يجمع فيلم "قهوة وسجائر" بين الأفلام الكوميدية والدرامية والموسيقية. وهذا الفيلم هو الفيلم الروائي الطويل الثامن للمخرج جيم جارموش، وهو مخرج متعدد المواهب قام أيضا بكتابة سيناريو الفيلم واشترك في مونتاج الفيلم وتصميم الإنتاج والإخراج الفني، وهو من أركان مخرجي الأفلام الأميركية المستقلة.
يتكون فيلم "قهوة وسجائر" من سلسلة من القصص القصيرة المتعاقبة بحيث تعطي تأثيرا تراكميا. في كل جزء من أجزاء القصة يبحث شخصان أو أكثر مواضيع مختلفة، وتشترك جميع الجلسات في قاسم مشترك هو احتساء القهوة وتدخين السجائر. وتشتمل المناقشات في هذه الجلسات على طائفة منوعة من المواضيع غير المترابطة كالحياة في باريس في عشرينيات القرن الماضي ومثلجات الكافيين واستخدام النيكوتين كمادة مبيدة للحشرات والحديث عن المغني إلفيس بريسلي والطريقة الصحيحة لتحضير الشاي، وما إلى ذلك. والأحاديث التي تدور خلال هذه اللقاءات ليست بالضرورة مهمة أو مصيرية أو مفيدة أو مضرة ولا تخدم مصلحة مشتركة ولا تعبر عن رأي حقيقي، وذلك لسبب بسيط هو أنها تحدث بارتجال تام. ومما قاله مخرج الفيلم جيم جارموش "انسوا كل التفاصيل الصغيرة، انسوا القهوة، انسوا السجائر، وتعلموا أن تتحدثوا بروحكم مبتعدين عن الحديث لمجرد المجاملة". وقال المخرج جيم جارموش في وصفه للفيلم أيضا:" أفلام قصيرة مخفية في فيلم طويل، أو العكس صحيح".
يشتمل فيلم "قهوة وسجائر" على 11 جزءا بينها ثلاثة أجزاء سبق للمخرج جيم جارموش أن قدمها في أفلام قصيرة في الأعوام 1986 و1989 و1993، وتحمل هذه الأجزاء عنوان الفيلم نفسه "قهوة وسجائر". وأمضى المخرج جيم جارموش 17 عاما في إخراج هذا الفيلم، وقام بتصوير مشاهده على أجزاء. ويقدم المخرج هذا الفيلم بالأبيض والأسود للتأكيد على لوني السجائر والقهوة. ويرتبط الاستخدام البصري للونين البيض والأسود بموضوع التباين في العلاقات بين الأشخاص، حيث يشتمل كل جزء من أجزاء الفيلم على الأقل على شخصين يختلفان في الرأي ولكنهما يجلسان بشكل ودي على طاولة واحدة. ولكل قصة من قصص الفيلم مغزى يثير التفكير. ويعالج فيلم "قهوة وسجائر" الطبيعة الإنسانية والحياة بشكل عام.
أبطال فيلم "قهوة وسجائر" مجموعة من الأشخاص غريبي الأطوار. وقد اشترك في أدوار شخصيات الفيلم ممثلون وموسيقيون، بعضهم مشهورون، وقام كثيرون منهم بأدوارهم الحقيقية، واشتمل معظم الحوار في الفيلم على حوار مرتجل من قبل الممثلين أنفسهم. وبين ممثلي الفيلم الممثل الإيطالي روبرتو بنيني والممثلون الأميركيون بيل موري وستيف بوسيمي وستيفين رايت والممثلان البريطانيان ألفريد مولينا وستيف كوجان والممثلة الأسترالية المولد والأميركية الأصل كيت بلانشيت التي تقوم في الفيلم بدورين في نفس اللقطة هما دورها كالممثلة كيت بلانشيت ودور ابنة عمها الغيورة.
عرض فيلم "قهوة وسجائر" في 19 مهرجانا سينمائيا من بينها مهرجانات البندقية وسندانس للأفلام المستقلة وتورونتو وهلسنكي وأثينا وكارلوفي فاري التشيكي وسان فرانسيسكو ومهرجان الأفلام المستقلة الأميركية. ورشح هذا الفيلم لثماني جوائز سينمائية وفاز بثلاث منها ذهبت جميعها للممثلة القديرة كيت بلانشيت. كما فاز الجزء القصير الثالث في الفيلم بجائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي في العام 1993.