تتباين أساليب السرد في الروايات تبعا لرؤية الكتّاب وغاياتهم في التأثير على القارئ وتعزيز فهمه لتفاصيل العمل الروائي ومعانيه العميقة؛ ففي بعض الأعمال يُسند السرد إلى راوٍ واحد، ما يضفي على النص بعداً محايداً أو شخصياً، بحسب موقع الراوي من الأحداث، في حين تتبنى روايات أخرى أسلوب تعدّد الشخصيات الساردة، فيغدو النص أكثر شمولاً، ويتيح للقارئ تأمّله من زوايا متعددة. وفي رواية "دفاتر الطوفان"، ارتأت مؤلفتها الروائية سميحة خريس ببراعة أن يتخذ السرد الروائي المتعدد شكلاً غير تقليدي في كتابة الروايات، فعوضاً أن تسرد الشخصيات حكاياتها بنفسها، منحت الكاتبة "الأشياء" صوتاً سردياً واعياً، وأفردت لها فصولاً مستقلة في الرواية، فباتت تتحدث عن ذاتها وتصف مجالات استخداماتها أو طريقة صنعها، بأسلوب يدمج بين التّوثيق والتّخيُّل.
جاء حديث "الأشياء" متفاعلاً مع الناس والأحداث والمكان خلال ثلاثينيات القرن العشرين، ولا سيّما في عامي 1937 و1938؛ إذ تقدم قصصاً عن شخصيات متخيلة تظهر تدريجيا بتتابع سرد أنواع مختلفة من "الأشياء"، وذلك على نحو يعكس واقع المجتمع العمّاني آنذاك، بما فيه من عادات وتقاليد وتفاصيل حياتية يومية. كما يتطرق السرد إلى البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية السائدة فيها، وما شهدته من تطورات وتحولات فارقة، وكان لافتاً حضور المرأة في السرد، بما يعكس رؤية الكاتبة لدور المرأة الهام في المجتمع. ومن جانب آخر، يرى الكاتب "بودبوجة فضية" أن أسلوب منح "الأشياء" صوتاً سردياً يحمل فكراً واعياً قد: "ساعد الكاتبة على طرح مختلف القضايا دون أن تتحرَّج في إسنادها إلى شخصية ما ذات توجه ديني أو أيدولوجيا، مما منح الأفكار والآراء حرية التداعي في أريحية ونعومة سردية لا متناهية". (فضية، 2024، ص33). ولم يقتصر تمّيز الكاتبة على ابتكار شكل سردي يمنح "الأشياء" صوتاً، بل تجلّى أيضاً في لغتها الروائية التي اتّسمت بالبلاغة والتنوع؛ إذ تحدثت "الأشياء" بلغة فصيحة بليغة، بينما جاءت حوارات الشخصيات باللهجات العامية المختلفة، في انعكاس دقيق لطبيعة الشخصيات والسياقين الزمني والمكاني للرواية، وقد أضفى هذه التمازج اللغوي على الرواية بعداً واقعياً نابضاً بالحياة.
ورغم أن أحداث الرواية تجري في سياقٍ تاريخي، فإنها تُحدث قفزات زمنية في بعض أجزائها، إذ تنتقل أحداثها إلى عام 2000، وتختم فصولها في العام الذي كُتبت فيه، أي عام 2002. ويمنح هذا الانتقال الزمني القارئ فرصة لمقارنة ماضي عمّان بحاضرها؛ إذ كانت المدينة تتمتع بوفرة المياه وغزارة الأمطار، إلى الحد الذي أدّى إلى حدوث الطوفان عام 1938، كما ورد في حديث "المطر"، بينما تعاني المدينة في الوقت الحاضر من شُح المياه، ولكن، يقول "اليوم": الأرض أذكى من الإنسان، الأرض أكثر حناناً،... عندما قررت الأرض أن تغب ماءها، أعمت أعين البشر عن التنبه، واللحاق بالماء، شغلت التجار بتجارتهم، والكتاب بأحبارهم... وقالت الأرض كلمة فصل في أمر الماء، امتصته حتى آخر قطر، حفظته ربما لحياة جديدة في مستقبل سعيد" (خريس، 2003، ص 220)، فكان نبعُ الماء الذي اندفع شوقاً عند توغل الحفّارات في الأرض عام 2000، لبناء أساسات مركز ثقافي في وسط مدينة عمّان، ليُسحب ماؤه وتشرب منه المناطق المحيطة. ومن ناحية أخرى، يشير حديث "اليوم"، بأسى خفي، إلى ضياع فرصة الاستفادة من تلك الوفرة، لتخزين ما يمكن تخزينه من المياه. فيقول "اليوم": "راح السد الذي لم يُقم، ونشفت عمّان" (خريس، 2003، ص 220).
