فيلم "حب"(2012) ، فيلم فرنسي – نمساوي – ألماني مشترك ناطق باللغة الفرنسية تعرضه لجنة السينما في مؤسسة شومان مترجما للعربية، هو الفيلم الروائي الطويل الثاني عشر للمخرج النمساوي مايكل هانيكي الذي قام أيضا بكتابة سيناريو الفيلم.
يجمع فيلم "حب" بين الأفلام الدرامية والأفلام الإنسانية المبنية على علاقة الحب والتآلف. ويتناول الفيلم الأيام المأساوية الأخيرة في حياة زوجين مسنين هما جورج (الممثل الفرنسي جان – لوي ترينتينيان – 82 عاما)، وآنا ( الممثلة الفرنسية إيمانويل ريفا – 85 عاما)، وهما مدرسا موسيقى متقاعدان، وآثار الشيخوخة عليهما بعد حياة طويلة حافلة بمشاعر الحب والعطاء. وتركز قصة فيلم "حب" على معاناة الزوجة وتفاني الزوج في حب زوجته آنا والاهتمام والعناية بها بعد أن تستسلم للمرض. وتصاب الزوجة بشلل نصفي بعد إخضاعها لعملية جراحية خطيرة فاشلة، ما يلزمها استخدام كرسي للمقعدين ويضع على الزوج عبئا كبيرا للعناية بها.
وتطلب آنا من زوجها جورج أن يعدها بعدم إعادتها إلى المستشفى أو إرسالها إلى دار للمسنين. وتتدخل الابنة إيفا (الممثلة إزابيل هوبير)، التي تقيم في دولة أخرى، وتطلب من والدها إرسال والدتها إلى المستشفى، إلا أنه يرفض طلبها لكي لا يحنث بالوعد الذي قطعه على نفسه لزوجته. ويستعين جورج بممرضة لمساعدته في العناية بزوجته، إلا أنه يطردها حين يكتشف أنها تسيء معاملة زوجته المريضة. وينتهي فيلم "حب" نهاية مفاجئة غير متوقعة، رأفة من الزوج جورج بزوجته آنا.
تستند أحداث قصة فيلم "حب" إلى حالة واقعية مماثلة حدثت في أسرة المخرج مايكل هانيكي. ويتميز الفيلم بقوة إخراجه، وخاصة في التفاصيل الدقيقة والحساسة التي يقدمها المخرج لما تعانيه الزوجة المريضة ومدى تأثير ذلك على المحيط الذي تعيش فيه وما يتحمله زوجها من جراء ذلك. كما يتميز الفيلم بالقدرات التمثيلية لبطليه المخضرمين جان – لوي ترينتينيان وإيمانويل ريفا. وقد عاد الممثل جان – لوي ترينتينيان إلى الشاشة بعد غيبة استمرت عدة سنوات. وقال المخرج مايكل هانيكي إنه كتب سيناريو الفيلم خصيصا للممثل جان – لوي ترينتينيان الذي قال بدوره إنه يختار أفلامه استنادا إلى من يخرجها، ووصف المخرج مايكل هانيكي بـ "أنه يملك البراعة الكاملة للفن السينمائي، من النواحي الفنية كالصوت والتصوير إلى طريقة التعامل مع الممثلين".
استقبل فيلم "حب" بترحاب كبير من قبل النقاد. وعرض الفيلم في 21 مهرجانا سينمائيا، بينها مهرجان كان الذي فاز فيه بجائزة السعفة الذهبية للعام 2012، وبذلك أصبح المخرج مايكل هانيكي خامس مخرج في تاريخ مهرجان كان السينمائي يفوز بجائزة السعفة الذهبية مرتين، بعد أن فاز بها في العام 2009 عن فيلم "الشريط الأبيض". وفاز فيلم "حب" بجائزة أفضل فيلم من مهرجان ديربان السينمائي الدولي. كما فاز بأربع من جوائز السينما الأوروبية لأفضل فيلم ومخرج وممثل وممثلة، وبجائزة أفضل فيلم أجنبي من كل من رابطة نقاد السينما في نيويورك والمجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية، وهو أقدم روابط نقاد السينما الأميركيين. ويمثل فيلم "حب" النمسا ضمن الأفلام الأجنبية المرشحة لجوائز الأوسكار للعام 2012 والتي ستعلن أسماء الفائزين بها خلال شهر شباط القادم.