يجمع فيلم "الرصاصة المصفحة" بين الأفلام الحربية والدرامية، وقد اشترك المخرج ستانلي كوبريك في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبين مايكل هير وجوستاف هاسفورد استنادا إلى رواية لجوستاف هاسفورد بعنوان "المؤقتون". وقد استمد الكاتب مايكل هير مادته من خبرته كصحفي قام بتغطية الحرب الفيتنامية، كما اعتمد الكاتب جوستاف هاسفورد على خبرته في الحرب نفسها، وكان قد بدأ بتأليف الرواية أثناء اشتراكه في الحرب في فيتنام. تتعلق أحداث قصة فيلم "الرصاصة المصفحة" بالحرب الفيتنامية، ويؤكد المخرج ستانلي كوبريك، كما فعل في عدد من أفلامه السابقة، على إبراز قسوة الحرب وحماقتها وهدرها للموارد الإنسانية. ويقدم الجزء الأول من الفيلم صورة واقعية لحياة أفراد مشاة البحرية الأميركية (المارينز) خلال فترة التدريب، وكيف يجري غسل أدمغتهم وتحويلهم من شبان أبرياء إلى جنود محترفين مستعدين للحرب بل وإلى آلة للقتل. ويركز الجزء الثاني على القتال في الجبهة، وبالتحديد في حطام شوارع مدينة هيو بفيتنام. صورت جميع مشاهد الفيلم في مدينة لندن في مناطق مدمرة استعدادا لإعدادها لإعادة الإعمار.
تدور أحداث الفيلم خلال حرب فيتنام حيث تصل دفعة جديدة من قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة إلى جزيرة بريس الأمريكية للتدريب ويقابلون مدربهم هارتمان وهو شخص قاسي وصارم، يهين ويسئ معاملة الجنود الجدد لكي يجعلهم أشداء، من ضمن هؤلاء الجنود، جوكر (ماثيو موديني) وليونارد لورانس (فينسنت دونوفريو) وهو شخص وزنه الزائد لا يساعده على أداء التمارين العسكرية بالشكل المطلوب مما يثير غضب المدرب هارتمان فيقوم بالإساءة له والسخرية منه خلال التدريب، كما أنه أيضا أطلق عليه اسم "غومر بايل" فقط لأنه لا يستسيغ اسم لورانس فهو اسم للشواذ كما يقول، يتم تعيين الجندي جوكر ليكون قائدا للمجموعة ويأمر هارتمان بايل بالتعلم من جوكر.
تحدث تحولات في شخصية بايل فيصبح جنديا مثاليا يثير إعجاب هارتمان، ولكن تظهر علامات في تصرفاته تدل على أن انهيارا عقليا قد أصابه. يعثر جوكر على بايل جالسا على أحد المراحيض ومعه بندقيته. يحاول جوكر تهدئة بايل ولكن بايل يصرخ فيستيقظ هارتمان على صراخه ويأتي مسرعا ليرى ما الذي يحصل، يطلق بايل النار على هارتمان ويردفه قتيلا ثم ينتحر.
يقوم بدور الرقيب العسكري المشرف على التدريب في الفيلم الممثل لي إيرمي وهو رقيب سابق في مشاة البحرية الأميركية كان قد خدم في حرب فيتنام، وقد اختاره المخرج ستانلي كوبريك لهذا الدور لإضفاء طابع واقعي عليه، وكان معظم حواره خلال فترة التدريب العسكري للجنود في الفيلم مرتجلا من وحي خبرته العسكرية. وحلّ هذا الممثل والعسكري السابق محل اثنين من الممثلين اللذين تم اختيارهما في وقت سابق وهما تيم كولسيري وبيل ماكيني. ونجح الممثل لي إيرمي في أداء دوره بواقعية مستمدة من خبرته العسكرية السابقة. ويتقاسم بطولة الفيلم عدد من الممثلين المغمورين نسبياً، وفي مقدمتهم ماثيو مودين وآدم بالدوين وفنسنت دونوفريو. ويتميز فيلم "الرصاصة المصفحة" بقوة إخراجه على يد المخرج ستانلي كوبريك، وبلمساته الفنية التقليدية التي تجمع بين قوة أداء ممثليه وبراعة السيناريو والتصوير. وقد قدّم المخرج ستانلي كوبريك عبر مسيرته السينمائية العديد من الأفلام المتميزة وفي مقدمتها فيلم "2001: أوديسا الفضاء" وهو من الأفلام الرائدة في سينما الخيال العلمي، ويتفق معظم النقاد على أنه واحد من أفضل الأفلام في تاريخ السينما، ويحتل المركز الخامس عشر في قائمة معهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي. ومن أفلامه المتميزة الأخرى فيلم "الدكتور سترينجلوف أو كيف تعلمت أن أتوقف عن القلق وأن أحب القنبلة" الذي يحتل المركز التاسع والثلاثين في تلك القائمة، وفيلم "البرتقالة الآلية" في المركز السبعين في تلك القائمة.
رشح فيلم "الرصاصة المصفحة" لتسع عشرة جائزة سينمائية وفاز بتسع منها، ذهب أربع منها للمخرج ستانلي كوبريك، بينها جائزتا أفضل مخرج من رابطة نقاد السينما في بوسطن ورابطة نقاد السينما في لندن. وفاز الممثل لي إيرمي بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد من رابطة نقاد بوسطن ورشح عن دوره لجائزة الكرات الذهبية. وفاز الفيلم بجائزة المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية لأفضل عشرة أفلام، كما رشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو. وبلغت الإيرادات الإجمالية لفيلم "الرصاصة المصفحة" على شباك التذاكر في دور السينما الأميركية 46 مليون دولار، في حين بلغت تكاليف إنتاج الفيلم 30 مليون دولار.
يشار إلى أن الممثل فنسنت دونوفريو الذي قام بدور المجند بايل في الفيلم تعرّض لزيادة في الوزن ليكون مناسبا لدوره وزاد وزنه 32 كيلوغراما، محطما بذلك الرقم القياسي السابق في زيادة الوزن الذي كان قد سجله الممثل روبرت دينيرو في فيلم "الثور الهائج" (1980) حين زاد وزنه 27 كيلوغراما. واستغرقت عملية زيادة وزنه سبعة أشهر، فيما احتاج إلى تسعة أشهر لإزالة الوزن الإضافي.