يتضح في حديث "الأشياء" مدى التنوع الثقافي والعرقي في المجتمع العمّاني الذي أصبح مجتمعاً مختلطاً يضم في نسيجه الاجتماعي مجموعة من الأعراق قدمت من بلاد مختلفة، مثل الجماعات الشركسية والأرمنية والسريانية والشامية وغيرها من الجماعات العرقية، بالإضافة إلى الجماعات القادمة من المدن الأردنية المختلفة، مثل السلط ومعان والكرك. لم يمنع هذا التنوع السكاني والثنائية الدينية المتمثلة بالمسلمين والمسيحيين، من سيادة روح التعايش والانسجام بين هذه المكونات المختلفة، وإن ظهر شيء من بذور الصدام ما بين العربي وغير العربي في بعض الأحيان، إلا أن رغبة التعايش كانت الأقوى في النهاية، وبينما نجحت "الأشياء" في التطرق لموضوع التنوع الثقافي والعرقي في سياق سردها، تناول "الرحالة"، سيف الدين الغساني، هذا الموضوع بوضوح أكبر في حديثه بأواخر أجزاء الرواية، إذ يقول عن عمّان إبّان تلك الحقبة الزمنية: "في البدء قسمت المدينة سكانها تبعا لأصولهم، فهناك حي المهاجرين للشركس، وحي الطفايلة للريفيين الذين جاءوا من الجنوب، وهناك حي للمصاروة، وآخر للسلطية، وللبخارية، ولليمنية، والمغاربة، والمعانية..." . يقرر "الرحالة" الاستقرار في مدينة عمّان عام 1935، تاركا حياة الترحال، بعد أن وجد فيها ما يجذبه للبقاء فيها. ويجد القارئ في حديث "الرحالة" بعدا أكثر شمولية ووعياً من حديث "الأشياء"، فمهما ازداد تواصل "الأشياء" واحتكاكها بالشخصيات والأحداث، فلن تقارب المستوى الإنساني بطبيعته المتحركة واحتياجاته المتغيرة؛ إذ يسهب الرحالة في وصف تفاصيل المدينة بشوارعها ومبانيها وأسواقها وبضائعها الرائجة، كما يتطرق إلى تاريخ عمّان، بإيجاز متقن، بدءاً من العام الألف الأول قبل الميلاد وصولاً إلى الفترة التي تسبق حدوث طوفان المياه، مع ما شهدته المدينة من تغيرات أو حراكات سياسية. وفي هذا السياق، يتداخل الجانب السياسي مع حكايات شخصيات الرواية، وتقول "الأمسيات" في ذلك، "تدور الأحاديث في المقاهي والبيوت والمدارس عن التغيير الجديد، كل وزارة وعمان بخير... والحكايات تحلو على شيء من المرار، من هم القادمين وماذا سيضيفون؟... هل ستحارب الحكومة احتكار السلع؟ هل ستدفع رواتب المعلمين وتقر نظام المعارف، ليصير التعليم إلزامياً ومجانياً؟؟ ... "(خريس، 2003، ص166). تظهر "الأمسيات" في حديثها الحس القومي المنتمي للهوية العربية لدى أهل عمّان إذ تختفي حكايات الأشخاص ومشاكلهم، وتبرز حكاية واحدة، فتقول في ذلك: "كفت النسوة عن استعادة حياة غالب، وتبخرت حكاية أسمهان، ولم يعد لعّمان إلا حكاية واحدة يقال لها فلسطين". (خريس، 2003، ص: 175)، بينما تتناول الرواية ارتباط أبناء عمّان بما يحيطها من اضطراريات وثورات في فلسطين وسوريا، مثلما يتجسّد ذلك في شخصية المحامي عبد الرزاق الشيعي الذي كان على تواصل مع الثوار العرب، وينسج في الوقت نفسه علاقات مع شخصيات سياسية وثقافية مميزة في عمّان، مثل حسني فريز وعبد المنعم الرفاعي وأديب عباسي، ويعكس حضور هذه الشخصيات المتخيل، رغم غياب دورها المباشر في أحداث الرواية، تفاعلاً بين الأوساط الثقافية والسياسية في تلك المرحلة.
