تتمحور أحداث الفيلم المجري " كونترول" للمخرج نيمرود آنتال حول شخصية شاب يدعى بولسكو، كان فيما مضى مهندسا تخلى عن مهنته ثم تحول لسبب ما إلى موظف في مترو الأنفاق في العاصمة بودابست وظيفته التفتيش عن التذاكر حيث يجوب الأنفاق ويتفقد المسافرين في عربات المترو مع بقية فرق المفتشين.
وصف بعض النقاد فيلم" كونترول" الذي يبلغ طوله ساعتين إلا ربعا، بأنه فيلم تشويق بوليسي، فيما وصفه نقاد آخرون بالكوميديا السوداء. وفي الواقع، فإن هذا الفيلم لا ينتمي إلى أي من هذين النوعين، على الرغم من انه يحتوي على بعض مكوناتهما. واعتبر نقاد آخرون إن الفيلم ينتمي إلى نوع الأفلام الغرائبية، وعلى الأغلب فإن هذا الرأي هو الأقرب إلى طبيعة هذا الفيلم المميز.
جرى تصوير جميع مشاهد الفيلم تحت الأرض داخل الأنفاق وعربات القطار، و هذا ما قد يوحي بصعوبة خلق مادة مثيرة ومتنوعة يجري تصويرها داخل مكان متشابه مغلق محدد الوظيفة، لكن مخرج الفيلم، وفي حين أن فيلم " كونترول " هو فيلمه الطويل الأول، تمكن رغم هذا من إنجاز فيلم ثري في مادته البصرية غني في شخصياته ومثير في أحداثه.
يجيء التشويق الأساس في الفيلم من سلسلة جرائم يرتكبها شخص ملثم يجوب أنفاق المترو ويدفع من يصادفهم من منتظري وصول القطار إلى الأسفل لحظة وصوله لكي يسقطوا صرعى تحت عجلاته. لكن هذا الرجل الشبح سيظل لغزا لا يجري الكشف عنه طوال الفيلم. وهناك أيضا لص يجوب الأنفاق وينجح باستمرار في الهرب من بولسكو وزملائه الذين يحاولون القبض عليه. وجود هذين الشخصين في الفيلم هو ما قد يوحي بأنه فيلم إثارة بوليس.
أما العنصر الكوميدي فيجيء خلال بعض شخصيات المسافرين المضحكة و من تتبع التصرفات الغريبة للمسافرين في القطارات والذين يرفض بعضهم شراء التذاكر أو من مواقف تحصل مع بعض مجموعات السائحين الذين لا يستوعبون فكرة أن عليهم شراء تذاكر لركوب عربات القطار. و تخلو من اللحظات الكوميدية أيضا العلاقات المتبادلة بين فرق التفتيش على التذاكر والتي تتسم في أحيان كثيرة بالمنافسة، مع أن الجميع يقفون في النهاية عاجزين عن تطبيق القوانين داخل هذا العالم المغلق والواسع في آن.
يتعرف بلاسكو وسط هذا العالم الغريب على فتاة شابة غريبة الأطوار تتنقل في أرجاء المكان ولا تغادره أبدا، تتنقل وهي متنكرة في ثياب وهيئة دب، وهي في نهاية الأمر من سيقود بلاسكو إلى الخارج، إلى الضوء فوق سطح الأرض، ليبدأ معها حياة جديدة.
حاز هذا الفيلم الذي جرى إنتاجه في العام 2003 على سبع عشرة جائزة من مهرجانات دولية سواء في مجال الإخراج أم التصوير أم الصوت. كما انه تم ترشيح الفيلم في مهرجانات أخرى لجوائز مماثلة.