان بعقله، فهناك اشخاص يضرون انفسهم بسبب قلة الثقة بالنفس أو الانبهار بكل شيء يرونه، فيتحولون من أشخاص جميلين الى وجوه غريبة قد تشبه وجوها كثيرة نمطية، ومع مرور الوقت وانتشار الصور المزيفة يقل الاحساس بالجمال أو الرضا.
خطوات بسيطة لإيجاد حلول لهذه المشكلة:
١. التقليل من متابعه المحتويات غير المفيدة على وسائل التواصل، والتركيز على المحتويات التي تنمي العقل والروح.
٢. البعد عمن يهتمون بالشكل والمظهر الخارجي، ومحاولة عدم التأثر بهم بالعالم الافتراضي او الواقعي.
٣. قضاء الوقت فيما هو مفيد، كممارسة الرياضة واكتساب الثقة، وتجميل الجسد والروح معًا، أو قراءة كتب أو تعلم حرف جديدة او هواية جديدة أو تنمية هواية موجودة بالفعل كالطبخ او الرسم او الحرف اليدوية كصناعه الفخار والاكسسوارات والزخرفة وغيرها.
٤. البعد عن الاشخاص الذين يبعثون الطاقة السلبية، وتذكر ان كل شيء فيه جمال، فدائما ضع تركيزك على الجمال والطاقة الإيجابية في كل شيء.
٥. الرضا فلو أراد الله لخلقنا جميعا بنفس الهيئة وعلى نفس المعتقدات، ولكن سنة الله في خلقه الاختلاف.
ومع كل هذا يجب تطوير الذات والسعي للوصول لنسخة أفضل من ذاتنا بدون التقليد الأعمى والهوس المؤذي.