وتبرز الخصوصية الأنثوية في الرواية من خلال الحضور اللافت للمرأة واختيار الكاتبة "أشياء" ترتبط بعالمها لتتولى مهمة السرد، مثل "الحرير" و"الأحذية "و"الأساور" و"السكر" و"القصدير" و"العطر"، ويتجلى في أحاديثها قدرة المرأة على الخروج من الأنماط الثقافية والعادات السائدة، نتيجة وعيها بذاتها وبدورها الهام في الأسرة والمجتمع، وهذا بدوره، جاء نتيجة للتغيير والتطور الذي شهده الأردن، فعلى سبيل المثال، تسرد "الأحذية" قصة "نجمة، أم غالب" في التعامل مع القيود التي فرضها عليها مجتمعها؛ إذ أجبرها والدها على الزواج من "أسعد التاجر" وهي لا تزال في سن صغيرة، ما حال دون إكمال تعليمها في "كتّاب الست الفخرية"، لتنتقل بعدها إلى مدينة معان لتعيش مع زوج يعاملها بقسوة، ولكنها استطاعت بمرور الوقت التأثير عليه، فأصبح أكثر ليناً، حتى تمكنت من إقناعه بالانتقال إلى مدينة عمّان وشراء العقارات والدكاكين فيها. وبعد وفاته، تشهد "نجمة" تحوّلاً كبيراً تسرده "الأحذية"، إذ تقول: "أجادت القراءة بما يكفي، وتعلمت الكتابة وخطت اسمها بالكوفي والعثماني، وأشرفت على بناء العلية الإضافية في عمارتها في شارع الرضا، وقعت عقود الإيجار بالتوالي بينها وبين تامبي الشركسي، ثم برنل الإنجليزية، وأخيراً الممرضة أسمهان، ثم راحت ترتاد السوق بنفسها، تتفقد الدكاكين قبل أن تؤجرها... كانت دكاكين نجمة الأجمل والأوسع في السوق". أصبحت "نجمة" تاجرة قادرة على إدارة أملاكها بنفسها، فحققت نجاحاً قوياً في مجال كان حكراً على الرجال، وفي مجتمع يقلل من شأن المرأة ويضعها في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل. ولم يتوقف طموح "نجمة" عند حد نجاحها الشخصي، بل أرادت لابنتها "لمياء" مستقبلاً أفضل، فيما يعكس استمرارية حركة التغيير والتطور للمرأة وسعيها لمواكبة سير التقدم في المجتمع، فشجعتها على السفر إلى الشام لدراسة الطب، وهي في ذلك تشترك مع "هيام واعتدال"، ابنتي أخ التاجر تقي الدين، اللتين تسافران إلى بيروت للدراسة الجامعية، كما يرد في حديث "القطار". وتقدّم الرواية نموذجا آخر لاهتمام المرأة بالتعليم العالي والعمل، فضلاً عن تحررها الذي يظهر بوضوح في "حديث الحرير" عبر قصة الممرضة المسيحية "أسمهان" القادمة من بيت لحم للعمل في المستشفى الحكومي في مدينة عمّان، بينما تضطر للسكن بمفردها في عمارة التاجرة "نجمة"، وبمرور الوقت، ترتبط أسمهان بعلاقة غرامية، لا تحسب حساب التقاليد، بالمحامي عبد الرزاق الشيعي، فيقاطعها أهل الحي لذلك، باستثناء قلة منهم. لم تكن أسمهان تأمل أن يتزوجها المحامي، ولكن، في خطوة يمكن عدّها سعيا من الكاتبة لإعادة تشكيل الواقع، يتدخّل رجال الحي ويطلبون من المحامي أن يتزوجها، حفاظاً على سمعتها وسمعة الحي، غير أن المحامي يرفض ذلك بحجة أنها مسيحية، فيجيبه الشيخ قائلا: "وشو عليه؟؟ كلنا عبيد الله" (خريس، 2003، ص 150)، فيتم الزواج، كما ورد في "حديث الحب". وتقدم الكاتبة سميحة خريس، بنجاح وبنظرة شمولية واقعية، نماذج أخرى للمرأة تُجبر فيها على تلبية الدور المساند المفروض عليها دون أي اعتبار لشخصيتها أو آرائها، كما يظهر في قصة "رفقة" التي يسردها "القصدير"؛ إذ تنتقل "رفقة" من مدينة الكرك برفقة شقيقها الذي يريد العمل في مدينة عمّان، لتتولى شؤون بيته من تنظيف وطهي، وليس لغاية تخصها هي شخصياً، ولكنها مع الوقت تشعر بالملل والوحدة، فتقرر الانخراط في العمل في مجالات معينة للنساء، تنجح في بعضها أحياناً وتخفق في بعضها الآخر، مثل مجال الخياطة، الذي برزت فيه كل من الخياطة "زازا الأرمنية" والخياطة "حنة السريانية"، ولكنها تستمر في المحاولة حتى تبتكر طريقة لتصفيف شعر النساء باستخدام القصدير. وتقدّم الكاتبة نموذجاً آخر للمرأة التي تعيش تجربة قاسية لا تستطيع فيها الاعتراض أو حتى النقاش، وحتى وإن تمكنت من ذلك، فلن ينالها سوى الإهمال والقمع، فتضطر للرضوخ بانكسار وتقبل وضعها الموجع؛ وهذا النموذج يتجسد في "حسيبة"، زوجة التاجر تقي الدين، عندما علمت بزواج زوجها الثاني من التاجرة "نجمة"، وتصف "الأحذية" ردة فعل "حسيبة" إزاء هذا الخبر المؤلم، فتقول: "بكت وصارت عيناها حفرتين داميتين، لم تعترض أو تسأل" (خريس، 2003، ص 30).
وفي صورة سردية نابضة بالحياة، تتناول رواية "دفاتر الطوفان" الأنشطة الاقتصادية السائدة في مدينة عمّان خلال ثلاثينات القرن الماضي، سواء كانت في مجالات التجارة أو الزراعة أو الصناعات التقليدية، إذ تستعرض "الأشياء" ملامح الأسواق وما تعرضه من بضائع وصناعات تقليدية وتبرز ميزاتها الخاصة، كما يتجلى ذلك في أحاديث "الحرير" و"الزيتون" و"الحبر" و"والحبال" و"السكر"، كما ترصد الرواية ما طرأ على المدينة من تحولات وتطورات اقتصادية مع تدفق المهاجرين وتطور سبل الحياة وتنوع وسائل التبادل التجاري واتساع نطاقها، الأمر الذي أدى إلى تراجع بعض البضائع أو الصناعات أمام ما فرضه السوق من مستجدات، فها هو "السكر" يقول متفاخراً بتفوقه على "العسل": "كان العسل المجيد المحاط بكل القداسة يتراجع أمام شوالات السكر التي تصل بالقطار من تركيا، قاوم الشركس هذه الهجمة، ... ولكني واصلت تدفقي، حتى استحوذت على رضا كافة الملل " (خريس، 2003، ص50). ويتحدث "الحبر" عن تراجع استخدام دواة الحبر للكتابة بخط اليد أمام آلة الطابعة الألمانية، التي طلب المحامي عبد الرزاق إيصالها له من بيروت، وفي الوقت نفسه، ظهرت صناعات جديدة في مجال الحلويات، مثل مصنع البوظة الذي يرغب أبو ملحم في إنشائه، مستفيداً من فرصة الحصول على مولد كهربائي، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع مبيعات الحلويات التقليدية كالكنافة والبقلاوة، ما يشير بدوره إلى تغير أذواق الناس وتبدل أنماطهم الاستهلاكية. وفيما يتعلق بالجانب الزراعي، يكشف "الزيتون" في حديثه عما قد تؤول إليه الزراعة في مدينة عمّان