تدور احداث فيلم" الأخت" للمخرج الفرنسية أورسولا ميير حول الفتى سيمون والشابة لويز التي يجري التعريف بها في بداية الفيلم باعتبارها أخته التي تكبره قليلا واللذان يعيشان في شقة صغيرة وفقيرة من عمارة تقع عند سفح جبل من جبال الألب السويسرية، وعند قمة هذا الجبل منتجع يؤمه الأثرياء لممارسة هواية التزلج.
الفيلم ناطق بالفرنسية ويعرض مترجما للعربية.
سيمون ابن الثانية عشر يتحمل مسؤولية هذه الاسرة ولكن بطريقته الخاصة والسيئة فهو يوميا يستقل المصعد الى قمة الجبل ليسرق من المتزلجين ما تقع يده عليه ثم يبيعه بسعر رخيص في أسفل الجبل ليؤمن بما يحصل عليه امور الحياة له ولأخته التي لا ترغب بالقيام بأي عمل.
لكن سيمون يصبح اكثر طموحا بعد ان يتعرف في احد المواسم على نصاب انجليزي مما يفسد علاقته الجافة اصلا مع أخته ويعرضه شخصيا للمخاطر. يكتسب موضوع الفيلم بعدا آخر يزيد من تعقيد العلاقة بينهما حينما تتبين حقيقة أخرى مغايرة حول الاثنين، وهي أنها أمه و ليست أخته.
هذا الفيلم هو الثاني للمخرجة الذي يدور حول الأسرة بعد الفيلم الأول" البيت" الذي يرصد أحوال الأسرة أفقيا بينما يرصدها فيلم الاخت عاموديا من الناحيتين ااسياسية والاخلاقية حسبما يكتب احد النقاد - جاك ماندلباوم - فهناك قمة الجبل حيث السواح الاثرياء وهناك السفح حيث يقطن الفقراء المسحوقون.
إن أسلوب المخرجة في تناول شخصيات الفيلم قد يبدو مباشرا : فالمشاهد يتعرف على سيمون ابن الثانية عشر ذو الاصابع السريعة والنظرة المخادعة لكنه - عابر للحدود - فهو يعيش في الاسفل مع اخته لويز حياة صعبة ولكنه في في فصل التزلج شتاء يصعد لقمة الجبل وبمظهره المخادع وبمنتهى البرود يتحول للص محترف.
عالمان مختلفان تفصل بينهما قسوة الحياة : الأعلى بين السحاب ينظر الى العالم الأسفل ملقيا عليه ظلاله وحاجبا عنه النور في هذا العالم الذي يبدو كما لو انه كراج سيارات أو منطقة حرفية تعيش فيه شخصيات الفيلم سيمون و لويز التي هي اشبه بحيوان طفيلي اذ انها تعتمد على سيمون في تدبير أمور حياتهما بالإضافة الى أن عواطفها تجاهه جافة جدا. هاتان الشخصيتان اللتان لا نعرف طوال الفيلم أهلا لهما تبدوان كما لو انهما تقفان راسا على عقب في مواجهة صعوبة الحياة.
في القمة، قمة الجبل، التي تحمل أكثر من معنى الحياة نقيض للحياة في الاسفل : شمس وثلج واثرياء يستمتعون باجازاتهم بعد ارهاق العمل...الحياة هنا ليست لسيمون وأمثاله لكنها هي المسرح الامثل لسرقاته التي ليست بعيدة عن المخاطر. يناقش الفيلم حالة التمايز الطبقي في منتجع في جبال الألب السويسرية. وظفت المخرجة طبيعة المكان بذكاء لمناقشة حالة إنسانية عالمية.
قامت بإدارة تصوير الفيلم الفرنسية اغنس غودار التي تعاونت ايضا مع المخرجة في فيلمها السابق ولكنها المرة الاولى للمخرجة التي تستعمل فيها كاميرا رقمية. حاز الفيلم على مجموعة جوائز منها الجائزة الفضية من مهرجان برلين السينمائي.