فيلم "خطأ" للمخرج الفرنسي الأصل كوانتين دوبوا عبارة قصة سريالية تتعلق برجل فاشل يعيش وحيدا يستيقظ ذات صباح ليكتشف أن كلبه المحبوب قد اختفى. الفيلم مصنوع على شكل دراما هزلية أبطالها أشخاص غريبو التصرفات.
بطل الفيلم يدعى دولف وهو ذو شارب كثيف وشعر طويل. لا تتوقف مشكلة دولف عند فقدان كلبه بل يتعرض لمفاجأة سيئة أخرى في نفس الصباح، إذ يبلغه البستاني الذي يعتني بحديقة بيته أن شجرة النخيل المزروعة في الحديقة قد تحولت فجأة إلى شجرة صنوبر، ما يثير استياءه كونه متعلق أيضا بشجرة النخيل، لهذا يوافق بسرعة على اقتراح البستاني بخلع الصنوبرة وزرع نخلة جديدة مكانها.
في مشهد لاحق نرى دولف وهو يدخل مبنى شركة وينظمّ لبقية الموظفين الذين يتطلعون نحوه باستهجان ويباشر عمله على جهاز الكمبيوتر ويتجاهلهم، فيما تهطل أمطار غزيرة وسط قاعة المكتب وتبلل الموظفين وأجهزتهم على حد سواء دون أن يبدو أنهم يكترثون للمطر. نكتشف في هذا المشهد أن دولف مفصول من العمل منذ ثلاثة أشهر، لكنه مع ذلك يواظب على الدوام والتظاهر بأنه يؤدي مهام عمله رغم مقاطعة زملائه له وتهديدهم بتقديم الشكوى ضده إن استمر بالحضور.
في طريقه نحو المكتب الذي كان يعمل فيه قبل طرده يصادف ضابط شركة يوقفه ويطلب منه العودة لأن الطريق مغلق، ونرى في الخلفية آليات تسحب حافلة صغيرة محترفة (سنكتشف في مشهد لاحق قبل نهاية الفيلم أن كلب دولف كان في الحافلة التي مات من كان فيها، لكن الكلب وحده نجا)، وحين يسأل دولف الضابط عن سبب الحريق يستمهله الضابط كي يذهب ويستعلم ثم يعود مسرعا ويخبره أنه ادعى انه سيستعلم لكنه يعرف الحقيقة ولا يريد إخباره بها. مثل هذا النوع من الحوار بين الاثنين سيتكرر مع شخصيات الفيلم المتعددة الأخرى الغرائبية وسيضيف إلى أسلوبية الفيلم السريالية وأحداثه اللامعقولة قيمة أخرى.
التطور الاهم في قصة الفيلم يحصل عندما يتلقى دولف اتصالا هاتفيا من مجهول يبلغه ان الكلب موجود لديه وان على دولف أن يحضر لمقابلته في موعد ومكان يحددهما له. يحصل اللقاء بين الاثنين بين اشجار غابة وسط تخف حذر كي لا يراهما أحد غريب. يعرف دولف من اللقاء أن هذه الرجل المجهول يدير مؤسسة تقوم باختطاف الكلاب من عند أصحابها الذين، كما يفسر له الرجل، يكونون قد اعتادوا على وجود الكلب لديهم ما يعني خفوت حبهم له، وان هدف اختطاف الكلاب هو جعل أصحابها يفتقدون كلابهم ومن ثم، عندما يسترجعونها يستعيدون حبهم لها كما في اقتنائهم لها للمرة الاولى. لكن الخبر السيئ الذي يبلغه الرجل لدولف أن كلبه فقد من جديد بعد أن نجا من حريق الحافلة التي كان فيها. ويطلب الرجل من دولف ان لا ييأس رغم ذلك لأنه قام بتكليف محقق خاص شهير وبارع بالبحث عن الكلب.
ينتمي الفيلم الى نمط خاص من الافلام التي تنتمي إلى فن اللامعقول والتي تسعى إلى تقديم كوميديا تكشف تناقضات البشر وغرائب الحياة، وهو يبقى تجربة لتقديم فيلم مختلف.
الفيلم إنتاج امريكي فرنسي مشترك وهو الفيلم الطويل الثاني للمخرج الذي قام ايضا بكتابة السيناريو وتصوير ومونتاج الفيلم. والفيلم يعرض مترجما للعربية.