فيلم "ثلاثة فصول" (1999) فيلم درامي، وهو باكورة الأفلام الروائية للمخرج الأميركي الفيتنامي المولد توني بوي الذي كتب قصة الفيلم وشارك في كتابة السيناريو مع تيموثي لينه بوي، وهو أيضا منتج مشارك للفيلم. وقد هاجرت أسرة المخرج توني بوي من مدينة سايغون في فيتنام إلى الولايات المتحدة حين كان في الثانية من العمر، وتخصص في دراسة السينما في الجامعة وزار سايغون مرارا، حيث اطلع على مجريات الأمور فيها قبل كتابة قصة الفيلم، ثم عاد إليها في العام 1999 لتصوير مشاهد الفيلم حين كان في سن السادسة والعشرين. وكان فيلم "ثلاثة فصول" أول فيلم أميركي يتم تصويره في فيتنام بعد أن ألغى الرئيس بيل كلينتون الحظر المفروض على فيتنام. وقام مفتشون فيتناميون بتتبع فريق الفيلم أثناء تصوير جميع مشاهد الفيلم.
تقع أحداث فيلم "ثلاثة فصول" في مدينة هو شي منه (سايغون سابقا)، وتشتمل على ثلاث قصص تتداخل بعض شخصياتها. هناك قصة جندي مشاة البحرية الأميركي السابق (الممثل هارفي كيتيل) الذي يعود إلى مدينة هو شي منه للبحث عن ابنته التي خلفها خلال الحرب في فيتنام. ويلتقي هذا الجندي بفتى يعمل كبائع متجول في شوارع المدينة، وحين يفقد الصندوق الذي يحتوي على السلع التي يبيعها يشك في أن الجندي الأميركي قد سرقها. ويلتقي الجندي الأميركي بابنته بعد طول انتظار. وهناك سائق العربة بعجلتين الذي يتعرف على مومس تعمل في الفنادق ويقع في حبها ويحاول التأثير عليها. ثم هناك شابة تعمل في جمع زهور اللوتس وتغني لشاعر منعزل مصاب بمرض الجذام كان قد فقد يديه، للتخفيف عن مصابه وتتبرع بكتابة قصائده.
يقدّم المخرج توني بوي عبر هذه القصص والشخصيات المتداخلة رحلة عبر الماضي والحاضر يعرض خلالها ما تتعرض له ثقافة قديمة من صراع مع البقاء. ويقدم عرضا مؤثرا للمجتمع الفيتنامي وما يمر به من تغيرات سياسية واقتصادية. ويمثل كل من شخصيات الفيلم رمزا لفترة زمنية مختلفة تشمل الماضي والحاضر والمستقبل. ورغم ما تنطوي عليه هذه القصص من مواقف غير سعيدة، يخيم على أحداث الفيلم جو شاعري تغلب عليه الزهور والألوان الجميلة والأغاني والموسيقى التي تنقل المشاهد إلى عالم شاعري جميل، حيث تغني النساء في القرى وهن يحصدن زهور اللوتس.
عرض فيلم "ثلاثة فصول" في تسعة مهرجانات سينمائية، وفاز بسبع جوائز سينمائية شملت ثلاثا من جوائز مهرجان سندانس السينمائي للأفلام المستقلة هي جائزتا التحكيم والجمهور لأفضل فيلم وأفضل تصوير، وجائزة مهرجان بورتلاند السينمائي الدولي لأفضل مخرج في أول أفلامه. يعرض الفيلم مترجما للعربية.