هل فكرنا اتحاف الأبناء حَبْل قفز؟، هذا السؤال ليس عبثيًا، إنما يحمل عمقًا في داخله، لو عاد بنا الزمن أيّ الطفولتين سنعيش؟، طفولتنا الماضيّة، أم ما عليه الأبناء اليوم؟، هناك إيجابيات كثيرة في عالم طفل اليوم، ولكننا سنقتصر هنا على المشاكل لضرب الحلول وتقديم النصائح. روى لي أحد الأصدقاء أنّ ابنه كان يحفظ العديد من الحكم والقصائد والأحاديث، وكان يفخر به في المجالس، وذات مرّة وصل هذا الطفل هديّة عبارة عن جهاز إلكترونيّ، فما الذي حدث؟، يقول هذا الصّديق: لقد تبخرت من ابني جميع المحفوظات، حيث استبدل النافع بالمسليات، وأصيب بالتّشتت وعدم التّرْكيز.
كلنا مسؤول والطفولة أمانة، لذا نقول: أطلقوا سراح الأطفال، فهم سجناء هذه الأجهزة، إنْ لم يقع الترشيد. كلنا يعلم أنّ الإلكترونيات سلاح ذو حدّين، ولكن السؤال: أيّ الحدّين يستخدم هذا الطفل البريء؟، يتحدث بعض المعلمين عن داء التشتت لدى الأبناء، ونحتاج لإجراء تجربة اختباريّة، لإدراك هل هذا الطفل يعاني من هذا الداء؟، أم هو في مأمن وتحت السّيْطرة؟، هناك بعض الصّغار يعيشون في الواقع بالأجساد فقط، أما العقول فمُخدّرة بالعالم الافتراضيّ، فهل وعى المسؤول عن هذا الضّرر؟
قد يسعد الطّفل بالملهيات الإلكترونيّة، ولكنه يخسر الجلوس مع الوالدين والأقارب، يخسر متعة القراءة، يخسر الاستمتاع بطفولته بالطريقة الصحيحة، على الآباء ممارسة أدوارهم الحقيقيّة والخروج من عباءة الفزاعة التي لا تحرك ساكنًا، فالجيل الصاعد يستحق أن يعيش حياته المُثْلى، لذا نحتاج لمسطرة تقنين لفرض نظام أسريّ وفق منظور تربويّ، بتقويّة نقاط ضعف الطفل، واستثمار نقاط قوته.
ضوابط وارشادات:
1--ضبط الساعة: تكفي ساعة واحدة لاستخدام الإلكترونيات إذا كان الطفل دون مرحلة الدراسة مع مرافقة بالغ، وتكفي ساعتين إذا كان الطفل في مرحلة الدراسة دون عمر الـ 18 سنة.
2--ضبط النشاط: يلزم الطفل النوم الكافي، مع ممارسة نشاط بدني لا يقل عن 60 دقيقة يوميًا.
3--راحة العين: يلزم عين الطفل راحة من الشاشات مدة 20 ثانية، بعد مشاهدة 20 دقيقة، والتركيز على شيء يبعد 20 قدم، وفق قاعدة 20-20-20. تحريك رموش العين عند الجفاف، أو استخدام القطرات للترطيب.
4--ضبط الأجهزة: يلزم التوقف عن الأجهزة قبل النوم بساعتين، ويلزم تنظيف الشاشة، وتقليل السطوع، كما يلزم ضبط الخطوط بحجم مناسب.
5--ضبط الجسد: الحذر من انحناء العمود الفقري، والرقبة، واجعل وضع الشاشة في امتداد واحد مع العين.
6--ضبط الغرفة: تأكد من تهويّة المكان ونظافته، وتقليل توهُجّ الإضاءة.
برامج بديلة لوقت الفراغ:
1- الألعاب النافعة: استخدام الألعاب المفيدة، كألعاب الرمل، والصلصال، وألعاب المكعبات، وغيرها.
2- الأنشطة والتمارين: حل النشاطات، والتمارين المتنوعة، ومطالعة الألغاز ،والمسابقات.
3- زيارة المكتبات: لشراء بعض الكتب القيمة، وقضاء وقت لقراءة القصص والحكايات، ومطالعة الكتب المناسبة.
4- تنمية المواهب: تحسين الخط، وممارسة الرسم، وكتابة القصص، والتمرن على الإلقاء والإنشاد، وغيرها.
5- لألعاب الرياضية: كلعبة القفز بالحبل، ومسابقة العدو، والمطاردة، وممارسة التمارين الجماعيّة.
6- البرامج والتعليم: تعلّم الدروس المهمة، واكتساب لغات جديدة.
7- برامج الأسرة: جلوس الوالدين مع الصّغار، وعقد البرامج الجماعيّة كحلقات المناقشة والحوار.
نصائح والديّة لرعاية الصّغار:
1- المراقبة الأبويّة وتشغيل الكامرات للتحقق من أمان الطفل وسلامته.
2- حذف الألعاب المضرّة التي لا تتوافق مع المرحلة العمريّة، والتي يمارس فيها العنف.
3- الحرص على ترتيب نزهات عائليّة، تتخللها أنشطة حركيّة كالمشي، واستخدام الدراجات الهوائيّة.
4- قياس السّمنة وتخليص الطفل من الأوزان الزائدة، بفرض نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، والأنشطة المنزليّة المتنوعة.
5- فرض قواعد أسريّة، كتقنين استخدام الأجهزة الإلكترونيّة، ومنع الأكل أثناء المشاهدة، والالتزام بمواعيد النوم.