من خلال سرده لحكاية مكرم السلطي واهتماماته الزراعية، فهو مزارع جاء من مدينة السلط إلى عمّان هرباً من تنفيذ ثأر قديم، ولكنه استمر في زراعة الزيتون وجنى من محصوله وزيته مالاً جيداً، ويرى في هذا العمل الزراعي مستقبلاً واعداً له ولعائلته ولكن قريبه المحامي عبد الرزاق يحمل وجهة نظرة مغايرة، إذ يقول: "عمان غير يا خوي، ما بيها مستقبل للزراعة... هاي بلد بدها تصير بيوت ودكاكين، مش شايف؟ محتارين شو يساووا إدارات ومكاتب ومدارس، وبكرة دور حجر وخلافه، ما بظل مطرح للمزارع، انت بتوكل منها، وبخسروها أولادك" (خريس، 2003، ص96)، وفي السياق ذاته، كان الضابط "تيمور" يحاول إقناع حماه، المزارع الشركسي "تامبي"، بترك الزراعة والانتقال للعيش معه في حي أكثر حداثة، غير أن هناك من يرى، أن وجهة نظر المحامي في الرواية تنطوي على قدر من المبالغة، إذ يذكر الدكتور شفيق النوباني: "والحقيقة أن مجتمع عمان في هذه المرحلة لم يكن قد تجاوز النمط الزراعي إلى هذه الدرجة، فالنمط الزراعي كان يقوم إلى جانب التجارة" (النوباني، 2013، ص35)، ومن جانب آخر، يبرز التوجه نحو إيلاء المهن والصناعات اهتماماً لافتا في تلك الحقبة الزمنية، إذ كان هناك "مدرسة الصنايع"، التي يتعلم فيها الطالب مزاولة حرف كالحدادة والنجارة والبناء، وتُجسد الرواية هذا التوجه من خلال شخصية عزمي، ابن مكرم السلطي، الذي لا يرغب في مواصلة الدراسة حتى المرحلة الجامعية ولا يطمح أن يصبح محامياً كما يريد والده، بل يسعى بشدة لأن يصبح حرفيا يبدع في عمله ويجد ذاته، وهو ما يتحقق له في نهاية المطاف.
وختاماً، تبرز رواية "دفاتر الطوفان"- التي صدرت طبعتها الأولى عن أمانة عمّان الكبرى عام 2003، وجاءت بحجم متوسط وعدد صفحات 222- للكاتبة الروائية "سميحة خريس" بوصفها عملاً سردياً مميزاً يجمع بين القيمة الأدبية والأداة التوثيقية في آن واحد، إذ نجحت في اصطحاب القارئ عبر الزمن إلى قلب مدينة عمّان في ثلاثينات القرن الماضي، وتحديداً في عامي 1937 -1938، ليعيش تفاصيل حياتها اليومية عبر شخصياتها المتنوعة، ويعاين ملامح المدينة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية بما تحمله من تحولات وتفاعلات مركبة. وفي الوقت ذاته، منحت الرواية القارئ فرصة لمقارنة ماضي مدينة عمّان بحاضرها على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق بالوضع المائي، فقد كانت عمّان في الماضي تتمتع بوفرة في المياه، بينما تعاني "اليوم" من شحّ في الموارد المائية.
المراجع:
- بوديوجة، فضية، تمثلات الأنساق الثقافية في الرواية العربية المعاصرة، "دفاتر الطوفان" لسميحة خريس، محلة النّاص (جامعة جيجل)، المجلد 19، ص28- 39، 2024
- خريس، سميحة، "دفاتر الطوفان"، عمّان، أمانة عمان الكبرى، 2003
- النوباني، شفيق، "عمّان في الرواية العربية في الأردن"، عمّان، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، 2013